الرئيسية - اقتصاد - على اليمنيين الابتعاد عن الجدل السياسي.. والتفرغ للتنمية
على اليمنيين الابتعاد عن الجدل السياسي.. والتفرغ للتنمية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

دعا المنسق المقيم للأمم المتحدة باليمن إسماعيل ولد الشيخ اليمنيين إلى الابتعاد عن الجدل السياسي وجعل التعليم والتنمية أولويات المرحلة القادمة.. مؤكدا ضرورة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني باعتبارها وثيقة هامة اشتغل عليها اليمنيون على مدى عشرة أشهر متواصلة. ومع انتهاء فترة عمل ولد الشيخ كمنسق مقيم للأمم المتحدة قامت “الثورة” بإجراء لقاء معه والذي حدثنا عن تجربته خلال العامين اللذين قضاهما في اليمن وقضايا أخرى تقرأونها في السطور التالية:

* بداية.. عامان مرت من عملك كمنسق مقيم للأمم المتحدة في اليمن وأنت تنهي مهمتك ممكن تحدثنا عن فترة إقامتك في اليمن¿ – أنا كنت محظوظاٍ جدا بوصولي إلى اليمن في هذه الفترة التاريخية من تاريخ هذا البلد العظيم.. لأنه حقيقة أنا جئت مباشرة بعد الانتخابات الرئاسية في فبراير وشاركت في كل التداولات والأحاديث التي حدثت في الحوار الوطني وفي المداولات على تحضير الانتخابات والنقاش مع الشباب.. ومررنا على فترات صعبة جدا من ناحية الأمن واختطاف موظف من الأمم المتحدة وكذلك القضية الإنسانية التي دائما أسلط عليها الضوء كونها منسية فهناك نصف اليمنيين اليوم يعانون من سوء التغذية هناك 13 مليون يمني لا يحصلون على الماء الصالح للشرب.. وضعية المرأة وتدريس البنات وقضية اللاجئين اليمن لم يغلق أبوابه أبدا أمام اللاجئين. كانت فترة حقيقة مليئة بالتحديات الأمنية والتحديات الإنسانية ولكن بالرغم من ذلك أنا معجب جدا بقدرة اليمنيين أن يخرجوا من أكبر مأزق بعد ما يكون العالم كله لديه تفاؤل ضعيف تجاه اليمنيين ونرى أن اليمنيين بإمكانهم أن يخرجوا وهذا ما حصل بخروج نتائج مؤتمر الحوار الوطني. نقطة انطلاق ومن خلالكم أريد أن أركز على أن نتيجة الحوار الوطني ليست هي النقطة النهائية بل هي فقط نقطة انطلاق بمعنى أننا في البداية.. ولازم نصل إلى النهائية فقد تم تحديد الأقاليم وهذه كانت مسألة مهمة جدا بالنسبة لليمنيين والآن يتجهون إلى تحضير الدستور والانتخابات.. من المهم جدا أن نتذكر أن الحصول على نتائج الحوار الوطني ليست بحد ذاتها نهاية بل هي انطلاقة مستقبلية.. وكذلك أريد من خلالكم أن أركز على الحكومة أن لا ينسوا أن القضية الإنسانية هي المهم وأن الحصول على توفير العمل في مستوى عالُ من البطالة شيء مهم ومكافحة الفقر والتهميش والحد من انتهاكات حقوق الإنسان. شراكة * ما هو تقييمك لشراكة الأمم المتحدة مع الحكومة اليمنية¿ – الشراكة مع الحكومة اليمنية حقيقة كانت ممتازة أنا أتحدث وأعرف أن كثيراٍ من الشباب لا يعرفون كل الدور الذي تقوم به الحكومة نحن قمنا في اجتماعات بعض الأحيان مع الحكومة تصل بعضها إلى منتصف الليل بعض الأحيان في الصباح