الرئيسية - اقتصاد - الملابس … تجارة حسب الطلب !!
الملابس … تجارة حسب الطلب !!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

يتوسط شاب في العشرينيات من عمره أحد المراكز التجارية الشعبية في شارع هائل بصنعاء لينادي بصوت مرتفع للمارة والمتسوقين حول السلعة التي يروج لها في طريقة عرض جديدة تتمثل بسعر واحد وثابت لكل قطعة من الملابس. يجسد هذا النمط من الأعمال المنتشر حاليا في الأسواق نوعية التجارة بحسب الطلب حيث يقول هذا الشاب اسامة المعمري ” إن الشرائح محدودة الدخل معنية بالقطع محددة السعر والذي لا يزيد على الف ريال ويناسب دخل المواطنين الذين لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم من الملابس بأسعار باهظة ويلجأون لمثل هذه المحلات والمراكز لأنها توفرها لهم بأسعار مناسبة.

تغرق الاسواق بكل ما هب ودب من الملابس بمختلف أنواعها وأشكالها وأحجامها حيث تتدفق على الاسواق بصورة واسعة بحسب طلب تجار المقاولات في هذه الاسواق ممن يعملون على جلبها بكميات كبيرة تجهز خصيصا للسوق المحلية . ويقول عبداللة الاسعدي تاجر ملابس إن المنافسة الشديدة في سوق الملابس خلقت العديد من الخيارات امام المواطنين لكن المشكلة أن الكثير من المتسوقين يبحثون عن السعر ولايهمهم الجودة ونوعية السلعة التي يشترونها . ويشير إلى الاسواق حاليا مفتوحة وكل تاجر يبحث عن ايجاد مكان لتسويق بضاعته في هذه السوق ولهذا يتجه بعضهم إلى جلب بضائع تجهز خصيصا للسوق المحلية بحسب طلبهم وقد تكون سلع متوسطة أو رديئة لا تراعي معايير الجودة أو قد تكون بقايا صناعية في هذا الجانب للشركات والمؤسسات التجارية التي يتم التعامل معها والاستيراد منها . ويضيف أن هناك سلعا جيدة في الملابس بنوعيات مميزة يتم جلبها من مختلف الاسواق الخارجية وفي الاخير يكون المستهلك هو الحكم مع تعدد الخيارات امامه .

انفتاح بحسب خبراء فان الأسواق صحيح مفتوحة وفي كل أنحاء العالم لكنها مضبوطة بالأدوات الرقابية الرسمية والجميع ملتزم فيها لكن الأسواق في بلادنا غير مضبوطة وليست كل السلع خاضعة للمواصفات . ويقول عارف النجار مسؤول مركز أنشطة الاعمال : أغلب الملابس المتداولة في السوق غير مطابقة للمواصفات وعبارة عن مواد هيدروكيمياوية لا تسمح أغلب الدول بدخولها. ويؤكد ضرورة الالتزام بمعايير الاستيراد والمحافظة على سلامة الاسواق لأن الانفتاح المبالغ فيه يخلق مع غياب الرقابة فوضى ضارة تنعكس بشكل كبير على صحة وسلامة المواطن. ويقول:إن المواطن يبحث عن السلعة التي تناسب دخله لكن هذه السلعة التي قد تكون قطعة قماش أو قطع جاهزة من الملبوسات غير محمية من ناحية الجودة الصحية أو رديئة تكون لها انعكاسات مالية مثلا لأنها لا تدوم طويلا أو تتأثر سلبيا بالحرارة مثلا وفي هذه الحالة تكون قطعة غير صالحة للاستخدام.

أضرار يرى مختصون أن هناك انتشارا غير طبيعي للعديد من السلع مثل الملابس لأن لها أضرار على المستهلك وصحته ولهذا تجد انتشار العديد من الأمراض نتيجة السلع الضارة والمقلدة والمزورة والمهربة . ويشدد النجار على الملابس ودخولها إلى الاسواق بصورة واسعة النطاق حيث كما يقول : إذا كان يوجد استقراء علمي دقيق سيكتشف ضررها ولهذا فأن الاقتصاد الوطني يتضرر بشكل كبير حيث نراوح مكاننا منذ فترة طويلة نتيجة هذه الفوضى في السوق دون وجود ضوابط فاعلة . ويؤكد أن هناك دورا منوطا بالمؤسسات والجمعيات المتخصصة في هذا الجانب حماية في التوعية الشاملة والكاملة لأن المستهلك يرتكب أعمالا تضره دون أن يدرك مضيفاٍ : عندما يبحث المستهلك عن السلعة الرديئة وهي في الغالب مقلدة هو يدعم مثل هذا النوع من الاعمال التي لا تلتزم بالمبادئ والشروط والمواصفات والمعايير إلا في مستواها الادنى أما البعض يدخلون بضاعة غير مطابقة للمواصفات ومضرة بالمستهلك والاقتصاد الوطني وبالتالي فان عدم وعي المستهلك يؤدي للقضاء على التجار الذين يحملون بضائع سليمة وآمنة ومطابقة للمواصفات والمقاييس.

انتشار هناك اتجاهات واسعة لرؤوس الأموال والاستثمارات المحلية بشكل خاص ورؤوس الأموال المهاجرة بشكل عام للاستثمار في القطاع التجاري من خلال المراكز التجارية الضخمة التي تنتشر في مختلف المناطق. ويرى الكثير من الخبراء التجاريين والمواطنين أن وجود مثل هذه المراكز أحدثت نقلة نوعية في العمل التجاري من خلال إيجاد نمط جديد لممارسة الأعمال التجارية والاستثمارية. وتشهد هذه المراكز تنافساِ حاداٍ في ما بينها بهدف جذب المتسوقين من كافة الشرائح على الرغم من الشكاوى المتعلقة بارتفاع أسعار الملابس في هذه المراكز. ويؤكد محمد العباسي عامل في احد المراكز التجارية أن ارتباط السعر بنوعية القطعة باستثناءات بسيطة في بعض الموديلات الحديثة والجديدة التي يتم جلبها بحسب الطلب التجاري بنوعيات متفاوتة لأن هناك ضرورة لمواكبة التطورات في الأزياء والملابس بشكل عام لكل فئة عمرية وهناك اختلاف كبير في الأسعار بما يتيح خيارات متعددة للمواطنين فالأسعار معروضة في كل سلعة حسب نوعيتها فهناك المرتفع وهناك الرخيص . ويشير إلى التطورات التي تشهدها أسواق الملابس والتي تشكل فارقاٍ كبيرا عن الأعوام الماضية لوجود تغيرات كبيرة في توجهات الناس وأذواقهم وظهور أنواع جديدة تم جلبها بالإضافة إلى عامل هام يتمثل بالتغيرات المناخية التي تغير بالتأكيد توجهات المواطنين وتركيزهم على شراء ملابس واسعة وذات خامات ثقيلة مع الاهتمام بالجاكتات والأكوات والملابس الصوفية الثقيلة في الايام الماضية خلال فترة الشتاء .