وفاة وإصابة أكثر من 800 شخص في مأرب بسبب الحوادث المرورية خلال عام
رئيس مجلس القيادة يعزي بوفاة المناضل السفير العبادي
تأهيل فريق جمركي حول مكافحة التهريب
وزارة الأوقاف تعلن أسماء المختبرات المعتمدة لحجاج موسم 1447هـ
عضو مجلس القيادة الرئاسي المحرّمي يُعزّي في وفاة السفير محمد العبادي
رئيس مجلس القيادة يهنئ بذكرى استقلال كازاخستان
رئيس مجلس القيادة يهنئ بذكرى يوم الجمهورية في النيجر
مصلحة الجمارك تشارك في الاجتماع الـ 17 للجنة الفنية لقواعد المنشأ العربية في القاهرة
الخطوط الجوية اليمنية تعلن استئناف تشغيل رحلاتها من عدن إلى أبوظبي
تقرير حقوقي: 312 حالة اعتقال واخفاء قسري بحضرموت على يد المجلس الانتقالي
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
حسبتُ أني اكتشفته وحدي، أو أن له نفرًا من الناس يعرفونه كما عرفته، ولما سمعتُ نبأ موته جفلتُ، وشحذتُ قلمي لعزاء اكتشافي، فهالني أن رأيتُ كل الناس في وسائل التواصل تعرفه، وتنعي رحيله، وتبكيه، فعلمتُ أن عازف القلوب العظيم كان شهيرًا لدرجة أن محاولاتي الأنانية في جعله خبيئتي الأثيرة لم تفلح، وكما استوطن قلبي، استعمر ملايين القلوب التي سمعته وأحبته، وشعرت بجمال الله تعالى في أنفاسه وعباراته الخالدة.
إنه الشيخ محمد المقرمي. أرسلتُ إليه قبل أسبوع آخر أعداد صحيفة «الثورة»، ودعوته أن يدعو لي؛ فالرجال الصالحون غنيمة المرء التائه. فدعا وأكثر، كان كريمًا بالبذل والتنوير، يفتح خلايا دماغك البنفسجية، ويضع في كل خلية قنديلًا من الضوء والمعرفة. معه تكتشف تدابير آيات القرآن الكريم، وتلمع في كل عبارة أشياء لم تكن لتخطر ببالك، وقد مررتَ بها حتمًا في تلاواتك الطويلة الشاردة، لكنه- وأمثاله قِلّة- يتحدثون إليك عن الله تعالى بالحب والمعرفة واليقين.
دهشة اكتشافي للشيخ محمد المقرمي كانت في مقيل رمضاني تكرر أكثر من سبع مرات في منزل العزيز عبدالسلام الحاج. في ختام اليوم السابع قلتُ له: «إنها سبع مراتٍ اجتمعنا إليك». فتبسّم وقال: «وفي السبع آية الله الدائمة؛ السماوات سبع، والأراضون سبع، والسنابل سبع، والأيام سبعة، ولقاءاتنا سبعة».
في اليوم الثامن أطلق رحلته إلى الله، اختاره قبل صلاة فجر اليوم، ليعود إليه بعد رحلة عظيمة من المحاولات المثالية في معرفة الله عز وجل.
أنا حزين للغاية؛ حزين لأن هذا الصوت الكبير لا يملك الضجيج الذي يصدره بعض المجرمين أمثال عبدالملك الحوثي وزبانيته، وحزين لأن صوت عازف القلوب العبقري غاب عن منبره الأثير فجأة دون سابق وداع، وغاضب لأن اليمانيين لم يتأثروا به كما ينبغي، ولم تلمس كلماته النورانية شغاف قلوبهم فتضيء ما أظلمته قساوة الطرائق والأفعال.
رحمك الله يا صديقي، وجعل الله أيامنا السبعة هُدىً لي، بها أبدأ الطريق، ولا أكتفي، ولا أتوقف.
إنا لله وإنا إليه راجعون.




