الرئيسية - اقتصاد - مزارعو القات يستخدمون المبيدات و الاسمدة كمحسنات تجميلية … وهنا الكارثة
مزارعو القات يستخدمون المبيدات و الاسمدة كمحسنات تجميلية … وهنا الكارثة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

 - أكد المهندس علي محمد محرز مسؤول تسجيل المبيدات بوزارة الزراعة والري  أن القات هو المسؤول الأول عن مشكلة المبيدات في اليمن حيث يستهلك 75% من الكمية المت لقاء/ أحمد الطيار – > سوق المبيدات في اليمن تتراوح بين 500-750 مليون دولار سنويا

أكد المهندس علي محمد محرز مسؤول تسجيل المبيدات بوزارة الزراعة والري أن القات هو المسؤول الأول عن مشكلة المبيدات في اليمن حيث يستهلك 75% من الكمية المتواجدة في السوق سواء الداخلة بصفة رسمية أو المهربة . كاشفا أن المبيدات المهربة تفوق خمسة أضعاف المرخص وما يزيد من تفاقم هذه المشكلة هو اتجاه المزارعين لعمل خلطات من المبيدات لإنتاج سموم هدفها المعالجة التجميلية للمنتج الأمر الذي يتسبب في كارثة ومخاطرة لا يعرفون نتائجها السلبية على الإطلاق. وقال إن اليمن رغم ذلك لا تزال من أقل الدول استخداماٍ للمبيدات وأن الجهات المسؤولة منعت أكثر من 196 مادة وفقاٍ للترقيم الدولي وقوائم المنع المعتمدة من المركز الدولي للسرطان ومن الاتحاد الأوروبي ومن وكالة التنمية الأمريكية وهناك حوالي 80 مادة تدخل ضمن الاتفاقيات الدولية الممنوعة تداولها و55 صنفا مقيدة وغير مسموح بدخولها.

* كم تقدرون حجم واردات اليمن الرسمية من المبيدات¿ نحن نتوقع أن حجم الاستهلاك السنوي من 3500-3000 طن لمختلف الأنواع الحشري والفطري والعناكبي لكن للأسف لا توجد أي إحصائيات رسمية توثق ذلك لأن الكميات التي تأتي عن طريق التهريب كبيرة وهي خارج سيطرة الجهات الرسمية والرقابية ولهذا لانعرف كم يوجد في السوق . ولتبسيط الموضوع على القارئ نشير إلى أننا في عام 2012م قمنا بمنح ترخيص لاستيراد 650 طنا بينما وجدنا وفقا لدراسات وتقديرات أن السوق يحوي على 2900 طن تقريبا أي أن الكمية الداخلة إليه تهريب تعادل خمسة أضعاف فالمهرب بهذا الشكل نستطيع القول أنه يشكل نحو 75% حجم ما هو متواجد في السوق العام الماضي 2013م قمنا كجهة رسمية مسئولة بإجراءات لتسهيل عمليات الاستيراد وتجارة المبيدات من أجل الحد من التهريب ومكافحة على أساس إتاحة الفرصة للمستوردين للاستيراد بشكل رسمي وفعلا الناس تجاوبت مع ذلك وبدأت أعداد المبيدات تدخل السوق بصفة رسمية لكن لاحظنا أن الكمية بدأت في الارتفاع فالمستورد زاد إلى اكثر من 1500 طن ومازلنا نعد الأرقام لتتضح أكثر وسيتم إنجازها قريبا. المشكلة نحن في 2006م أصدرنا قائمة بالممنوعات من المبيدات دخولها البلاد وتم تحديدها في 196 مادة ممنوعة و55 مادة مقيدة وهذه المواد معظمها تتداول في دول الجوار كالسعودية وعمان وجيبوتي والسودان ودبي ودول كثيرة أخرى ونحن منعناها لأنها تستخدم بكثافة على القات ولذلك تأتي لليمن تهريباٍ من تلك الدول وهي مبيدات ليست مسرطنة عالميا بل لأنها تستخدم لرش القات بكثرة ونحن منعناها لهذا السبب وهو منع محلي وليس عالمياٍ ولذلك من السهولة دخولها لأنها لو كانت ممنوعة في دول الجوار لكان من الصعب دخولها لليمن ولو منعت هناك لما استطاع المهربون الوصول اليها. التهريب هذا الموضوع يقودنا لسؤال هام وهو لماذا يتم تهريب المبيدات ولماذا يتجه المهربون لهذه التجارة بدلا من الاستيراد بطرق رسمية¿ للإجابة على هذا السؤال هناك شق مهم نود توضيحه ويتعلق بالقات فهذه الشجرة هي شجرة مدرة للمال في المقام الأول الأمر الذي يدفع بالمزارع لعمل إجراء معقد جداٍ لا يدرس في الأكاديميات والمعاهد الزراعية حيث يقوم المزارعون باستخدام أنواع معينة من المبيدات ويخلطونها معاٍ لإنتاج مبيد يقوم بوظائف محددة فالأول للتنشيط الثمرة والثاني لتحسين إنتاجها والثالث لتلوينها وتجميلها فالمزارع هنا يقوم بعمل مخالف علميا وقانونينا إذا لا يستخدم المبيد للمكافحة من الآفات إنما لتنشيط وتلوين وتحسين هذا المحصول الأمر الذي يزيد من قيمتها ودخله في السوق فالحقل الذي يمكن أن يجني منه بـ 20000 ريال يمكن أن يدر أكثر من 50000 ريال في القطفة الواحدة بسبب لعبة الخلطات وهذا هو السر وراء تفشي ظاهرة التهريب لأنواع معينة من المبيدات.

