الرئيسية - اقتصاد - حلم الفقراء!
حلم الفقراء!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

رغم علم الحكومة والمجتمع أن الإعانات التي يقدمها صندوق الرعاية الاجتماعية كل ثلاثة أشهر لم تعد بإمكانها الوفاء بمتطلبات عدة أيام للفقراء والمحتاجين المقيدين في السجلات إلا أن حالات إنسانية كثيرة لاتزال تبحث وتأمل في الحصول على تلك المستحقات هذه الحالات تقطعت بها السبل تماما وترى أن حصولها على 6000 أو 9000 ريال كل ثلاثة أشهر مهم ويخفف عنها أعباء الفقر وقلة الحيلة . قصص تروى تبين أن أسر عديدة تمر بأحلك حالات البؤس الإنساني وتنادي لمن يمكنه أن يساعدها في الخروج من هذا الشقاء وهو هنا موجه للجهات الحكومية المسئولة في المقام الأول عن أنيين الفقراء الفقر المدقع حين تقطعت السبل بالعجوز سالم عبد الله فقيه وأسرته المكونة من ثلاثة أطفال وأمهم في تهامة كانت العاصمة صنعاء وجهته الأخيرة لينقذ نفسه من الجوع والسقوط في براثن المرض سالم سكن في العاصمة صنعاء بحارة الستين الغربي وهناك كان مأواه منذ العام 2011م دكان صغير مع أطفاله بعد حياة مضنية تجمع أهل الخير لمساعدته ومساندته فهو رجل مسن وليس له عمل ثابت أو مرتب من وظيفة لكنه يعمل أحيانا في تجميع البلاستيك والقوارير الفارغة من الشوارع أهل الخير في تلك الحارة لم ينسوه فقد شاطره الجيران بعض المأكل والمشرب والدعم المادي لسداد الإيجار . فكر الخيرين بالمحاولة لضم اسمه لمستحقي إعانات الرعاية الاجتماعية بالمديرية رغم علمهم أنها لن تسمن له ولن تغنيه من جوع ومن تلك الأيام وهو ينتظر حظه للاستحقاق وحتى الآن لم يوفق فيها فحسب عاقل الحارة تم وعده إلى أن يكون ضمن المستحقين للحالات هذا العام. سالم وهو يواجه ثلاث معضلات تتمثل في دفع الإيجار الشهري والمصاريف للقوت والغذاء اليومي إضافة لدواء يحتاجه بشكل يومي شهد له كل جيرانه انه رجل مسن وغير موظف ولايوجد لديه عمل ثابت أو دخل من أي جهة وتوافد عليه الباحثون الاجتماعيون من صندوق الرعاية الاجتماعية عدة مرات لفحصه ودراسة حالته وكانت النتائج تؤكد يوما بعد آخر أنه مستحق فهو ممن تنطبق عليه الشروط من الحالات الأشد فقرا في المجتمع .

الفقر المتنقل ظل العم يحيى أبوسبعة البالغ من العمر 65 عاما من مديرية بني سعد في محافظة المحويت يجري من مكتب لآخر لاعتماده في سجلات الرعاية الاجتماعية بمديرة بني الحارث منذ أكثر من أربع سنوات ولكنه لم يفلح حتى الأن. أبو سبعة مشكلته أنه يعول أسرة من خمسة أبناء وبنات وحالته الاقتصادية صعبة للغاية فهو من الحالات الفقيرة المتربة جداٍ حسب ما أخبرنا به أمين المنطقة الأخ محمد القاضي كما أنه لظروف الفقر يقوم بتغيير سكنه كل عام بحثا عن بيت أرخص كلما ارتفعت الإيجارات وقد تم تسجيله في حالات الضمان للعام 2009م ولكن لظروف البلاد تأخر اعتماد الحالات الجديدة عاما بعد آخر . في الحارة التي يعيش فيها أبو سبعة هناك فقراء على مستوى عال من الكثافة كما يقول الأمين الشرعي فرغم أن الفقر يستشري في حارة العميري بجدر بمديرية بني الحارث القطاع الغربي إلا أن مستوى أبو سبعة وآخرين يسوء يوماٍ بعد آخر حيث تتفاقم عليهم الحياة نظراٍ لأنه مستوى الإعالة لديهم تزيد عن 5 أبناء وزوجة. أبو سبعة والفقراء الآخرين في الحي العشوائي تقدموا للإدارة المعنية بالرعاية الاجتماعية لكن دون جدوى في المنطقة وفقاٍ للإجراءات الرسمية لاتزال غير مكتملة الشروط رسميا كمنطقة مستهدفة وإدخال الحالات الفقيرة بالرعاية الاجتماعية من الدولة وهذا ما يجعلهم يناشدون الدولة للتدخل ومساعدتهم ولو بضمان قليل .