الباكر جدا من أجل تحقيق مواضيع جداٍ مهمة.. حقيقة هذه الحكومة ساعدتني وفتحت لي الأبواب واستشرنا كثيراٍ من المنظمات غير الحكومية.. عندما وصلت هنا كان عدد المشاركين في القضايا الإنسانية 66 منظمة.. اليوم 105 منظمات حكومية وغير حكومية يمنية وأجنبية مشاركة.. لدينا 150 موظفاٍ دولياٍ من الأمم المتحدة لدينا 800 موظف يمني يعملون مع الأمم المتحدة.. الأبواب كانت مفتوحة والتسهيل كان كبيراٍ جدا. ليست مشجعة * تقييمك لتفاعل اليمن مع تحقيق أهداف الألفية¿ – الأهداف الألفية النتائج فيها لم تكن مشجعة جدا حقيقة كان هناك إنجاز في الصحة وكان هناك إنجاز في التعليم ولكن لم تكن على المستوى المطلوب.. نحن نعرف أن هذا يرجع إلى عدم الاستقرار.. ولكن لازالت مدة تحقيق الألفية إلى 2015م.. لا زال بإمكان اليمن أن يحقق نتائج إيجابية خصوصا في التعليم.. المشكلة ربما يتم تحقيق نتيجة رقمية ولكن تبقى جودة التعليم مسألة كبرى ولم يحصل عليها.. أنا كنت مرتاحاٍ للاستقصاء الذي قامت به الأمم المتحدة في اليمن حول أولويات اليمنيين الذي سيحدد الأهداف التنموية لما بعد 2015م. أولويات * ما هي أولويات الفترة القادمة التي يجب على الحكومة اليمنية التركيز عليها خلال الفترة القادمة¿ – هناك أولويتان هما الأهم للفترة المقبلة.. الأولوية الأولى قضية تنفيذ وثيقة الحوار الوطني ولا نتركها كأنها نتيجة بحد ذاتها هي وسيلة للمستقبل إذا نستخرج منها الأشياء التي يمكننا القيام بها فيما يتعلق بالقضايا السياسية تكلمت عن الدستور تكلمت عن الانتخابات لأن الشعب اليمني يتطلع إلى انتخابات حرة وإلى أن يكون هناك دستور يسمح له بالتعبير عن صوته هذه النقطة الأولى.. النقطة الثانية والتي أركز عليها أنا هي التنمية ومكافحة الفقر لازم يكون هناك أولويات لا يمكن أن نبقى فقط في الجدل السياسي هناك أولويات تتعلق بتوظيف الشباب الذين كانوا في الشارع من أجل الكرامة الكرامة ليست فقط الحرية الكرامة تتعلق بوجود عمل يوفر المعيشة الكريمة للمواطن اليمني. رسالة * مع اختتام أعمالك في اليمن.. ما هي رسالتك لليمنيين¿ – حقيقة ما أريد قوله أن أشكر الأخوة اليمنيين.. كما قلت حتى كدبلوماسي كنت دائما أقول لازم أكون متحفظاٍ لأني شعرت بانفتاح وكرم أنا رحت مناطق أبين على سبيل المثال منطقة كانت مدمرة مستوى الحفاوة والتقدير والكرم عند اليمنيين لا حدود له لكن العالم لا يمكن أن يبقى متفرجاٍ على اليمن.. يجب على العالم أن يساعد اليمن للتخطي من الصعاب التي تواجهها.. الحقيقة نحن فرحين جدا بالمساعدة التي حصلت عليها اليمن من العالم ولكن لا تكفي هذه المساعدات نحن نريد مساعدة أكبر ونريد توفير الوظائف ومساعدة القضايا الإنسانية واليمن تستحق المساعدة.. ورسالتي لليمنيين اعلم أن الحوار الوطني لم يكن إلا بداية وليس نهاية المستقبل لا زال أمامنا والتحديات كبيرة ولكن بإمكانكم أن تخرجوا من هذه الأزمة وأنا متفائل جدا بمستقبل اليمن.

تصوير/ فؤاد الحرازي