الخلطات * علميا ما طبيعة هذه الخلطات وما تأثيرها ¿ * هذه الخلطات هي في الأصل عدة أنواع من المبيدات تأتي لليمن من خلال التهريب ويقوم المزارع بعمل تجارب لخلطها مع بعضها البعض بنسب معينة حتى يصل إلى اكتشاف الخلطة التي يريدها أو يرى أنها فعالة لهدفه من التحسين والتلوين والتغذية ولا يكتفي المزارع بذلك بل يقوم بخلطها أيضا بأنواع من الأسمدة أيضا لإعطاء مفعولية تفوق الخيال ويقوم برشها على القات وعلميا نحن نعرف أن المبيد مكون من ست ذرات أو جزئيات وعملها يكمن في خطوات علمية فالأول هو مبيد سام ثم يتفكك ويتحول لسماد وهذا الذي يعمل التنشيط لأن جزئياته تفككت وتحولت إلى سماد وهذا السماد يتحول ويدخل في العمليات الحيوية داخل النبات ويعمله له تنشيط وهذه العملية تعجب المزارعين حتى أنهم في فصل الشتاء يقومون برشه عدة رشات يسميها المدني ويباع قات في وقت تكون الأسعار مرتفعة جدا بسبب المبيدات رشة بعد رشة فيصل إلى هذه النتيجة. اتجاه * السؤال الرئيس هنا المبيدات المرخصة والتي تدخل رسميا إلى اليمن على أي المحاصيل يتم استخدامها ولهم نسبة استفادة المزارع والإنتاج الزراعي فيها¿ – المبيدات المهربة معظمها تستخدم على القات وتصل هذه النسبة إلى 70% وأكثر وهذه العملية هي المشكلة والكارثة الكبرى فالقات هو المشكلة وسبب الكارثة كلها لماذا¿.. لأن المبيدات تتفكك بالحرارة حين ترش على المحاصيل وحيث أن القات لا يتعرض للحرارة أي النضج على النار بل يؤكل طازجا من الحقل إلى المستهلك وهنا مكمن الخطورة فيه لأن المبيد يصل إلى المستهلك ويؤكل دون أن تتفكك المادة السامة منه فالمبيدات التي درجت سميتها طويلة هذه تؤثر وهذه هي التي حاولنا منعها في الإدارة فمشاكلنا كلها تأتي من القات وأكثر المبيدات المعروضة في الأسواق تتجه لمحصول القات والمشكلة أن المزارعين لا يستخدمون المبيدات لمكافحة الآفات فهم في الدرجة الأولى يستخدمونها للمكافحة وفي الثانية كمحسن أو كمبسط وفي المرحلة الثالثة ملون حتى أنهم يستخدمون مبيدات الغاز ويسمونها مربي أو مغذي ويقولون هذا مغذُ وليس مبيداٍ فالمزارع يستخدمون المبيدات كصفة تجميلية فقط ولما نقوم بنصح المزارع بأن يعمل 2 مليلتر للتر الواحد يقوم بعمل 6 مل لترات وبدلا من الرش كل 15 يوماٍ يقوم بالرش كل 6 أيام. الخطورة * ما مكمن الخطورة في هذه العملية¿ – هنا تكمن الخطورة وهي خطرة جدا والمزارعون لا يستمعون للتوعية وهناك أناس لا يلتزمون بالتعليمات والتحذيرات ولا يهمهم أي شيء سوى الفلوس فيما هناك الآلاف من المزارعين لديهم ضمير وذمة لكن الخوف ممن يسعون وراء المال الذين لا يبالون بصحة الناس ويمكنهم رش القات حتى وهو داخل الأكياس فنحن نوصي دائما بالانتباه والتأكيد على فترة الأمان لاستخدام المبيدات. اقتصاد زراعي * هل العامل الرئيسي في استخدام المبيدات اقتصادي على الزارعين¿ – القات هو