الرئيسية - دنيا الإعلام - وجهة نظر حول موضوع الانفصال والقضية الجنوبية
وجهة نظر حول موضوع الانفصال والقضية الجنوبية
الساعة 12:00 صباحاً البديل خاصبقلم السيد المجاهد يحيى الحوثي
بسم الله الرحمن الرحيمرغم تعاطفنا مع إخواننا الجنوبيين في محنتهم، وما يواجهونه من الظلم والتهميش والقهر والحرمان والتهجير والقمع والاعتقالات وما أنزله وينزله بهم نظام الدكتاتور الفاسد علي صالح، من أنواع الظلم، ورغم تأييدنا لمطالبهم الحقة مثلهم مثل غيرهم من أبناء الوطن ، شماله وجنوبه وشرقه وغربه، الرازح تحت نير الطاغوت والطاغوتيين والظلم والظالمين، ولهم بنا في المحافظات الشمالية وما ينزله بنا هذا النظام من ظلم وقتل وتدمير وحصار، وحرمان  مثل واضح وعبرة كافية،فإننا وبقدر تعاطفنا معهم ومع كل مظلوم من أبناء شعبنا الغالي على قلوبنا ومشاعرنا في شمال البلاد وجنوبها وشرقها وغربها، فإن ذلك بقدر تمسكنا بوحدة الوطن، وتماسك الشعب، ورفضنا المطلق لفكرة الانفصال، كما نؤكد لهم بأننا نرى أن حل مشاكل اليمن كافة يكمن في إزاحة علي صالح من السلطة، وتمكين الشعب لاختيار من يحكمه، فعلي صالح هو الفساد بعينه، وهو الذي ظلم الجنوبيين وليس كل أبناء الشمال، وهو من غدر بهم ونكث مواثيق الوحدة المبرمة فيما بينه وبينهم، وتعدى الإجماع الوطني المتمثل في وثيقة العهد والاتفاق، وشنها حربا عليهم لإخراجهم من السلطة وبمساعدة الكثير من الجنوبيين، وقد كنا كارهين لتلك الحرب وعاملين على تفاديها، كما أنه هو من خان الشماليين، وظلمهم وقتلهم وتاجر بدمائهم وتراثهم وثقافتهم وفكرهم ، واختلس أموالهم، ونحن نرى أن الانفصال ليس هو الحل، فحتى لو انفصل الجنوبيون، مع بقاء علي صالح في السلطة فإنه سيعود بالجميع إلى نفس المشكلة الأولى وهو إثارة الحروب بين أبناء الوطن الواحد والشعب الواحد ويرمي الشمال والجنوب بشروره، كما كان ذلك في بداية حكمه المشئوم، ذلك لأنه يرى أن الحروب والقتل والدمار هي طريقه الوحيد في استمراره في السلطة، ورغم ما نتوقعه من شروره فيما لو انفصل الجنوبيون،إلا أنا لن نشاركه في ظلم أحد لا في الجنوب ولا في الشمال ولن نرضى بأي تصرف ظالم يمارسه ضد الجنوبيين بل وندعو كل مؤمن يخاف الله ويتقيه ويخشاه ويخافه وله به وثيقة ومسكة، أن لا ينخدع بدعوات علي صالح في ما يهيئ له الآن من حرب ضد الجنوبيين فليس له أي حق في محاسبة ومعاقبة أحد كونه طاغوت ظالم يستغل المشاعر الوطنية للخوض في دماء الشعب منذ مسك السلطة، مع أنه قد فرط في الأراضي التي سيطرت عليها السعودية فمنطلقاته ليست وطنية وإنما شخصية وأنانية، قائمة على الكراهية والحقد والعداوة،كما ندعو الأخوة الجنوبيين إلى تأجيل فكرة الانفصال إلى ما بعد ذهاب علي صالح ثم يطرحونها على قوم يعقلون، فيما إذا لم يتم إنصافهم ولم