قائد محور البيضاء يكرم خريجي الدفعة الـ12 تأهيل ضباط من منتسبي المحور واللواء ١١٧ مشاة الأهلي يتفوق على الفيحاء في الدوري السعودي للمحترفين وقفة بمأرب للتضامن مع الشعب الفلسطيني والتنديد بالجرائم الصهيونية في غزة المنتخب الوطني لكرة القدم يبدأ معسكره الخارجي بماليزيا استعداداً لخليجي 26 الأمم المتحدة: حياة أكثر من مليوني فلسطيني في غزة على المحك الارياني: تشويه القيادي الحوثي الاهنومي لتاريخ اليمن عقيدة ونهج وسلوك للمليشيات الاجرامية اليمن تشارك في اجتماعات مجلس محافظى وكالة الطاقة الذرية محافظ الحديدة يدعو المنظمات إلى تنفيذ مشاريع مستدامة تخدم المواطنين مركز الملك سلمان ينفذ مشروعاً لمعالجة مشكلة نقص المياه في مديرية ذوباب بتعز اختتام ورشة العمل الخاصة بالعنف القائم على الفتيات بعدن
هو وطن ، وهذه الكلمة ثقيلة على كل المفاهيم البشرية ، والعبث بالوطن بهذا الشكل ومنذ ثلاثون عاما هي جريمة لا تغتفر ولا يمكن السكوت عنها وإلا فأن الشعب الذي يقطن هذا الوطن هو شعب مخدر ومسلوب الإرادة وضعيف وغارق في الجهل والتخلف ، والوطن سواء كان كبيرا أو صغيرا فهو لا تأثير منه أو عليه ما لم يوفر لساكنيه كل احتياجاتهم الحقيقية لا تلك الزائفة التي تبثها القنوات الفضائية اليمنية التي لا يشاهدها أحد ، فقوة الأوطان وضعفها لم ولن تقاس بمساحاتها أبدا وإلا فدولة مثل بريطانيا كان حريا بها أن تــكون دولة " قزمة " مثلما يصفها الخطاب السلطوي الحالي ، هذا الخطاب الذي بدا لنا وكأنه يتعاطى الهيروين السياسي الذي يمنحه نشوة وعظمة زائفة غير موجودة على أرض الواقع إطلاقا .
العرض العسكري الذي أقيم بمناسبة الوحدة اليمنية دلالة على التهديد الذي يمارسه النظام ضد شعب أعزل ودلالة على أن هذا النظام لا ينوي إطلاقا الاستغناء عن هذا الأسلوب ضد إرادة كل من يخالفه وأخيرا يدل هذا الاستعراض على العزلة التي يسكنها لوحده بينما الجميع أصطف ضده ، فمهما كان الإنسان وحدويا فهو يفضل عدم الدفاع عن نظام مثل نظام الرئيس علي عبد الله صالح ، لأنه لا وحدوي حقيقي يقف خلف مثل هذا نظام تسبب وبشكل رئيسي في الوضع الكائن الآن .
ماذا لو كان الرئيس في مستوى الحدث وتعامل مع تحقيق الوحدة ودمج شعبيهما وتسليمه كل موارد هذا الشعبين ومنحه صلاحيات مطلقة كالتي يتمتع بها الآن وأدار البلاد بمسئولية وبأخلاق مهنية وشريفة ، هل كان لصوت الانفصال أن يظهر من جديد ، فمن كان سيطالب بعودة مرحلة سابقة لو كان مطمئنا في حاضره ومؤمنا على مستقبله ، وماذا لو أنتبه الرئيس ومنذ بداية الحراك السلمي وحاول ( وهو المستطيع ) أن يستمع أليهم ويتفهم مطالبهم فهم وكما يدعي مواطنين في لجمهورية اليمنية وحاول أصلاح ما يمكن إصلاحه بدلا عن نكران وجودهم والاستخفاف بمطالبهم من منطلق أنه يمتلك القوة والسلطة ، لكان أيضا و بالتأكيد استطاع أن يسحب البساط من تحت كل " متربص " بهذه الوحدة .
لكن الرئيس سيظل هو الرئيس ، وبعد كل هذا العمر من المستحيل أن تتغير أساليب حكمه وطرق تعامله مع الشعب والوطن ، حتى وأن أدعى بأن المحافظات ستتمتع بصلاحيات واسعة ، فهذا يعني أن هذه الصلاحيات ستكون تحت إدارته شخصيا أو عبر أشخاص يتبعون له بطريقة الانتخابات التي يمارسها دائما ويفوز بها ، مما يعني أن العقلية ذاتها هي من ستدير دفة البلاد المتجهة نحو الهاوية لا محالة ، أن أي محاولة إصلاح تأتي منه هي في نظر الكثيرين والمتابعين للوضع في اليمن هي محاولة غير جادة ولن تستمر ، مثلها مثل الكثير من المشاريع الإصلاحية التي ماتت في مهدها ، كما أن الإصلاح في وطن مثخن بهذا الشكل هي حالة مسكنة تزول بعد فترة ويستفيق الجميع ويكتشفوا أنهم خدعوا مرة أخرى .
