أعلن وفد اتحاد الصناعات الهندي الذي يزور بلادنا حاليا عزمه الاستثمار في مجال الصناعة والطاقة والنفط والمعادن والمستشفيات الطبية والبنى التحتية وإقامة مشروعات مشتركة مع رجال الأعمال اليمنيين خلال الفترة القريبة القادمة . وبين الوفد المكون من ست شركات كبرى في منتدى مجلس الأعمال اليمني الهندي الذي عقد أمس الاول بالعاصمة صنعاء حرصه على إقامة شراكة قوية مع الجانب اليمني وبحيث يشمل التعاون كافة المجالات الاقتصادية والاستثمارية لتطوير وتوسيع العلاقات بين الشعبين الصديقين. جاء ذلك في ختام أعمال ورشة منتدى الأعمال اليمني الهندي الذي عقد أمس بصنعاء ونظمته السفارة اليمنية بالهند ومجلس الأعمال اليمني الهندي والسفارة الهندية بصنعاء . من جانبه أشار رئيس الوفد الهندي الدكتور وليد البكيلي مسؤول الشرق الأوسط والخليج العربي بمجموعة مستشفيات ابولو في تصريح لـ “الثورة” إلى أن الهدف من الزيارة يكمن في إنشاء شراكة وتعاون واستثمار بين الهند واليمن . لافتا إلى أنه حضر إلى اليمن برفقة وفد طبي كبير به ثلاثة بروفيسورات لمعاينة المرضى في المستشفى الجمهوري في مجالات دقيقة وعمل عمليات واستشارات طبية تعتبر جزءاٍ من التعاون الطبي بين البلدين . كاشفا أن مجموعة مستشفيات ابولو ستقوم بفتح محطة فضائية طبية في صنعاء وتستعد للدخول في شراكات طبية مع مستثمرين كبار بالعاصمة صنعاء . وأضاف: إن اتحاد الصناعات الهندي يعتبر اعلى مرتبة من الغرف التجارية الصناعية ويعنى في الاساس بمشروعات البنى التحتية العملاقة والطاقة والغاز . وقال: لقد عبر وفد الاتحاد عن اهتمامه بالاستثمار في اليمن ورغبته في خلق تعاون استثماري مابين اليمن والهند في كل القطاعات الصناعية والصحية والبنى التحتية والمعادن والغاز وخلق مشاريع في مجالات التدريب والتأهيل بالإضافة إلى ترقب الفرص الاستثمارية في مجالات عدة. ولفت الدكتور البكيلي إلى أن المستثمرين الهنود ينظرون إلى اليمن بصداقة وتقدير حيث يعتبرونها من الدول الأكثر أهمية واستراتيجية للهند ويرون أن من الضرورة أن يكون لهم تواجد ودور في نهضته الاقتصادية مستقبلا انطلاقا من موقعه الهام والاستراتيجي فهو مؤهل لقيام نشاط تجاري وصناعي لخدمة منطقة الخليج والسوق الإفريقي كما أنه بلد بكر بحاجة للمشروعات والمنتجات الخاصة بالتطور والبناء والتنمية. وأضاف :ينظر المستثمرون الهنود لليمن على انه بلد يحوي فرصا استثمارية كبيرة ومتنوعة ولهذا هم فعلا موجودون فلهم استثمارات كبيرة تبلغ 10 مشروعات في عدن وعدة مدن يمينة. وقد الدكتور البكيلي الشكر والتقدير للقيادة السياسية اليمنية ممثلة بفخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية الذي يولي الاستثمارات الهندية المكانة المناسبة والحرص على تذليل العقبات والصعوبات امامها . مؤكدا أن المستثمرين الهنود متحمسين للاستثمار في اليمن في جميع المجالات ولديهم توجه لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة لتساهم في مكافحة الفقر والانتقال للمشروعات المتوسطة والتي هي أساس المشروعات الكبيرة . لافتا إلى أن الوفد الصناعي والتجاري سيزور مدينتي عدن والمكلا فيما ستستمر الوفد الطبي حتى 18 من الشهر الجاري . وكان الدكتور سعد الدين بن طالب وزير الصناعة والتجارة الدكتور سعد الدين بن طالب قد أكد في المنتدى حرص الحكومة اليمنية على تطوير التعاون الاقتصادي والفني والاستثماري