الجمعة 29 مارس 2024 م
الرئيسية - دنيا الإعلام - منافسة بين الفوانيس المصرية والصينية في شهر رمضان
منافسة بين الفوانيس المصرية والصينية في شهر رمضان
الساعة 12:00 صباحاً متابعات / شبكة الصين

قاهرة 23 أغسطس 2009 (شينخوا) وسط المئات من الفوانيس المصرية والصينية البراقة في احدى الاسواق المحلية بالمعادي جنوب مدينة القاهرة الخالدة، جلس أبو مصطفى - صاحب احد المتاجر- في انتظار الزبائن خلال شهر رمضان المعظم.

وقال ابو مصطفى " ننتظر حلول شهر رمضان من كل عام لنحضر جميع الاشكال الممكنة من الفوانيس المزخرفة لارضاء الزبائن الذين يثقون في هذا المتجر لما يزيد على ثلاثين عاما".

وأضاف ابو مصطفى ان " هذا العام قد يفضل معظم الناس الفوانيس الصينية لانها حديثة جدا وغالبية الاطفال يحبونها. ومع ذلك ما زال بعض الناس يفضلون الفوانيس المصرية لشكلها المميز".

وقال رضا، وهو احد الزبائن الذين اتوا لشراء الفوانيس، انه يتوجه الى محل ابو مصطفى كل رمضان ليجد فانوسين مناسبين لطفليه.

وذكر رضا ان " سعر فانوس رمضان متوسط الحجم صيني الصنع يناسبني، ولذا افضل الفانوس الصيني".

وأضاف قائلا " في رمضان الحالي دفعت 35 جنيها مصريا (حوالي 6.4 دولار أمريكي) لشراء فانوس صيني وهذا سعر جيد للغاية"، مضيفا ان جودة الفانوس ممتازة ايضا بالمقارنة مع سعره المنخفض نسبيا.

ومع ذلك قال احمد، وهو متسوق آخر، انه يفضل الفانوس المصري حتى اذا لم يكن حديثا بدرجة كافية، لانه يعكس التقاليد المصرية.

واضاف احمد " لقد اشتريت فانوسا يطلق عليه اسم كرومبو وهو اسم احدى الشخصيات الكارتونية المصرية التي يحبها الاطفال في مصر، وكلفني 45 جنيها (نحو 8.2 دولار أمريكي). انه ليس غالي الثمن بشكل كبير".

وقد بدء شهر رمضان، الشهر التاسع في التقويم الهجري الاسلامي ، يوم السبت الماضي في مصر ومعظم الدول العربية والاسلامية. وخلال هذا الشهر يمتنع المسلمون عن تناول الطعام والشراب وممارسة الجنس من الفجر حتى غروب الشمس.

ورمضان ليس فقط شهر الصيام بل يشهد ايضا الكثير من الاحتفالات الخاصة من بينها شراء فوانيس للأطفال المصريين.

وقد استخدم الفانوس للمرة الاولى خلال الدولة الفاطمية (909 - 1171 ميلادية ) وهو يشبه المصباح. وتطور شكل الفانوس في القرون الماضية بدرجة كبيرة حيث اتخذ العديد من الاشكال.

وفي هذا السياق قال احمد ان " الاطفال قبل ايام من حلول شهر رمضان يشعرون بالفرحة ويطلبون الفوانيس. انهم يريدون بدء ترديد الاغاني واللعب بالفوانيس احتفالا بقدوم شهر الصيام".

وأكد ابو مصطفى ان الفوانيس الصينية في رمضان الجاري تلقى اقبالا أكبر بين الزبائن من الفوانيس المصرية التقليدية.

وتجدر الاشارة الى ان الفانوس المصري التقليدي يدوي الصنع يصنع من المعادن والزجاج الملون البراق، وهي حرفة تناقلت من جيل الى جيل. ويتم تزويد الفانوس المصري بشموع حقيقية.

وعلى الجانب الآخر تصنع الفوانيس الصينية من البلاستيك وتزود ببطاريات وتعتبر اسعارها منخفضة مقارنة بالفوانيس المحلية".

ولفت ابو مصطفى الى ان " الفوانيس التقليدية تواجه الآن تحديا تفرضه الفوانيس المزودة ببطاريات والتي تصنع في الصين وتأتي في اشكال متنوعة واحجام مختلفة. ويرى معظم الناس ان الفوانيس الصينية اكثر امنا وارخض ايضا".

ووفقا لابو مصطفى فإن الفوانيس الصينية للاستخدام المنزلي بشكل اساسي ولكن الذين يفضلون الفوانيس المصرية التقليدية فيحتاجون اليها لتعليقها في الشوارع او الفنادق او المتاجر الكبرى.

بيد ان المتعة ليست السبب الوحيد وراء رواج الفوانيس الصينية فيعتقد ان السلامة سبب مهم آخر لهذا.

فقال ابراهيم، وهو احد مشتري الفوانيس ايضا، "بالطبع افضل الفوانيس الصينية. فلم تعد الفوانيس المصرية مناسبة للاطفال لان الشموع التي توضع بداخلها واطارها الخارجي المعدني قد تجعلها تتسبب في الحاق الضرر بهم. ولكن الفوانيس الصينية تضاء ببطاريات وتصنع من البلاستيك. انها اكثر امنا للاطفال".

وعلى الرغم من المنافسة المحتدمة تعتبر سوق فوانيس رمضان في مصر كبيرة بما يكفي لرواج الفوانيس التقليدية والحديثة سواء كانت مصنوعة في الصين او في مصر او في اي مكان آخر.

ومال زال هناك زبائن مخلصين للفوانيس المصرية ومن الممكن مشاهدتها في مداخل المطاعم والفنادق والمتاجر الاخرى خلال شهر رمضان.

وفي هذا الصدد قال احد تجار الفوانيس المصرية بالسوق ان " الفوانيس المصرية تتمتع بالكثير من الشعبية ليس فقط في السوق المصرية. فانا اصدرها الى وكلاء في الاردن والامارات والسعودية. ولدي وكيل ايضا في نيويورك يعمل معي منذ 14 عاما".