نيويورك/أ ف ب – شدد مجلس الأمن الدولي أمس على «ضرورة منح مساعدة غير مسبوقة» للبنان لاستقباله مئات الآف اللاجئين السوريين¡ كما دعا اللبنانيين إلى النأي بالنفس عن النزاع السوري. وفي بيان أصدره أمس باجماع اعضائه الخمسة عشر¡ دعا مجلس الأمن «المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدة المطلوبة باسرع وقت ممكن» من أجل مساعدة اللاجئين والمجتمعات التي تستقبلهم. كما أعرب عن «قلقه الشديد للتدفق الكبير للاجئين» إلى لبنان¡ وقدر عددهم بـ587 ألفا◌ٍ بالنسبة إلى السوريين¡ و65 الفا من اللاجئين الفلسطينيين¡ و«رحøب بالجهود السخية» التي يبذلها لبنان من أجل مواجهة «هذا التحدي المالي والبنيوي الاستثنائي». وأوصى البيان باقامة «بنى مؤسساتية تتمتع بصلاحيات كاملة» من أجل تنظيم استقبال اللاجئين¡ و»شدد على أهمية الدعم الدولي القوي والمنظم لصالح لبنان بغية مساعدته على مواجهة العديد من التحديات (التي تهدد) امنه واستقراره». إلى ذلك ذكر المجلس اللبنانيين بالتزامهم «تحييد لبنان عن سياسة المحاور» وعدم التدخل في النزاع السوري¡ وفقا لاعلان بعبدا الذي اصدره الاقطاب السياسيون اللبنانيون في يونيو 2012م¡ برعاية الرئيس اللبناني ميشال سليمان. كما أعربت الدول الخمس عشرة عن «قلقها المتنامي حيال التزايد الواضح لاطلاق النار على لبنان من سوريا¡ وكذلك عمليات التسلل والخطف وتهريب الاسلحة على طول الحدود السورية اللبنانية». وطالبت «جميع الاحزاب في لبنان بمواصلة العمل مع رئيس الوزراء المكلف تمام سلام للسماح بتشكيل حكومة بسرعة». وكان مجلس الأمن عقد الثلاثاء جلسة مشاورات مغلقة حول لبنان وخصوصا حول تأثير النزاع السوري على هذا البلد. واصدر مساء الثلاثاء بيانا أول أدان فيه التفجير بسيارة مفخخة الذي اسفر عن إصابة أكثر من خمسين شخصا في الضاحية الجنوبية لببروت ودعا اللبنانيين إلى «صون الوحدة الوطنية». وأكد السفير الفرنسي جيرار ارو للصحافيين أن فرنسا باقتراحها هذا الاعلان تريد «توجيه رسالة دعم للبنانيين وخصوصا الرئيس ميشال سليمان والجيش اللبناني ركيزتي استقرار» لبنان. وأكد السفير اللبناني نواف سلام أنه رغم العبء الذي يمثله اللاجئون السوريون – الذين قدر عددهم بمليون على الأقل إذا تم احتساب اللاجئين غير المسجلين والاسر – «لن يغلق لبنان حدوده ولن يبعد أي لاجئ». وأوضح أن اقامة مخيمات للاجئين السوريين في لبنان «من الخيارات» المطروحة.