مع الهند في جميع المجالات انطلاقا من العلاقات التاريخية المتينة التي تجمع بين البلدين منذ اكثر من 400 عام . وقال :إن اليمن يعتبر الهند بمثابة اخ شقيق ومقرب ولهذا فالعلاقات الاقتصادية بين البلدين متميزة وستتعزز في القريب العاجل بعد استكمال انضمام اليمن لمنظمة التجارة العالمية . لافتا إلى أن التحول الذي تشهده اليمن سيؤدي إلى انفتاحها على العالم ويعزز من الفرص الاستثمارية ويسهم في منح المزيد من التسهيلات أمام المستثمرين وفي جميع القطاعات . وأضاف: بمجرد أن تفتح الآفاق في هذا التحول ستكون الهند أول المستفيدين من اليمن وسنذهب إليهم ويأتون إلينا لإقامة تعاون وثيق يحقق للجانبين الفائدة ويعم خيره للشعبين الصديقين. من جانبها أكدت سعادة السفيرة خديجة ردمان سفير بلادنا في دلهي أن العلاقات الاقتصادية الاستثمارية بين اليمن والهند بدأت بشكل مكثف في العام 2010م حيث قدمت العديد من الشركات الهندية للاستثمار في مشروعات كبيرة في عدة مجالات . وأشارت إلى أن الجانب الهندي لديه تطلع كبير للاستثمار في اليمن انطلاقا من موقعها الجغرافي المتميز ولأن اليمن تمثل عمقا استراتيجيا للهند وللعلاقات التاريخية العميقة منذ زمن بعيد . مشددة على أن اليمن يمكنه الاستفادة من الجانب الهندي في عدة مجالات استثمارية ابرزها المشاريع الصغيرة والأصغر فالهند لديها تجربة عريقة في هذا المجال ولديها مؤسسات مالية متطورة مستعدة للإسهام في هذا المجال في اليمن وفتح مشروعات ومنح الدعومات اللازمة لها ولديهم بنك عريق ابدى استعداده لفتح فرع له في اليمن .كما يمكن لليمن الاستفادة من التدريب والتأهيل اللازم لإقامة صناعات صغيرة ومتوسطة خاصة بالإليكترونيات خصوصا في ولايات بنجلور وحيدر اباد فهذه المدن هي مهد الصناعات الإليكترونية الصغيرة والمتوسطة وبالإمكان نقل التجربة لليمن بيسر وسهولة حيث يرغبون أن تكون لديهم فروع في اليمن في هذا المجال . كما شددت على أن مذكرات واتفاقيات التعاون الاقتصادي والفني بين اليمن والهند تكون حبيسة الأدراج في المكاتب الرسمية اليمنية والتي لاتتعامل بجد ولا تحرص على الاستفادة مما يقدمه إلينا الآخرون . ولفتت إلى الدور الذي يجب أن يقوم به القطاع الخاص اليمني في جذب الاستثمارات والمشاريع الهندية التي يحتاجها اليمن ويمكنها توفير فرص عمل ومنح قيمة مضافة للجانبين . مفيدة بأن اليمن يحتاج مشروعات في مجال الكهرباء والمياه والطرقات والمستشفيات والمشروعات الصغيرة التي توظف العمالة وتدر دخلا مناسبا وهذه المشروعات تحتاج فقط لإعداد دراسات جدوى علمية فيما يمكن طرحها أمام المستثمرين الهنود بفاعلية كما أن فرص المشاريع الصغيرة كبير من خلال الاستفادة من تمويلات بنك اسيم الهندي الذي يمنح قروضا ميسرة للعديد من الدول واستفادت منه كثير من الدول إلا اليمن رغم حرص البنك وإبلاغي انهم مهتمون بالدخول للأسواق اليمنية. مشيدة بالتعاون القائم في المجال الصحي حيث يتم استقبال حالات كثيرة للعلاج في الهند وتقوم مستشفيات ابولو بدور هام في هذا المجال . بدوره أكد محمد عبده سعيد رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية الصناعية على ترجيب رجال الأعمال اليمنيين والقطاع الخاص اليمني بهذه الزيارة مؤكدا أن اليمن بلد مفتوح للاستثمارات الهندية في شتى المجالات وانها ستحظى بالرعاية والاهتمام من جانب الحكومة والقطاع الخاص على حد سواء .