يعودوا راغبين في البقاء ضمن دولة واحدة إما فيدرالية، وهي التي نراها، أو غير فيدرالية ويتم لهم ذلك عبر استفتاء الجنوبيين أنفسهم، وذلك لئلا يتحجج بها علي صالح فيدخل الشعب في وضع مطابق للصومال، وما سيحزننا هو ما سيكون عليه الوضع فيما لو تصوملت اليمن حيث لن يكون الوبال في الاقتتال بين الرجال فقط، بل فيما سيقترن بذلك من تشرد الشعب والضعفاء في ملا جيء الدول المجاورة إن حصلوا على ذلك، وما سيلحقهم من الهوان والذلة والعار والمهانة، وما سيغرق في البحر من مسافرين منهم، فضلا عن الجوع والمرض، وكل هذه الأحوال لا يفكر فيها علي صالح ولا يستوحش من وقوعها لأنه لا يفكر إلا في نفسه وفي السلطة، علما بأننا نرى أن بمقدور الأخوة في الجنوب مواجهته الآن وطرده من بلادهم لأنهم قد توحدوا وقرروا الخروج من وضعهم البائس وهم رجال أكفياء،غير أن الاحتياط أولى، ويمكن الآن لهم تبني فكرة أن يقوموا بطرد جميع المفسدين من موظفي ومسئولي نظام علي صالح من بلادهم، ويشكلوا لجان لحفظ النظام والأمن العام ويتيحوا فرصة العودة لإخوانهم من الخارج عبر منافذ البلاد، ويقوموا بحمايتهم حتى تتشكل حكومة وحدة وطنية عبر وفاق وطني مسئول دون وضع الحدود وتبني خيار الانفصال .وعليه فإن الرأي الذي نحن مقتنعون به ونطرحه أمام شعبنا بجميع أطيافه، والذي يمثل وجهة نظرنا المتمخضة من واقع معاناة شعبنا في ما يلي:أولا : العمل على توحيد الجهود الوطنية الواعية لهول الكارثة التي يقود علي صالح البلد والشعب إليها، وتوحيد الصفوف ووجهات النظر والإمكانيات في عموم بلادنا، وتوجيهها نحو إزاحة علي صالح من السلطة، وأنا على ثقة من مقدرة تلك الجهود بعون الله تعالى على تحقيق هذا الهدف بيسر وسهولة ودون الحاجة إلى استخدام السلاح، يتشكل هذا الإتحاد من كل من الحراك الجنوبي، وإخواننا من أنصارنا في الشمال، ومن الأخوة في اللقاء المشترك إن هم مقتنعون بهذا الرأي، وكذلك الأخوة في الأطر الأخرى ممن يرى رأينا، فليس لنا أي تحفظ على أي أحد يريد الانخراط في هذه الجبهة مهما كانت توجهاته وإدلوجيته فقناعتنا أن الوطن للجميع ما دامت الحرية للجميع.ثانيا: تشكيل حكومة وحدة وطنية تشكل من الطيف اليمني بكل ألوانه، وتوجهاته، تعمل على تصريف الأعمال وحفظ النظام العام، وحفظ الأمن،تحدد مدتها بعام واحد، حتى يتفرغ الإتحاد لدراسة مستقبل الحكم ونوعه وكيفته، وصياغة مسودة الدستور ووضع الحلول الحقيقية، إما وفق وجهة نظر الأخ الأستاذ عبد الله الحكيمي،وإما وفق برنامج جبهة الإنقاذ الوطني الذي نشرناه قبل أشهر، وإما وفق وثيقة العهد والاتفاق، وإما وفقها مجتمعة. ثالثا: الدخول في استفتاء على الدستور، وفي انتخابات رآسية وبرلمانية تتحقق فيها النزاهة بما يحفظ إرادة الشعب واختياره. والله الموفق والمعينيحيى الحوثي 23/5/2009