اختتام دورة تأهيلية للقيادات الأمنية بمأرب
وزير الدفاع يبحث مع سفير الصومالي التعاون المشترك في مكافحة التهريب
لقاء تشاوري بتريم حضرموت يقر منع صيد الوعول للحفاظ عليه من الانقراض
بن عفرار يتفقد فرع هيئة حماية البيئة ومؤسسة المياه بساحل حضرموت
وزير الداخلية يطلع على سير العمل بفرع الهجرة والجوازات بالمكلا
مفتاح يناقش متطلبات البدء بتنفيذ مشروع تحسين خدمات المياه بمستشفى مأرب
قمة شرم الشيخ للسلام تنطلق غداً برئاسة مصرية أمريكية مشتركة
ضبط 70 متهما على ذمة قضايا جنائية مختلفة بالمحافظات المحررة
رئيس مجلس القيادة يهنئ بذكرى اليوم الوطني الاسباني
رئيس الوزراء يعزي نظيره القطري في ضحايا حادث منتسبي الديوان الأميري في شرم الشيخ
لا تظنّوا يومًا أن الناس أغبياء؛ فالتفكير الجماعي ليس أحمقًا كما يُخيَّل للبعض. الشعوب قد تصمت طويلًا، لكنها لا تُخطئ في تحديد لحظة التحوّل.
انظروا مثلًا إلى أولئك الذين يحتشدون في ميدان السبعين بصنعاء المحتلّة، فهُم - بلا شك - سيكونون أوّل من يطلق رصاصات الجمهورية في صدر آخر خرقة إماميّة بالية، حين تعود البلاد لتطالب بسيادتها وكرامتها.
حتى المقرّبين جدًّا من عبدالملك الحوثي، سيتحرّكون في الوقت المناسب، وفي الظرف الذي تُعيد فيه الأحداث تعريف الولاء والعداء. فبصواريخ إيران التي غامر الحوثي بتهريبها إلى اليمن، ستُدكّ مغارات الإمامة في كلّ موقع وجبل، حين تدور الدائرة على من استخدم السلاح لإذلال اليمنيين.
لقد كان عبدالله السلال - رحمه الله - رئيسًا لحرس الإمام المخلوع البدر، لكنه من قضى على الإمامة، وكان خطيبًا عظيمًا، ورئيسًا خالد الذكر حقق أهداف الثورة اليمنية المجيدة وأعاد للشعب وعيه وكرامته
لا بد أن يعترف الحوثي بفشله في إدارة ما تحت يديه، بعدما سُلِّمت له مؤسسات الدولة على طبق من ذهب. كانت الأجهزة قائمة، والمؤن متوافرة، ودورات الصرف مستقرة، لكنّ عبثه وعنصريته وأحقاده وجرائمه المروعة وتوظيفه المذهبي دمّر كل ما كان يعمل بانضباط الدولة.
تحالف معهم الرئيس الراحل علي عبدالله صالح لإنقاذهم من أنفسهم، إذ رأى في إنقاذهم إنقاذًا للدولة في صنعاء، وللناس، ولعودة المرتبات، ولوقف استنزاف خزائن المواطنين ونهبها.
صالح - لا الحوثي - من أراد أن يقول للجمهور الصلب للحوثيين، الذي يقدّس بعضُه وهمَ "الهوية الهاشمية"، إن هؤلاء قد تعلّموا من أخطاء الماضي وكوارث وجرائم آل حميد الدينخلال سيطرتهم الغاشمة على اليمن قبل ثورة 1962م. لكنّ التاريخ نفسه أجهز على هذا الأمل؛ إذ خذله الحوثيون وقتلوه، فانهار مشروع الخديعة، وتكشّف زيف دعاواهم.
ومنذ ذلك اليوم، تشكّلت حول مقتله حالة وطنية واسعة من الحنين والثأر المعنوي، تمثّلت في دعم سياسي واجتماعي وعسكري لعائلته وأنصاره، لأن الناس أدركوا أن صالح كان آخر خيط يربط بين فكرة الدولة وبقايا الجماعة.
حتى أولئك الإعلاميون والمقرّبون الذين رافقوا الحوثي في بداياته، يعيش بعضهم اليوم تحت وطأة الجوع وانقطاع المرتبات، بعدما تآكلت مواردهم وتبدّدت أوهامهم. تكاثرت أصواتهم ولم تمت - فكل من جاع في صنعاء صار تلفازًا ناطقًا بالحقيقة المأساوية.
لقد أثبتت التجربة أن الحوثي ضد مشروع الدولة، والاستقرار، فكلما أطفأ الناس والإقليم نار الحرب، أوقدها بمشروع حرب مفتوحة، تتغذى على الجهل والفقر، وتعيش على إذلال الناس وحرمانهم من أبسط حقوقهم.
لهذا، يجب أن يُسلّم الحوثي الأمر طواعية، قبل أن تنهار حوله أبراج الوهم العاجي، وقبل أن تنفجر من تحته قواعده التي بُنيت على القهر والادعاء. عليه أن يُسلّم صنعاء كما دخلها، بلا دماء ولا دمار.
لكنه - كما يعرفه الجميع - لن يفعل ذلك إلا في حالتين: هزيمة عسكرية مدوّية، أو انقلاب مبارك من داخله، ومن حيث لا يتوقع.
أترك لكم التفكير في مآله .. لمقال قادم.
.. وإلى لقاء يتجدد