الرئيسية - عربي ودولي - تفجيرات العراق
تفجيرات العراق
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

إسكندر المريسي – ما في أدنى شك بأن تحذيرات الحكومة العراقية قبل حوالي شهرين من فتاوى التكفير ودعاوى القتل كان ينم عن وعي وإدراك مسبقين بخطورة ما يحاك ويراد للعراق ولا يخرج ذلك عن نطاق ما سبق وإن حذرت منه الأمم المتحدة¡ أوليس أدل على ذلك حقيقة التحذير يعني بالوقائع والأدلة وجود مخطط إقليمي ودولي بدأت نتائجه التدميرية تطال أمن واستقرار العراق. لذلك ليست التحذيرات المسبقة خاصة من جانب الأمم المتحدة إلا تأكيدا◌ٍ ثابتا◌ٍ لا يقبل الشك أو التأويل أو الجدل عن وجود ذلك المخطط الذي تم التحذير له والإعداد والتهيئة في أجهزة الاستخبارات الإقليمية والدولية لكي تطال بلاد الرافدين وتقطع طريق تطوره الطبيعي. خاصة وقد احتفل العراق خلال الأسابيع الماضية بخروج بغداد مما يسمى بالفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة خروجا◌ٍ حقيقيا◌ٍ نحو الاستقلال الكامل بعيدا◌ٍ عن شبهات التبعية والارتهان للقوى الخارجية¡ ولعل هذا التقدم أدى إلى امتعاض الدوائر المشبوهة التي لا تريد العراق العظيم إلا جريحا◌ٍ يئن تحت وطأة الحصار ويتعرض لضربات التطرف والغلو والتكفير. وما حدث يوم أمس من أعمال عنف وتفجيرات ليس إلا ثمرة شريرة ونبتة شيطانية لما سبق وأن حذرت منه الأمم المتحدة¡ أي أنها مدركة وواعية لعمليات العنف المعدة قبل تنفيذها¡ وإلا ما كان تحذيرها إلا جرس إنذار منظم لأعمال عنف مرتقبة وما نتج عن ذلك من ترويع للآمنين وقتل ما يقارب من 50 شخصا◌ٍ في مسابقة خطيرة سبق وأن كانت الحكومة العراقية قد أوضحت أن أخطر أنواع التطرف والغلو بالدين وفتاوى التكفير السكوت عن ذلك التطرف الذي ليس من صميم العراق ولا من وعيها ولا من ثقافتها¡ لأن ما حدث حاشى لله أن منبعه العراق¡ ولكنه وافد من خارج العراق تدفع به قوى إقليمية ودولية لا تريد عراقا◌ٍ منتصرا◌ٍ من جديد يخرج مرة أخرى من الظلمات إلى النور ليوقد مشعل الحضارة العربية القادمة بعراق قوي يعرف أن بوصلة بغداد في ارتباطها القوي بأمنها واستقرارها نحو بناء مشروعها الوطني المكتمل وغير المنقوص لكي يكون العراق أقوى مما كان عليه وأقدر على معرفة أعدائه وأصدقائه.