الرئيسية - اقتصاد - متى نصدق مع أنفسنا¿
متى نصدق مع أنفسنا¿
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

 - الدولة المدنية الحديثة الكل ينشدها وينتظر ميلادها عما قريب لأنها طوق نجاة لهذا الشعب الذي عانى ومازال من صراع المصالح ومراكز النفوذ وإغراءات المناصب  لكن

الدولة المدنية الحديثة الكل ينشدها وينتظر ميلادها عما قريب لأنها طوق نجاة لهذا الشعب الذي عانى ومازال من صراع المصالح ومراكز النفوذ وإغراءات المناصب لكن هناك من يتغنى بها من باب النكاية والشماتة بالآخر بل تصبح المنقذ عندما تتغير قواعد اللعبة ويدخل الحلبة مصارعون جدد. الكثير منا يعلم أن هناك دعوات تصدر من مراكز قوى سواء كانت قبلية أو حزبية وحتى عسكرية بضرورة فرض الدولة لهيبتها ولكنها كلمة حق يراد بها باطل فممارسات من يطلقون هذه الدعوات تقول العكس بل تجعل من الدولة مطية لتحقيق مآربها فهل نحن جادون الآن بما نطرح. ما اسهل الكلام والأمنيات وحتى أحلام اليقظة فهي موجودة لدى كل إنسان يستطيع التعايش معها لنسيان الواقع المرير الذي يغذيه أشخاص من أبناء جلدتنا حفاظا على مصالحهم الأنانية التي يعتبرونها حقا مكتسبا لا يمكن التفريط بها حتى لو كان الثمن مستقبل شعب . فإطلاق العنان للخيال الواسع دون الاعتراف بالوقع وتعقيداته وتسمية الأشياء بمسمياتها واكتساب الشجاعة في مواجهة من نجزم أنهم يعملون بطريقة مغايرة لتطلعات الأغلبية الساحقة دون تمييز في اللون أو القبيلة أو من يدعمه في الخفاء عند ذلك سنكون صادقين فيما نقول. الحقد يعمي القلوب قبل الأبصار فنحن بحاجة لتنقية أنفسنا من الغل ضد بعضنا لطي صفحة الماضي للذهاب نحو المستقبل والترفع عن الصغائر لنتعاون وقول الحق لنستطيع البناء والتنازل لبعضنا لنستطيع التعايش ونبذ العنف والكراهية لنؤسس للدولة المدنية الحديثة . يكفينا مزايدة وابتزاز لهذا الوطن فاليوم الجميع مطالب بترك السياسة على الطريقة اليمنية التي أفسدت كل شيء وجعلتنا نسير في فلكها وندور حول أنفسنا حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه فهل نتعظ ونستفيد من تجارة بعناها بثمن بخس. الحيطة واليقظة مطلوبتان خلال هذه المرحلة فالموازين تتمايل والكل يجيد لعبة دغدغة العواطف حتى أصبح الشك هو المسيطر عن كل ما نلمسه بحواسنا فلازلنا في حيرة مما نراه فالكل ينادي بالدولة المدنية وإذا كنا كذلك فمن يعرقل هذا التوجه ويلحق أفدح الاضرار بمصالح هذه الدولة ..هل هناك مخلوقات من خارج الكرة الأرضية تعاندنا وتصر على إفشال أحلامنا¿ أم أننا نضحك على أنفسنا ونخرب بلدنا بأيدنا وتنطبق علينا قصة يوسف وأخوته حتى أصبحنا نطلق الكذبة ونصدقها¿ لنقف ساعة نقاء مع أنفسنا ونعيد قراءة المشهد من جديد وبما يتناسب مع المتغيرات التي جرت ونفكر مليا قبل فوات الأوان ونعيد الأمور إلى نصابها فأبناؤنا يستحقون منا أن نؤمن لهم مستقبلا خاليا من أمراضنا وصراعاتنا وأحقادنا وهذا لن يتحقق إلا بدولة النظام والقانون بعيدا عن الحسابات ولعبة المصالح.