وفد اليمن في مؤتمر المناخ يبحث مع نائب وزير الصحة الاذربيجاني تعزيز أوجه التعاون المستشار العسكري للمبعوث الأممي يطلع على نشاط مشروع مسام بمأرب اللواء ثوابة: المليشيات الحوثية تهدم أي مبادرات لإنهاء الحرب وإحلال السلام قوات الجيش تفشل هجوم لميليشيا الحوثي على قطاع الكدحة غرب تعز الأغذية العالمي: نحتاج الى 16.9 مليار دولار لمعالجة أزمة الجوع العالمية "موديز" ترفع تصنيف السعودية الائتماني عند "aa3" مع نظرة مستقبلية مستقرة رئيس الامارات يبحث مع الرئيس الاندونيسي العلاقات بين البلدين وشراكتهما الاقتصادية فريق طبي يؤكد استقرار حالة جدري الماء في ميناء نشطون بالمهرة مأرب تحتفي باليوم العالمي للطفولة ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 44,176 شهيدا و104,473 مصابا
تحقيق/ أحمد الطيار –
لايدرك مستهلكو الخضار والفواكه بالعاصمة صنعاء وكافة المدن اليمنية أن المزارعين في حقول ووديان حضرموت وأبين وتهامة وجهران والبون يذرفون الدموع كل يوم خوفا على محاصيلهم حين ينعدم الديزل عن مضخاتهم للري, فحقول البطاطس والكوسا والطماطم والخيار والجزر والبصل والفاصوليا والكراث والبقل والسلطة والأعلاف بأكملها والتي تنتج مئات الآلاف من الأطنان الزراعية في مواسم الصيف والشتاء يمكنها الموت جفافا في غضون أيام إن لم يتم ريها في موعدها المحدد. الديزل بالنسبة للمزارعين هو الوسيط الذي يوفر الماء للري عبر مضخات تنقله مئات الأمتار ويعادل في أهميته الماء نفسه لكن طرق الحصول عليه باتت شاقة ومضنية, نظرا لانعدامه وهو امر يحذر المزارعون الدولة والمجتمع أن الأمن الغذائي القادم من المنتجات الزراعية أصبح محفوفا بالمخاطر . معاناة المزارعين في طريق صنعاء ذمار وعلى مقربة من قاع جهران تصطف المئات من سيارات النقل والشاحنات في طوابير تمتد لمسافات طويلة انتظارا في المحطات البترولية للحصول على الديزل وهناك ينتظرون أياما عدة كما يقول عبد الله العنسي مزارع بطاطس حتي يأتي دورهم لتعبئة براميلهم والعودة فرحين لري حقولهم المنتجة . مأساة وحدهم المزارعون يحسون بعمق المأساة التي يتعرضون لها فالخوف باد عليهم من أن تؤول مزارعهم إلى صحراء, نظرا لعدم وجود مياه للري, فالاعتماد على الأمطار اصبح كبيرا لكن موسم المطر يتأخر ومحدد الأيام والكمية وهكذا يمكن للحقول الزراعية أن تصاب بالتصحر قريبا . تصحر على مقربة من العاصمة صنعاء تحولت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية للخضروات في بني الحارث إلى ارض بور فقد هجرت من قبل أصحابها وباتت صحراء تتناثر منها التراب, والسبب كما يقول الأمين عبد الواحد الشاوش ارتفاع تكلفة عمليات الري حين تم رفع قيمة دبة الديزل بالإضافة لمعدات الضخ نفسها ثم أتت مشكلة انعدام الديزل مما حدا بالمزارعين إلى ترك كثير من الأراضي الزراعية والإبقاء على جزء منها فقط لزراعة القات الذي يدر دخلا جيدا يقتاتون منه وسد مطالب حياتهم اليومية. المعاناة