سبب مشاكل اليمن فهو يستهلك كل المقدرات الزراعية يستخدم 40% من المياه ويستخدم الأرض نفسها حتى أن المساحة المزروعة فيه تتجاوز 2000 و500 هكتار والمبيدات تتجه لهذه الشجرة كما يستخدم الهواء أيضا وتلوثه وينفق عليها أموالاٍ طائلة فمزارعو القات يشترون أغلى المبيدات ويرشونها عليه يشترون اللتر بقيمة 15 ألف ريال ولا يمكنهم أن يشتروا بهذا المبلغ المبيد لرشه على محاصيل أخرى. نفقات * كم تقدر النفقات على سوق المبيدات في اليمن¿ – يمكننا القول أنها ما بين 500 إلى 750 مليون دولار سنويا.. ولا توجد دراسات أو إحصائيات تبين ذلك خصوصا في ضوء التداخل بين المواد الكميائية والمبيدات لكننا نؤكد هنا أن القات يستهلك 70% منه والباقي يستهلك على الزراعة المروية وغالبية الزراعة المطرية لا يستخدم لها المبيدات.. وعند حديثنا عن السوق يمكن التأكيد أن اليمن تعد سوقا صغيرة جدا لاستخدام المبيدات مقارنة بالدول الأخرى لأن اليمن لا تزال بيئة طبيعية في أغلب أراضيها ومعظمها لم تدخل المبيدات إليها سوى المناطق التي تزرع فيها القات ولذلك الكثير من الدارسين والباحثين الألمان يأتون اليمن لدراسة البيئة وتأثيرات المبيدات عليها. المربي * هل بالإمكان إلقاء الضوء على حقيقة ما يتداوله الناس من مبيد المربي¿ – هذه المادة هي مبيد سمي ويتم رشها على القات مع مبيدات أخرى وسماد.. وللعلم فالنبات يحتاج 16 عنصرا كالفسفور والحديد والنيتروجين والأمونيا وغيرها ويقوم المزارعون بأنفسهم بخلط عدة مبيدات كما أوضحنا وينتجون مادة جديدة يسمونها “مربي” وهي خطرة جدا للغاية تؤثر في تركيبة النبات وحركته العضوية. السرطانات * ما مدى صحة الأقوال التي تقول أن المبيدات هي السبب الرئيسي للسرطان في اليمن¿ – هذا غير صحيح.. التصنيف العالمي للأسباب الرئيسية للسرطان يقول إن التبغ هو المسئول الأول يليه الإشعاعات وهذا تصنيف المركز الدولي للسرطان ومنظمة الأغذية العالمية والأمم المتحدة فيما تمثل المبيدات 2% فقط ورغم ذلك نؤكد أن المبيدات التي يعتقد أن لها علاقة بالسرطان ممنوعة نهائيا من دخول اليمن. المنع * ما هي المبيدات المسرطنة وكيف تمنعونها¿ – لدينا قائمة بالمبيدات وفقا للترقيم الدولي وتأخذ تصنيفات محددة فالصنف A يحتمل أن يكون مسرطنا وB أقل خطورة وC أقل احتمالا ونحن في اليمن منعناها جميعا ولدينا قائمة معتمدة من المركز الدولي للسرطان ومن الاتحاد الأوروبي ومن وكالة التنمية الأمريكية يتم تطبيقها ومنعنا حوالي 80 مادة تدخل ضمن الاتفاقيات الدولية الممنوعة تداولها. كلمة أخيرة – أدعو كل المزارعين لمراقبة الله سبحانه وتعالى وأن تكون لديهم ذمة وعليهم الالتزام بفترة الأمان فهي الوحيدة التي تقف لحماية أبنائنا من خطر المبيدات.. فكل دول العالم لديهم هذه المسئولية والتقيد بها يبقينا في فترة آمنة وهذا هو الفارق بين العالم المتقدم والعالم النامي.