الرئيسية - عربي ودولي - مصر والتحديات الراهنة
مصر والتحديات الراهنة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

اسكندر المريسي –

بات من الضروري فك الاشتباك السياسي الذي تشهده مصر بغض النظر عن المخطئ والمصيب وعن السلبي والايجابي لأن التخندق ضمن أطراف تدفع بمزيد من التناقض عمل لا يخدم مصر حاضرا◌ٍ ومستقبلا◌ٍ دونما وعي أو إدراك بذلك التخندق أكان في ميدان التحدير أو في رابعة العدوية لا يعكس الا مزيدا◌ٍ من التشظي السياسي الذي أرهق كاهل مصر وجعلها منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد منكفئة على ذاتها غير متفاعلة مع قضايا أمتها العربية والاسلامية مشغولة بشأنها الداخلي. لان السياسة المحلية المصرية بالظرف الراهن أحوج ما تكون للتصالح بعيدا◌ٍ عن ثقافة التعبئة الخاطئة المتبادلة بين فرقاء العملية السياسية في جمهورية مصر العربية¡ كما أن الحاجة تبدو ملحة لتحكيم صوت العقل وتلبية نداء المنطق بغض النظر عن المكايدات السياسية لان المقامرة بالسياسة أعلى أشكال المغامرة التي أرهقت الجموع الشعبية بأغلال وقيود العذابات اليومية. لذلك تكمن الاهمية في اعطاء اولوية لأقصى ابعد حدود المرونة السياسية¡ فليست المشكلة فيمن يحكم مصر قلب الامة العربية النابض بالحيوية والتجدد مصر الكبيرة بشعبها وحضارتها وماضيها وحاضرها ومستقبلها ولكن المهم والأهم في آن واحد كيفية حكم مصر واخراجها من حالة الرتابة والجمود. وإن كانت جماعة الاخوان المسلمين في مصر بالتحليل المنطقي للعقل ليست نبتة شيطانية حتى تحظى في أوسع نطاق لثقافة التعبئة الخاطئة ولكن تلك الجماعة جزء من القوى السياسية. في الساحة الوطنية المصرية¡ ينبغي عليهم ممارسة أقصى درجات الترشيد السياسي والابتعاد عن لغة التحريض ورفضها الحض على الشعور بالمظلومية السياسية لأن السياسة قبل أن تكون تكبيرا◌ٍ وتهليلا◌ٍ في الميادين¡ كما يفهمها بعض السطحيين وقاصري النظر هي بالتأكيد إدارة فن الممكن المتاح والتطلع إلى ما يجب أن يكون عليه ذلك الترشيد السياسي لكي لا يصير الجدل العقيم مضيعة للوقت¡ لأن بقاء مصر قوية وقادرة ومقتدرة أفضل بكثير من جدل الديمقراطية العقيمة¡ حتى لا يتشعب الخلاف حول تلك الديمقراطية ويضيع المواطن لأن مصر أهم وأعرف من الديمقراطية.