يستغرب المزارعون من عدم الالتفات لمأساتهم وأنينهم ويتساءلون هل إن خطط انعدام الديزل موجه للقضاء على مابقى من الإنتاج الزراعي ولصالح من يتم التلاعب بهذه المسألة, وهذا الرأي يؤيده المهندس محمد الشرفي صاحب مزرعة ورئيس جمعية ذي مرشد بمديرية الزهرة بتهامة الذي يؤكد أن هناك سبلاٍ لحل المشكلة التي تقول الحكومة انه يتم التلاعب ويستغل للتهريب للخارج ولايستفيد منه المزارعون فالمسألة يمكن حلها بسهولة من خلال اتخاذ إجراءات ونظم آلية لصرف الديزل لمستحقيه عبر كروت كما فعلت مصر والتي حلت المعضلة في غضون شهرين فيمكن حل المشكلة وصرف الكروت للمزارعين وتخصيص كمية لهم حسب حاجتهم لها . ويضيف المهندس الشرفي, لابد من المحافظة على ماتبقى من مساحة زراعية ومنتجات محددة من الخضروات والفاكهة نقوم بإنتاجها وإلا فإن تفاقم مشكلة الأمن الغذائي ستكون اكبر خصوصا وأن السكان في السهول والوديان والذين يمثلون 30% من المزراعين سيتحولون من منتجين يكفون أنفسهم في كثير من المنتجات الغذائية والحيوانية الى مستهلكين بل وفقراء لم يعد لديهم ما ينتجونه ولا ما يعملون فيه, فعلى الحكومة الانتباه لذلك . المهندس الشرفي يقول: نعاني معاناة كبيرة من الديزل هنا بتهامة لأنها منطقة حارة وتحتاج المزروعات لري بصفة مستمرة ونعاني الأمرين حين يكون هناك نقص في الديزل عند الرية الأساسية أثناء تفتح البراعم والأزهار للثمار وهي أهم رية حيث أن تأخر الرية فيها يؤدي لفقدان الأزهار وضياع الثمرة تماما وهذا يؤدي لانخفاض الإنتاج أحيانا إلى 70% للمزارع . وفيما يئن المستهلكون من ارتفاع 50 ريالاٍ في كيلو البطاطس أو الطماطم أو غيرها دون أن يكلفوا انفسهم يوما بالسؤال عن معاناة المزارع وكيف يتألم لتوفير دبة الديزل ليشغل بها مضخته ويروي الحقل لينتج لهم خضاراٍ طازجة توفر لهم الغذاء اللازم لاستمرار حياتهم. أمثلة في محطة قبيضة توفرت لنا فرص اللقاء مع عدد من مزارعي بني الحارث جاءوا للحصول على الديزل ببراميل في سيارة هايلوكس قال لنا محمد حزام أن له حقلين الأول مزروع بالقضب للماشية والآخر مقسم به بطاطس وجزر وبسباس وأن كلا الحقلين يحتاج لرية واحدة هامة هذا الأسبوع وإذا لم يتوفر له الديزل فستكون مزروعاته في خطر. التموين يؤكد أصحاب المحطات أن الديزل لم يعد متوفرا أبدا بل يأتي لهم حسب جدول زمني كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع, ويقول محسن الرشيد صاحب محطة بصنعاء انه يعاني معاناة شديدة حين تصله قاطرة ديزل حيث يزدحم عليه أصحاب الناقلات وسيارات الديزل ومزارعون من اطراف صنعاء مما يؤدي أحيانا لمشاكل كثيرة, ويضيف اكثر من يعاني هم المزارعون حيث ينتظرون أياما أمام المحطة بحثا عن الديزل, وطبعا ليس هنا بصنعاء بل في محافظاتهم ومناطقهم أما من يدخل صنعاء للحصول على الديزل فهم من يدخل للتسوق او لغرض العلاج وينتظر مع هذا العمل على أمل الحصول على الديزل وهذا بلا شك يسبب لهم خسارة كبيرة.