الرئيسية - عربي ودولي - «غزوة رمضان» تضع العراق على حافة الحرب الأهلية
«غزوة رمضان» تضع العراق على حافة الحرب الأهلية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

بغداد/أ ف ب – العراق الذي يشهد أوضاعا أمنية وسياسية متوترة¡ وتصاعدا خطرا للشحن الطائفي¡ مرشح لتلقي ارتدادات الملف السوري¡ حيث احتمال تسلل مقاتلين مسلحين ومدربين من سوريا¡ ليشكلوا القادح الفعلي لحرب أهلية ضارية. واعلن مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين العراقية أن مقاتلين سوريين وأجانب دخلوا الأراضي العراقية لتنفيذ هجمات انتحارية في المحافظة¡ أ◌ْطلق عليها اسم «غزوة رمضان»¡ مؤكدا◌ٍ أنهم تمركزوا في سلسلة جبال حمرين. ويأتي ذلك في الوقت الذي ترتفع فيه الأصوات محذرة من نشوب حرب أهلية في العراق على خلفية تواصل موجة العنف بالبلاد¡ وارتفاع وتيرة الشحن الطائفي¡ ومنسوب الغضب من حكومة نوري المالكي المتهمة بالفشل في إدارة شؤون البلاد¡ وخصوصا في حفظ الأمن. ونقلت منابر إعلامية عن المصدر قوله : إن «مقاتلين سوريين بالإضافة إلى مقاتلين عرب من جنسيات أخرى¡ دخلوا العراق لتنفيذ هجمات انتحارية خلال شهر رمضان¡ واستهداف مناطق متعددة من محافظة صلاح الدين¡ وعدد من المحافظات الشمالية». وأضاف المصدر : إن «هذه المجاميع وصلت إلى سلسلة جبال حمرين¡ وتتحرøك في المنطقة الوعرة في قرى أطراف سليمان بيك¡ ومنها قرى الحفريات والحمديات¡ وهذه المناطق جبلية ويصعب على القوات الأمنية الوصول إليها». وتابع : إن «هؤلاء المقاتلين العرب والسوريين¡ جاؤوا لتعزيز تنظيم ما يسمى بدولة العراق الإسلامية لاسيøما «ولاية» صلاح الدين¡ على غرار التعزيزات التي قامت بها الحكومة الاتحادية لتأمين القضاء من الهجمات». وأوضح أن «عناصر التنظيم وصلتهم أسلحة عبر سوريا¡ وهم الآن يتدربون على كيفية تنفيذ هجمات نوعية في عدد من المحافظات العراقية»¡ مشيرا◌ٍ إلى أنهم «يتحرøكون وفق معطيات محدøدة¡ بالإضافة إلى وجود حواضن محلية تؤمøن لهم الانتقال والدعم اللوجستي». وأشار المصدر إلى أن «التفجيرات التي سوف تحدث خلال شهر رمضان الحالي¡ خطط لها من قبل هذا التنظيم وأطلق عليها اسم «غزوة رمضان» لإيقاع أكبر عدد من الخسائر¡ وسيعتمدون في تنفيذ عملياتهم على الانتحاريين بنسبة 80%». وتمتد سلسلة جبال حمرين من محافظة ديالى 60 كلم شرق بغداد إلى مدينة كركوك 260 كلم شمالها. وتشهد محافظة صلاح الدين ومركزها مدينة تكريت (170 كلم شمال بغداد)¡ أعمال عنف تستهدف المدنيين والقوات الأمنية على حد سواء. وقتل أمس الأول ثلاثة من رجال الشرطة العراقيين وأصيب أربعة بينهم ضابط بجروح في تفجير انتحاري استهدف نقطة تفتيش شمال الرمادي. يأتي ذلك فيما¡ حذر مسؤول كبير في بعثة الأمم المتحدة في العراق من حرب اهلية دامية¡ معتبرا أن أزمة سوريا وعوامل إقليمية أخرى تلقي بظلال قاتمة على التطورات العراقية. ووفقا مسؤول ملف حقوق الانسان في البعثة فرانسيسكو موتا فإن «العراق بات عند مفترق طرق»¡ مضيفا : «لا نقول إننا في حرب أهلية حاليا¡ لكن عدد الضحايا مؤشر سيئ جدا». ورأى موتا أن الأزمات السياسية المتلاحقة «وقصر النظر في بعض السياسات¡ والتأثيرات الخارجية الآتية من المنطقة المحيطة¡ وسوريا تحديدا¡ تساهم في الدفع نحو عدم الاستقرار». ويشهد العراق تصاعدا في وتيرة العنف المتواصل منذ سقوط نظام بغداد السابق عام 2003م¡ حيث قتل بحسب أرقام الأمم المتحدة أكثر من 2500 شخص في الاشهر الثلاثة الأخيرة بينهم 761 في يونيو. وقتل ما يقارب المائتين في هجمات منذ بداية يوليو الحالي¡ بحسب حصيلة تعدها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا الى مصادر أمنية وطبية. وحذر المسؤول الأممي من أن «الانقسامات الطائفية تتعمق وتظهر في البلاد بطريقة أكثر خطورة من تلك التي كانت عليها عام 2007م». وشهد العراق بين عامي 2006 و2008م حربا أهلية طائفية بين السنة والشيعة قتل فيها الالاف. ومنذ منتصف العام 2008م¡ بدأت أعداد ضحايا أعمال العنف اليومية بالانخفاض¡ إلا أنها عادت لترتفع مع الانسحاب الأمريكي نهاية العام 2011م¡ لتبلغ أرقام ما قبل منتصف 2008م في الأشهر الثلاثة الأخيرة. وقال موتا : إن «الكثير من المجموعات المتشددة تنتعش مما يحدث هناك». وتابع «بقدر ما يزيد عدد القتلى في العراق¡ تزداد إمكانيات رد الفعل المضاد وإمكانيات حدوث دوامة لا يمكن السيطرة عليها». ورأى أنه «إذا استمر ارتفاع الخسائر بهذه الوتيرة¡ سيكون هناك اكثر من خمسة آلاف قتيل نهاية السنة ما يعني العودة إلى أرقام 2008م». وأضاف فرانسيسكو موتا : إن العراق «لم يبلغ مرحلة الحرب الأهلية بعد. لكن إذا استمر العنف¡ واستمر قتل المدنيين¡ والرجال¡ والنساء¡ والأطفال الأبرياء¡ فعندها يمكن أن ينزلق العراق نحو ما لا يمكن العودة عنه».