الرئيسية - عربي ودولي - مالي.. ارتياح كبير غداة انتخابات رئاسية هادئة وناجحة
مالي.. ارتياح كبير غداة انتخابات رئاسية هادئة وناجحة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

باماكو/وكالات – تنفست باماكو وباريس الصعداء أمس غداة الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في مالي التي جرت في اجواء هدوء وتعبئة الناخبين في دلالة على إرادتهم الخروج من سنة ونصف من ازمة دفعت البلاد إلى الفوضى. ولم تشهد البلاد ولو حادثا واحدا ولا اعمال عنف شابت الاقتراع رغم ما صدر من تهديد من المقاتلين الإسلاميين الذين احتلوا شمال مالي قبل أن يطردوا اثر تدخل عسكري دولي قادته فرنسا. الى ذلك لاحظ المراقبون الوطنيون والدوليون مشاركة كبيرة من الناخبين تأكدت بعد ذلك طوال اليوم حتى أنه يتوقع أن تتجاوز نسبة مشاركة الناخبين المسجلين السبعة ملايين تقريبا الاربعين في المئة التي كانت اكبر مشاركة في انتخابات رئاسية من قبل. وحتى في كيدال كبرى مدن شمال شرق مالي ومعقل الطوارق وحركة تمردهم حيث كانت الريبة تشوب الاقتراع بسبب توتر شديد بين السود والطوارق لم يسجل أي حادث يذكر الاحد لكن تعبئة الناخبين كانت ضعيفة. واعرب حاكم المنطقة العقيد اداما كاميسوكو العائد إلى المدينة في منتصف يوليو لتحضير الانتخابات عن ابتهاجه قائلاٍ” أنا رجل سعيد واجهنا تحدي الاقتراع في كيدال المنطقة التي تفتقر إلى الأمن حيث جميع الناس تقريبا يحملون السلاح ولم يحدث شيء ولم تطلق رصاصة واحدة لم يكن احد يتصور ذلك قبل بضعة اسابيع”. وحرص لوي ميشال رئيس مراقبي الاتحاد الأوروبي المئة المنتشرين في مالي على أن يتوجه لبعض ساعات إلى كيدال يوم الاقتراع واعرب عن ارتياحه لحسن سير الاقتراع ليس فقط في هذه المدينة بل ايضا في بقية انحاء البلاد ملاحظا خصوصا “حماسة” الناخبين. ولم يشر سوى إلى بعض “الخلل” قد يكون اثار استياء الناخبين الذين لم يجدوا اسماءهم على لوائح مراكز الاقتراع التي كانوا مسجلين فيها لكن تلك المشاكل حلت تدريجيا حسب شبكة دعم الاقتراع في مالي التي نشرت 2100 مراقب مستقبل في كافة ارجاء البلاد. ولم تخف فرنسا التي مارست بعد تدخلها العسكري الناجح لدحر جماعات المقاتلين الإسلاميين من شمال البلاد ضغوطا على النظام الانتقالي في باماكو لينظم الانتخابات في يوليو ارتياحها. واعلن الرئيس فرنسوا هولاند أن “هذه الانتخابات تكرس عودة مالي إلى النظام الدستوري بعد الانتصار الذي تحقق على الإرهابيين وتحرير الأراضي” مضيفا أن “المشاركة غير المسبوقة تدل على حرص الماليين على القيم الديمقراطية”. وتحدث رئيس الوزراء جان مارك ايرولت الاثنين من ماليزيا عن “نجاح كبير” بالنسبة لفرنسا. ويفترض أن تصدر النتائج المرحلية والنهائية في الثاني من اغسطس على اقصى تقدير لكن منذ مساء الاحد افادت النتائج الأولى التي جمعها الصحافيون الماليون من مراكز الاقتراع عبر البلاد تقدم المرشح الاوفر حظا ابراهيم ابو بكر كيتا الملقب باسم اي.بي.كا. وتفيد هذه النتائج غير الرسمية أن كيتا (68 سنة) الذي كان رئيس وزراء ويعتبر من كبار رجال السياسة في البلاد قد يحدث المفاجأة ويفوز من الجولة الأولى على اكبر خصومه سومايلا سيسي وزير المالية السابق وزعيم منظمة الاتحاد الاقتصادي والنقدي لدول غرب افريقيا. وما أن بثت الإذاعات المحلية هذه المعلومات حتى خرج الآف انصار كيتا يعبرون عن فرحتهم أمام مقر حزب التجمع من أجل مالي ومنزل المرشح في باماكو. لكن إذا لم يحصل أي من المرشحين اللذين يحلان في المقدمة على اغلبية 50% من الاصوات تنظم جولة ثانية في 11 اغسطس. وايا كان الرئيس الجديد ستوكل اليه مهمة شاقة تتمثل في النهوض ببلاد خرجت منهكة اقتصاديا من 18 شهرا من نزاع عسكري وسياسي وخوصا مصالحة قوميات البلاد المقسمة اكثر من أي وقت مضى. من جهته اعلن لوي ميشال رئيس بعثة مراقبي الاتحاد الأوروبي أن نسبة المشاركة في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت الاحد في مالي تقدر ب”نحو 50%” معتبرا أن هذا الاقتراع جرى في “شروط ممتازة”. وقال ميشال في مؤتمر صحافي في باماكو “كان هناك تعبئة مهمة للسكان تقدر ب50% بحسب اول التقديرات التي وردتنا” مذكرا بان النسبة خلال الانتخابات الرئاسية الماضية لم تتجاوز 38%. وأضاف “كان هناك حماسة حقيقية لدى الناخبين الذين ادركوا الرهان واهمية التصويت”. وقال أن الاقتراع الذي جرى “بهدوء” تخللته “شفافية مميزة” في “شروط ممتازة”. وأوضح أن الامر مهم جدا “نظرا إلى وضع مالي الخاص” التي تخرج من ازمة سياسية وعسكرية دامت 18 شهرا نتيجة الهجوم الذي شنه المتمردون الطوارق والانقلاب واحتلال مجموعات جهادية لقسم من أراضيها والتدخل المسلح الاجنبي لطردها من شمال البلاد. ولوي ميشال وزير خارجية بلجيكي سابق والمفوض الأوروبي السابق لشؤون التنمية وملم بشؤون افريقيا. وقال أنه “لم يسجل الاحد أي حادث مهم من شانه الحاق الضرر بمصداقية وشرعية نتائج” الاقتراع. وأكد أنه قبل الدورة الأولى “كنا نخشى انزلاق الوضع لكننا الان مطمئنون”. وقال ميشال ايضا “اهنىء الماليين بما انجزوه امس” مشيدا ب”مرحلة أولى تكللت بالنجاح للعودة مجددا إلى الديموقراطية” في مالي.