الرئيسية - اقتصاد - 8 ساعات في صافر … الاستهداف يزداد ضراوة !!
8 ساعات في صافر … الاستهداف يزداد ضراوة !!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الساعة الثامنة صباحا تستعد طائرة خاصة لنقلنا الى مكان نسمع كثيراٍ عن كونه محفوفاٍ بالمخاطر وسط صحراء قاحلة يكسو غبارها شريان الاقتصاد الوطني . هنا صافر حقول انتاج النفط والغاز والمنشأة الاقتصادية اليمنية الاولى لتجميع خطوط الانتاج واهمها النفط الخام والذي يقدر بنحو 35 الف برميل يوميا . اسئلة كثيرة بحثنا عن اجابة لها ونحن نتجول في حقول صافر الثلاثة الف والرجاء واسعد الكامل وامامهما محطة مأرب الغازية اهمها الاعتداءات المتواصلة على انابيب هذه الحقول الممتدة من صافر بمارب بنحو 400 كيلو متر باتجاه رأس عيسى بالحديدة. عدنا في الخامسة مساء بمزاج ملبد بغيوم ثروة اليمن الرئيسية و صحراء مثقلة بهموم قاسية يتطاير غبارها بضراوة لانتزاع هذا الشريان الاقتصادي حيث تأن الأنابيب جزعاٍ ولا من مغيث .

لا يستطيع أحد المهندسين العاملين في إحدى الشركات الناقلة للمشتقات النفطية العاملة في خط صافر رأس عيسى استيعاب ما يحصل في هذا الخط ويشبهه بمن يحاول مراراٍ وتكراراٍ انتزاع لقمة العيش من فمك. ويصف وضعية أنبوب النفط من كثرة الاعتداءات عليه بطريقة غريبة لكنها تعكس هوس البعض بالابتزاز والتخريب والعبث بالقول بأن الأنبوب “يشبه الثوب الذي تم تقطيعه ومن ثم ترقيعه. تصوروا هذا الأنبوب تعرض لأكثر من 130 اعتداء خلال الثلاث سنوات الماضية من قبل أشخاص لا يكلون ولا يملون في إلحاق الأذى ببلدهم والعبث بثروات ومقدرات وطنهم وشعبهم.

أنبوب * يعتبر خط انبوب التصدير صافر-رأس عيسى الخط الرئيسي لتصدير النفط الخام من محافظتي شبوة ومأرب ويمثل شريان الحياة بالنسبة للاقتصاد المعتمد بشكل أساسي على النفط كمورد وحيد. وتعمل في هذا الخط ثلاث شركات الاكثر استثماراٍ في قطاع النفط باليمن وهي شركات صافر واوكسي وجنت هنت ورابعها صافر وانضمت اليهما مؤخرا جيرفالي. وتعد حقول النفط والغاز في صافر بمثابة شريان الاقتصاد الوطني فهي المزود الوحيد للسوق المحلية بالغاز المنزلي ومنها تعود 85% من دخل اليمن النفطي . وطبقا للمهندس محمد الثلايا مدير موقع حقول النفط في صافر فإن هناك جهوداٍ للحفاظ على القدرة الانتاجية في مستواها الأمن على الرغم من الأعمال التخريبية والأضرار الناتجة عنها . ويتحدث الثلايا حول نقطة هامة تتمثل في رفض الكثير من الشركات القدوم الى اليمن بسبب تزايد الأعمال التخريبية . ويقول : نطلب شركات للقدوم الينا لتنفيذ خدمة فنية أو هندسية محددة لكنهم يرفضون وبالتالي يضطرون الى إرسال الجهاز أو المولد أو الأنبوب إليهم لإصلاحه ولكنهم رغم ذلك يرفضون وهذه إحدى الصعوبات التي يواجهونها نتيجة الأعمال التخريبية المستمرة . أسعد الكامل * تمتزج الحسرة بالزهو الذي تشعر به وأنت تقف تتأمل منشأة يمنية عملاقة بهذا الحجم هذا الأمر يتجسد هنا في أهم وأكبر حقل في صافر والمعروف باسم أسعد الكامل ” . وبقدر ما تمتلكه البلد من خيرات وثروات ومنشأة تشكل صمام أمان للاقتصاد الوطني يعمد البعض الى العبث بهذه الثروة والأضرار بمقدرات بلد ضمن حلقة متعددة الاتجاهات تبدأ بالعبث وأكثرها ضرراٍ الأعمال والاعتداءات والتفجيرات المتكررة لأنابيب النفط والغاز . يرتسم هذا السيناريو الذي يبحث عن حل في ملامح المهندس سالم الكعيتي مدير وحدة العمليات والتشغيل الذي يقول : نحن ندير منشأة سيادية تتبع 26 مليون مواطن ولهذا الجميع مسؤول عن حمايتها والحفاظ عليها. ويضيف : أمامنا التزامات للآخرين والتخريب يضر بنا كثيراٍ لأننا لا نستطيع توقيف عملية الضخ للتكاليف الباهظة التي يترتب عليها .

اجراءات * يوضح الثلايا بعض الجوانب المتعلقة بالإجراءات التي تتم لمواجهة الأضرار الناجمة عن الأعمال التخريبية حيث تمتد الأنابيب من صافر الى رأس عيسى الميناء التصديري بالحديدة بنحو 400 كيلو متر . ويؤكد أنه في كل خمسة كيلو هناك صمام وعند كل حادث يتم التوجه الى أقرب صمام والعمل على غلقة لكي لا يتسرب النفط الذي بداخله . يتم كذلك بحسب الثلايا غلق الآبار لكي لا تتضرر جراء أعمال التخريب لأن هناك التزامات يجب الوفاء بها سواء من ناحية التصدير أو تلبية احتياجات السوق المحلية من الغاز والمشتقات النفطية وأيضا احتياجات المحطة الغازية . وتكبد الأعمال التخريبية المتكررة على أنابيب النفط الدولة خسائر باهظة حيث تؤدي مثل هذه الأعمال الى توقف الإنتاج وتلحق أضراراٍ بالغة في عمليات التشغيل والصيانة وتوقف عملية النقل. وبحسب تقديرات رسمية فان تخريب الأنابيب يؤدي الى توقف عملية النقل لنحو 100 الف برميل يومياٍ وتصديرها الى الخارج . ويمثل الانتاج النفطي أهمية كبيرة في اقتصاد البلد وبالتالي فإن استهدافه يضر بشكل كبير في الاقتصاد الوطني ومقدرات الشعب. وتخلق مثل هذه الاعتداءات ضغوطات كبيرة في تصدير هذا المنتج الرئيسي للاقتصاد الوطني وخسائر مضاعفة حتى يتم إعادة عملية الانتاج والنقل الى طبيعتها.