الرئيسية - عربي ودولي - صراع اوباما مع خصومه وأزمات المنطقة تعرقل تحقيقه مكاسب على المستوى الداخل والخارج
صراع اوباما مع خصومه وأزمات المنطقة تعرقل تحقيقه مكاسب على المستوى الداخل والخارج
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تقرير / قاسم الشاوش –

> يعيش الرئيس الأمريكي باراك اوباما صراعا حادا في ولايته الثانية مع خصومة الجمهوريين هو الفريد من نوعه في التاريخ الحديث للبلاد وذلك من خلال سعيهم الى عرقلته في تحقيق مكاسب وانجازات على المستويين الداخلي والخارجي .. وتبقى حصيلة اوباما بعد ستة أشهر على إعادة انتخابه وسط عرقلة الكونجرس في المسائل الداخلية وأزمات خارجية تشكل اختبارا للنفوذ الأمريكي كما يجد الرئيس الديمقراطي نفسه في موقعه السابق إذ يصطدم بتصلب المعارضة الجمهورية وازمات منطقة الشرق الاوسط وفضيحة الكشف عن برنامج تجسس سري أثار سخط حلفاء واشنطن والتحديات القادمة من كوريا الشمالية وإيران التي قد تجعل اوباما عاجزاٍ عن تحقيق مكاسب في الخارج يسعى إليها عادة الرؤساء في ولايتهم الثانية.. ومع تواري الآمال الكبرى بالتحرك في ملفات الهجرة والاقتصاد والضرائب قد تكون ولاية أوباما الثانية مجرد إرساء لانجازات سابقتها وليس تحقيقا لمشاريع جديدة تضاف إلى حصيلته الرئاسية.وإن كان تمكن من تسجيل نقاط في مطلع السنة إذ نجح في زيادة الضرائب على الأكثر ثراء فقد اصطدم بجدار حقيقي في مسألة ضبط حمل الأسلحة النارية كما اضطر إلى تأجيل تطبيق جزء من اصلاحه لنظام الضمان الصحي الانجاز الأساسي في حصيلته الرئاسية.. وجاءت فضيحة برامج التجسس التي تطبقها وكالة الأمن القومي ليضيق هامش المناورة أكثر أمامه وفي الوقت نفسه يواجه انتقادات تشبهه بالرئيس السابق ليندون جونسون بسبب عجزه على ترويض الكونجرس ما يثير استياءه. وقال بيتر براون مدير معهد استطلاعات الرأي في جامعة كوينيباك «إنها مرحلة قاحلة بالنسبة لباراك أوباما» مشيرا إلى أرقام تمنح الرئيس 44% فقط من الآراء المؤيدة. وفي ما يتعلق بالسياسة الخارجية فإن مستوى التأييد له تراجع إلى أدنى نسبة حتى الآن إذ لم يعد يتخطى 40% في وقت يكافح لمواجهة المجازر الجارية في سوريا والانقلاب في مصر.. وراهن أوباما على فوزه الواضح والكبير متوقعا أن يعدل تصلب الجمهوريين الذين يعرقلون رئاسته غير أن ذلك لم يتحقق.. وكان أوباما قد اكد خلال حفل للحزب الديمقراطي في /يونيو في ميامي «انه للأسف لا نحصل في غالب الأحيان على الكثير من التعاون من الطرف الآخر» مضيفا «يبدو أنهم أكثر اهتماما بالفوز في الانتخابات المقبلة منهم بمساعدة الجيل الصاعد..» ويراى المراقبون أن الصراع الجاري بين أوباما وخصومه فريد من نوعه في التاريخ الحديث و أن أي رئيس آخر واجه هذا الوضع الصعب من حيث قدر الحقد من قبل الحزب الخصم.. وتعود جذور هذا الخلاف إلى المعركة الايديولوجية بين المحافظين الذين يطالبون بأدنى تدخل ممكن من جانب الدولة ويعتبرون الدولة لب المشكلة وأوباما الذي يستخدم السلطة التنفيذية ونفوذها لمواجهة تحديات هذا الزمن.. ويعرقل مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون في الوقت الحاضر اصلاح قانون الهجرة الذي يفترض أن يشكل أحد الانجازات الكبرى في ولاية أوباما الثانية. ويخشى الكثير من النواب أن يكتسحهم الجناح اليميني من الحزب في الانتخابات التمهيدية عام 2014م إذا ما سمحوا بتمرير قانون يفتح أبواب المواطنة لـ11 مليون مهاجر يقيمون في الولايات المتحدة بصفة غير شرعية.. ومن جانب آخر يخشى القادة الجمهوريون أن تثير هذه العرقلة سخط الناخبين المنحدرين من أميركا اللاتينية والذين يعتبرون إصلاح قانون الهجرة مسألة جوهرية ما سينعكس عليهم هزيمة انتخابية جديدة وهذا ما يثير أملا في حلحلة هذا الملف. والجدل حول مسألة الهجرة يصور المعضلة التي يواجهها أوباما سياسيا وهي أن صورته لدى الجمهوريين سلبية إلى حد أن فرصته الكبرى لتحقيق أي من خططه تكمن في البقاء جانبا والانتظار.. كما تنعكس المعارضة في الكونجرس على استراتيجية أوباما لمعالجة ارتفاع حرارة الأرض القضية التي يأمل في جعلها أحد محاور ولايته الثانية.. وطلب من المسؤولين وضع قوانين جديدة صارمة للحد من انبعاثات غازات الدفيئة في مصانع الطاقة علما منه بأن أي قوانين حول التغيير المناخي تصل إلى الكونغرس تكون بحكم الميتة.. كما أنه قد يضطر إلى استخدام صلاحياته التنفيذية للالتفاف على الكونغرس وتحقيق وعد آخر قطعه في ولايته الأولى وجدده في ولايته الثانية وهو إغلاق معتقل غوانتانامو في كوبا.. ومع استبعاد تحقيق انتصارات كبرى قد يستخدم أوباما ولايته الثانية لتوطيد إنجازاته السابقة وهو هدف شائع لدى الرؤساء في ولايتهم الثانية.. وهذا ما يتطلب مواصلة تطبيق إصلاح نظام الضمان الاجتماعي والاستمرار في انعاش الاقتصاد الأميركي ولم يجن أوباما الكثير من الثناء لاحتوائه الأزمة الاقتصادية عند وصوله إلى السلطة عام 2009م غير أن المسقبل قد يحفظ له انقاذ قطاع صناعة السيارات الأميركية. وقال المحلل السياسي دانتي سكالا من جامعة نيو همشير «ربما يحفظ له هذا الإنجاز على المدى البعيد». كما أن الرئيس الأميركي لا يواجه وضعا أفضل على الصعيد الخارجي مع اشتعال الأزمات في الشرق الأوسط وانتشار الغضب بين حلفائه إثر الكشف عن برنامج تجسس سري أميركي ومعضلتي إيران وكوريا الشمالية.. وعليه أن يواجه الملف النووي الإيراني وغيره من القضايا في المنطقة دون الزج ببلاده في نزاع مسلح جديد والانسحاب من أفغانستان دون ترك الفوضى خلفه..