الرئيسية - اقتصاد - المؤلفة قلوبهم يستحوذون على النصيب الاكبر
المؤلفة قلوبهم يستحوذون على النصيب الاكبر
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

قال الباحث الاجتماعي عبدالله العلفي أن استحواذ فئة المؤلفة قلوبهم من المشائخ والعقال على النصيب الأكبر من المساعدات النقدية والغذائية المخصصة للفئات الفقيرة في عموم الجمهورية أحد أسباب ضعف الرعاية الاجتماعية في بلادنا. “الثورة” التقت الباحث العلفي الذي تحدث خلال اللقاء حول مفهوم الرعاية الاجتماعية وواقع الرعاية الاجتماعية في اليمن وتقييمه لدور صندوق الرعاية الاجتماعية في الحد من الفقر.. فكانت الحصيلة التالية: * ما هو مفهوم الرعاية الاجتماعية¿ لا يوجد تعريف موحد متفق عليه لمفهوم الرعاية الاجتماعية لكن بشكل عام يمكن القول بأن المفهوم يعبر عن مسؤولية المجتمع تجاه أفراده الذين يواجهون صعوبات في حياتهم المعيشية ولا يستطيعون التغلب عليها بمفردهم الأمر الذي يتوجب على المجتمع أن يساعدهم في التغلب عليها لكي يحميهم ويحمي نفسه من الجريمة والانحراف السلوكي والإرهاب والتطرف.. والرعاية الاجتماعية قديمة قدم المجتمعات البشرية فقد أثبتت الدراسات الاجتماعية أن المجتمعات الإنسانية في العصور البدائية القديمة لم تخلْ من مشاعر التعاطف بين أفرادها ومن الميل نحو الحماية والمساعدة المتبادلة فيما بينهم إلا أن الرعاية تطورت من الطوعية إلى الإلزامية حتى أصبحت اليوم حقا من حقوق الإنسان بمعنى أنها لم تعد منحة أو هبة أو صدقة يقدمها الأثرياء للمعوزين في بلدانهم إنما هي حقَ مكتسبَ لمن يحتاج إليها من الأفراد. ولعل الشريعة الإسلامية هي أول الأنظمة الاجتماعية التي كفلت ذلك الحق وألزمت كل مسلم ومسلمة بأن يعطي من ماله لرعاية الفقراء واليتامى والمساكين وأبناء السبيل.. وقد تطورت أنظمة وبرامج الرعاية الاجتماعية بتطور المجتمعات البشرية وتعقد سبل المعيشة وزيادة متطلبات الحياة الكريمة حتى أصبحت الرعاية وظيفة أساسية تلتزم بها الحكومات تجاه مواطنيها ما أدى إلى تطور وتعدد أنظمة الرعاية وبرامجها وإنشاء صناديق مالية تستهدف الفئات غير القادرة على العمل وتستحق الرعاية وذلك بتوفير الحد الأدنى من الغذاء والمسكن والملبس والصحة والتعليم ومساعدة الفئات الفقيرة والمنكوبة القادرة على العمل بإيجاد فرص عمل مدرة للدخل لتحسين معيشتها إما من خلال تأهيلها وإلحاقها بسوق العمل أو من خلال منحها قرضوا مناسباٍ يساعدها على إنشاء مشروعات صغيرة مدرة للدخل. صناديق * كيف ترى واقع هذه الرعاية في اليمن¿ – اليمن كغيره من الدول الحديثة كفل رعاية مواطنيها الذين يحتاجون إلى المساعدة والحماية الاجتماعية وأنشأ صناديق متخصصة بلغ الإنفاق الحكومي عليها ما يقارب 17% من إجمالي الإنفاق العام -بحسب علمي- وأهم هذه الصناديق (صندوق الرعاية الاجتماعية وصندوق رعاية وتأهيل المعاقين وصندوق النشء …وغيرها) بالإضافة إلى أن الحكومة تكفل رعاية الإيتام من خلال دور الإيتام في عواصم بعض المحافظات كذلك الأطفال الجانحين من خلال مراكز الإصلاح الاجتماعي للأحداث. فئات * أين دور صندوق الرعاية الاجتماعية¿ – لو سلطنا الضوء على صندوق الرعاية الاجتماعية ووظائفه ودوره في التنمية الاجتماعية –باعتباره موضوع حديثنا- نجد أن الصندوق يستهدف الفئات الأكثر فقراٍ في المجتمع والتي يمكن تقسيمها إلى فئتين (فئة اجتماعية ـ وفئة اقتصادية) الأولى تشمل المعاقين (جزئي وكلي) والشيخوخة والأطفال الإيتام والثانية تشمل النساء بدون عائل والعاطلين عن العمل من الشباب وأرباب الأسر.. وقد حدد القانون فترة المساعدة التي يقدمها الصندوق بين ثلاث إلى خمس سنوات (خمس سنوات للمعاق كلياٍ) قابلة للتجديد. عينية ونقدية * ماذا تستفيد هذه الفئات من الرعاية¿ – بالنظر إلى الأهداف العامة لقانون الرعاية الاجتماعية رقم (31) لسنة 1996م وبالتحديد المادة(3) نلاحظ أن الصندوق يسعى إلى تقديم المساعدة العينية والنقدية للمحتاجين من الأسر والأفراد ورفع المستوى المعيشي والاجتماعي لذوي الحاجة ومحاربة العادات والسلوكيات السيئة التي يمكن أن تنشأ كالتواكل والاعتماد على مساعدة الدولة والتسول والتشرد وغيرها من العادات السيئة.. بالإضافة إلى تأمين الرعاية والحماية للأفراد والأسر المشمولة بالمساعدات الاجتماعية من ذوي الحاجة والعوز ومخاطر الانحراف الاجتماعي.. وتحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي لأولئك المحتاجين بكل أشكال المساعدة العينية والنقدية والتأهيلية وتوفير الوسائل الكفيلة بتأهيلهم للعمل النافع في المجتمع.. فضلاٍ عن توجيه الإمكانيات المتاحة نحو تنمية الطاقات البشرية المعطلة وتأهيلها أو إعادة تأهيلها وتأمين التحاقها بالأعمال ومشاركتها في بناء المجتمع. والإسهام في مساعدة الأفراد والأسرة في حالة تعرضهم للكوارث والنكبات الفردية والعامة وتمكينهم من التغلب على المصاعب والمشكلات المترتبة على هذه الكوارث. معاش أو قرض * ما هو نظام الرعاية في الصندوق¿ ويقوم الصندوق برعاية الفقراء إما من خلال معاش شهري يعطى بشكل مباشر للمستحقين أو قرض ميسر يعطى للفقير ليتسنى له الحصول على عمل وقد قام الصندوق بدعم من الجهات المانحة (البنوك والمنظمات المانحة) بتدريب المستفيدين من القروض الميسرة وتوفير حقائب العمل ليتمكنوا من إنشاء مشروعاتهم الصغيرة المدرة للدخل والتي تساعدهم في الاعتماد على أنفسهم وإفساح المجال للفئات الفقيرة أن تقطع شوطاٍ لا بأس به باتجاه تحقيق تطور أكبر في أجندة تدريب وتأهيل الفقراء في المستقبل . عشرات المليارات * ماذا حقق الصندوق من رعاية للفقراء¿ – رغم أن الصندوق ينفق عشرات المليارات على الرعاية الاجتماعية إلا انه لم يحقق أي شيء من الأهداف التي نشأ من ـ أجلها لعدة أسباب أهمها: استخدامه استخداماٍ سياسياٍ لشراء الأصوات في الانتخابات العامة (الرئاسية والبرلمانية والمجالس المحلية) مما أدى إلى زيادة عدد المستفيدين من المعاش في عموم الجمهورية ليصل العدد نهاية 2009م مليوناٍ وعشرون ألف مستفيد.. الأمر الذي جعل مبلغ المساعدة لكل فرد لا يزيد عن 3000 ريال شهريا وهو مبلغ زهيد لا يمكن أن يكون كافيا لتحقيق الرعاية الاجتماعية. * هناك من يقول أن الصندوق فشل في تأهيل الأسر الفقيرة على العمل¿ – نعم.. فشل الصندوق في تحقيق أهداف برامج التنمية البشرية المتمثلة في تأهيل الأسر الفقيرة على العمل من خلال التدريب ودعمها بقرض بيضاء في مجال تربية المواشي والمشاريع الصغيرة ويعزا ذلك إلى غياب دراسات الجدوى الاقتصادية للمشاريع التي يستهدفها البرنامج وضعف البرامج التدريبية وبعدها عن احتياجات سوق العمل. * لكن البعض يقول أن هناك فساد في التوزيع أيضا عدم إيصال المبالغ إلى مستحقيها.. ماذا يعني هذا¿ استحواذ فئة المؤلفة قلوبهم من المشائخ والعقال على النصيب الأكبر من المساعدات النقدية والغذائية المخصصة للفئات الفقيرة في عموم الجمهورية أحد أسباب ضعف الرعاية الاجتماعية في بلادنا بالرغم من أن المؤلفة قلوبهم ليسوا ضمن الفئات المستحقة التي نص عليها قانون الرعاية الاجتماعية ألا أنهم حصلوا على فتوى شرعية تعطيهم الحق في مقاسمة الفقراء الزكاة التي تجبيها الدولة.. وضعف خبرة الكوادر العاملة في صندوق الرعاية الاجتماعية وزيادة أعدادهم بدون أعمال خاصة بعد أن أصبح الصرف للمستحقين يتم عبر البريد والمصارف البنكية.. الفساد المالي والإداري وغياب التقييم الموضوعي للبرامج والمشاريع المختلفة التي ينفذها.