ساكن الدكان بشير علي طالب من محافظة تعز كان يعمل مع قطاع النظافة ولكنه أصيب بمرض في شرايين القلب وتقطعت به الأحوال ليستقر في دكان بالحصبة في حارة الصيانة بشير من شدة فقره ومعاناته لم يجد معيلاٍ أو مسانداٍ من الدولة لكن أهل الخير وصلوا في وقت كان مرضه قد أصبح شبه ميؤوس من شفائه كما يقول الشيخ احمد المعلمي إمام وخطيب جامع النصر بالحصبة حيث يسر الله له جمعية خيرية تكفلت بدفع إيجار الدكان وقيمة العلاج شهريا وهكذا بدأ بالتماثل للشفاء لكنه مايزال غير قادر على العمل مطلقا بشير لديه ثلاثة أطفال وهو يسكن في دكان بابه للشارع وتنعدم فيه ابسط مقومات الحياة امل بشير أن تسانده الدولة بضمه لمستحقي الضمان الاجتماعي رغم أن ملفه موجود منذ سنتين لكي يتم قبوله بعد الفحص والتحري والمعاينة الميدانية وحتى الآن لايزال ينتظر.

الزوج غير الوفي محمد علي زايد شيخ عجوز قد بلغ من الكبر عتيا وله ابنة في العشرينات زوجها من أحد أقاربه ودفع لها مهرا 100 الف ريال فقط قبل خمس سنوات ولم تستطع تلك الفتاة الاستمرار في الزواج نتيجة لظروف القسوة والوحشية التي عانتها من زوجها رغم إنجابها له ابنتين الأمر الذي جعل والدها يدافع عنها ويحاول حمايتها من ذلك الزوج غير الصالح . ورغم فقر الأب العجوز وشدة حالته وظروف زوجته التي تمشي على عكاز فإن الزوج ولكي يمارس الابتزاز على زوجته طالبهما أن تسلم له 100 الف ريال مقابل نيلها حريتها بالطلاق كما انه لايدفع لها أي نفقة ولا لابنتيه أيضا وهي وأولادها ووالدها العجوز وأمها المريضة لايجدون من يعولهم وليس لهم دخل سوى من الخيرين من الناس وأصحاب القلوب الرحيمة هذه الحالة تتمنى المساعدة في الحصول على ضمان اجتماعي من الدولة ضمن حالات المستحقين الأشد فقراء.

زوجة رمى بها زوجها في الشارع في منطقة الحصبة تقطعت السبل بزوجة وولديها لان زوجها هجر المنزل وتركها لحالها تكابد الحياة لم يمهلها صاحب المنزل سوى شهر واحد لدفع الإيجار وفي نهاية الشهر رمى بممتلكاتها إلى الحوش وأغلق المنزل بالأقفال تلك المرأة لم يستطع التوقف من البكاء طيلة الشهر من هول ما أصابها فمن جهة فقدت زوجها غير الوفي ومن جهة أخرى لاتملك فلسا واحداٍ لتوفير قوت أولادها فما كان منها سوى اللجوء للعاقل والأمين في الحارة ومن خلالهما استطاعوا أن يجدوا من أهل الخير من يتكفل بإيجار غرفة صغيرة وملحقاتها مع توفير 5000 ريال شهريا كدعم لها تلك المرأة ليست متعلمة ولا تمتلك مهارة وهي الآن تحاول أن تحصل على ضمان اجتماعي رغم معرفتها أنه لن يكفل لها العيش سوى أيام .

أخير عند الحديث عن طالب الالتحاق بالرعاية الاجتماعية لن تجد إلا من هم من فئة الأشد فقراٍ حيث تحدد اللوائح شرطا بذلك ورغم كل هذه الاشتراطات فهناك الآلاف ممن لم يحالفهم الحظ بالوصول إلى هذا الحلم للعديد من الأسباب أهمها وأبرزها قلة الحيلة فهؤلاء لم يتمكنوا من الوصول إلى الجهات المعنية الحقيقة ولم يجدوا من المجتمع من يساهم في إيصالهم للطريق الصحيح كما وأن بعضهم يتعرضون لأعمال نصب بالوعود بإدخالهم في هذه الخدمات ويدفعون مبالغ مالية ليتضح لهم أنهم لم يقدموا ولم يؤخروا شيئاٍ في قضيتهم .