الرئيسية - عربي ودولي - شكوك فلسطينية وإسرائيلية إزاء نجاح مفاوضات السلام
شكوك فلسطينية وإسرائيلية إزاء نجاح مفاوضات السلام
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الاراضي المحتلة/وكالات –

أبرز مسئولون فلسطينيون وإسرائيليون أمس شكوكا إزاء نجاح مفاوضات السلام بعد جولة تفاوضية أولى بين الجانبين برعاية أميركية وصفت بأنها كانت “بناءة وإيجابية”. وأعرب مصدر في دائرة شؤون المفاوضات الفلسطينية طلب الاحتفاظ باسمه في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) عن خيبة أمل فلسطينية إزاء إصرار إسرائيل على العودة لنقطة الصفر في المفاوضات وعدم استباقها بأي مرجعية ملزمة. وأبدى أيضا تخوفات فلسطينية جدية بتعمد إسرائيل إفشال المفاوضات مبكرا من خلال تمسكها بالبناء الاستيطاني والتعنت في ملفي الحدود والأمن والتغطية على ذلك بخلافات داخل الائتلاف الحكومي في ظل ما وصفه عدم كفاية الضغوط الأميركية. وقال: إنه مازال من المبكر الحديث عن اجتماع مباشر بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المخولين بالدخول في تفاصيل قضايا الخلاف وحسمها رغم ارتياح فلسطيني إزاء التأكيد الأميركي على تحديد سقف زمني للمفاوضات بـ 9 أشهر. وعقد وفدان فلسطيني وإسرائيلي مساء الاثنين والثلاثاء في واشنطن اجتماعين برعاية أميركية إيذانا بانطلاق العودة إلى مفاوضات السلام بينهما بعد توقف منذ أكتوبر عام 2010م بسبب الخلاف على البناء الاستيطاني الإسرائيلي. وأعلن كيري في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع رئيسي الوفدين الفلسطيني صائب عريقات والإسرائيلي تسيبي ليفني مساء أمس الأول أن الجولة المقبلة من محادثات السلام بين الجانبين ستعقد في غضون الأسبوعين القادمين إما في إسرائيل أو في المناطق الفلسطينية. ووصف كيري جولة المحادثات الأولى بأنها كانت ايجابية وبناءة مشيرا إلى أن الجانبين اتفقا على أن تطرح جميع القضايا ولا سيما الجوهرية منها على طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق تسوية دائمة في غضون تسعة أشهر. من جهته قال ياسر عبدربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: إن الجولة الأولى من المفاوضات في واشنطن اقتصرت على الإعداد الإجرائي والترتيبات الإدارية وجدول الأعمال للمفاوضات. وشدد عبدربه في تصريحات لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية على أن ثمة “مصاعب هائلة” تنتظر المفاوضات مشيرا إلى أنها تتعلق أساسا بالنشاط الاستيطاني وما تطلقه إسرائيل من تصريحات “عنصرية تنكر الحقوق الفلسطينية “. وحذر من أنه في حال إجراء بناء استيطاني إسرائيلي من أي قبيل فإن ذلك سيعني حكم بفشل المفاوضات لافتا إلى أن هذا الموقف تم إبلاغه جيدا للإدارة الأميركية. في الوقت ذاته قلل عبدربه من الحديث عن مبادرة حسن نوايا تقدمها إسرائيل خلال المفاوضات معتبرا أن “الحسنات والمبادرات الصغيرة انتهى وقتها وهي لا تغير بالصورة شيئا “. وكان كيري تعهد خلال المؤتمر الصحفي مع وفدي التفاوض بأن تقوم إسرائيل في غضون الأيام القادمة بعدة خطوات بهدف تحسين الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة دون أن يشير إليها. ولم تصادق الحكومة الإسرائيلية رسميا حتى الآن سوى على الإفراج عن 104 معتقلين فلسطينيين كبادرة حسن نوايا تجاه المفاوضات على أن يتم ذلك على دفعات حسب سير المحادثات. في المقابل قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عوزي لنداو إنه يتعين على إسرائيل أن تطالب الفلسطينيين بأن يعلنوا عن طبيعة التنازلات التي باتوا مستعدين لتقديمها في إطار المفاوضات. ورأى لنداو في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية العامة أن مصداقية إسرائيل “تضررت” بسبب موافقتها على إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين كشرط مسبق لاستئناف المفاوضات. ودعا الوزير الإسرائيلي حكومته إلى التمسك بمبادئها ورفض إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين على أساس حدود عام 1967م أو بحث إمكانية تقسيم مدينة القدس. من جهتها أعلنت عضو الكنيست عن حزب (الليكود) الحاكم في إسرائيل ميري ريغف أن فكرة الدولتين للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي “لا تحظى” بتأييد غالبية كتلة الحزب. وقالت ريغف للإذاعة العامة: إن نتنياهو الذي يتزعم حزب الليكود اتخذ إجراءات تخالف موقف غالبية أعضاء كتلة الحزب عندما قرر الإفراج عن معتقلين فلسطينيين “تلطخت أيديهم بالدماء”. إلى ذلك شارك سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل دان شابيرو الشكوك بشأن فرص نجاح المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية رغم أنه أكد على التزام بلاده الكامل بدعمها بعد انعقاد الجولة الأولى منها في واشنطن. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن شابيرو قوله: “إنه بات واضحا أن هناك ما يدعو للتشكيك في فرص نجاح المفاوضات في ظل كل ما حدث حتى الآن”. غير أن شابيرو اعتبر في المقابل أن ثمة ما يثير كذلك الأمل في احتمال تكلل المفاوضات بالنجاح داعيا إلى تأييد الزعيمين الشجاعين (نتنياهو وعباس) اللذين قررا المضي قدما في هذا الطريق. ورأى السفير الأميركي أن هناك متسعا من الوقت للجانبين لبحث جميع القضايا العالقة بما فيها الحدود الأمن واللاجئون والقدس والمياه ومتسعا من الوقت للنظر في حلول وسط يمكن للجانبين القبول بها وتضمن الحفاظ على مصالح كلاهما.