لا أحد يحمل ضغينة شخصية تجاه الرئيس ، والفشل ليست صفة سلبية ، فالجميع يحاول ويفشل ، لكن مع تكرار الفرص المتاحة وتكرار الفشل ، فهذا يعني أن الخلل ليس في وطن كما يدعي البعض قليل الموارد ، بل السبب في هذا الفشل هي في شخوص من يقودوا هذه البلاد واختطفوها خارج العصر وخارج الحياة ، والرئيس إذ يعلم جيدا أنه لا يستطيع أن يعطي أكثر مما هو كائن ويحاول قدر المستطاع سرقة الزمن لبقائه فترة أطول حتى على حساب أشياء كثيرة من ضمنها وحدة الوطن .
كان من الواضح جدا أن مشاريع الرئيس في تأهيل أبنه لتولي إدارة البلاد قد بدأت ، فها هو نجله يظهر على شاشات الأعلام ويقوم بالذهاب إلى الدول الأخرى كموفد رئيسي ومهم ويستقبل الوفود الرسمية رغم أنه لا شخصية سياسية لديه ، ومن يملك مثل هذه المشاريع الطويلة المدى والاستيطانية على كرسي الحكم هو وذريته ، فمن الطبيعي أن يستنهض كل مواد البلاد لأجل تحقيق هذه الأهداف والتي من ضمنها استخدام القوة العسكرية المفرطة في قمع إرادة شعب يرفض ما يدور ويطالب بحياته التي أعتقد أن هذه الوحدة ستلبيها له .
ظهور علي سالم البيض من جديد على المشهد السياسي كان متوقعا ، بعد أن نضج الشعب في الجنوب وتفهم بأنه تم الغدر به وأهانته ، وخروج البيض بعد صمت طويل يعني أنه صار واثقا أن التراجع عن المطالبة بالانفصال صار مستحيلا وأن الجميع يمضي في طريق فك الارتباط بين الشطرين ، ورجل مثل البيض الذي يمتلك ماضي أبيض وتاريخ نزيه مؤهل بأن يشعل فتيل الأزمة لصالح ما يريده .
وحتى نتذكر فأن هذا البيض هو من قام بالوحدة اليمنية ، وهو من تنازل عن العاصمة وعن الرئاسة لعلي عبدالله صالح ، وذهبوا جميعا إلى صنعاء بدون غطاء سوى النوايا الحسنة والمبادئ المستقيمة ، فتمت تصفيتهم في الشوارع والأزقة وتم تهميشهم وأخيرا تم إعلان الحرب على مطالبهم وتمت معاقبة شعب بأكمله طوال المدة الماضية .
لذا الأمر في غاية الحساسية ، وأعلم يقينا أن القوة التي أستعرضها الرئيس مؤخرا لن تفلح في قمع الشارع الجنوبي الذي على ما يبدوا انه مستعد لتقديم المزيد من الشهداء وتعرية النظام دوليا مما قد يؤدي إلى استحقاقات أخرى قد تكون أحداها مذكرة اعتقال في حق الرئيس بتهمة ارتكابه جرائم إنسانية بحق شعب أعزل ، ومثل هذه الأمور غير مستبعدة إطلاقا والشواهد لدينا وخاصة في منطقتنا كثيرة .
لا أملك الكثير لمعالجة هذا الوضع ، ولكن من منطلق إحساسي وفزعي على وحدتي اليمنية التي تمثل لي أعظم أحلامي ، فأنا أطلب من الرئيس وللمرة الألف تنحيه عن السلطة وتسليمها لجهات مستقلة تقوم بمرحلة انتقالية جديدة وإعادة دستور الوحدة ووثيقة العهد والاتفاق وتنظيم انتخابات نزيهة يحيد عنها كل وسائل الفوز التي يستخدمها النظام الآن وتشكيل حكومة تعمل جاهدة للملمة كل هذه المشاكل المتأزمة ، وإلا فأن الوضع مؤهل لتمزيق البلاد أكثر من شطر ، والرئيس نفسه يعلم أن بقائه هو المشكل ،وأن رحيله هو حل ناجع ومؤكد لبقاء وحدة الوطن ، وليته يرعوي ولو لمرة واحدة ويقدم الوطن على مصالحة الشخصية .