الجمعة 29 مارس 2024 م
الساعة 12:00 صباحاً البديل -خاص

 عندما تمسك بزمام الأمور عصابة تظن أن البلد ميراثا ورثتة عن أجدادها فإنها تخطف وتقتل وتسرق وتصادر الممتلكات وتمارس الإرهاب بكل أشكالة ضد أي صوت معارض هنا أو هناك ، وهذا ما حدث ويحدث يوميا في اليمن ومنها احداث الخميس في صنعاء وتعز والحديدة ، حين أراد الأخ ان يقف الى جانب أخية ضد الظلم والأنتهاك والقتل ، ونحن في البديل دأبنا على إظهار الحقيقة والوقوف الى جانب المظلوم ولن نحيد عن هذا النهج فكان لنا هذا الحوار المسنجري السريع مع مقدم إعتصام تعز الأخ والزميل  أحمد شوقي أحمد.    

بلقيس :السلام عليك والحمدلله على السلامة.

احمد :وعليك السلام ،الله يسلمك . 

بلقيس :بدايةٍ ما الذي حدث يوم الخميس في الاعتصام في تعز ؟؟ وكيف تم الإعتداء عليك ؟؟

 أحمد :واللهِ ما حدث يوم الخميس هو أنه كان من المقرر أن تقوم أحزاب اللقاء المشترك باعتصام حاشد في عدد من المحافظات في الجمهورية وإحدى هذه المحافظات بطبيعة الحال هيَ محافظة تعِز، وكان الغرض من الاعتصام التضامن مع الإخوة في الجنوب ورفض عسكرته من قبل السلطات الحاكمة، والطبيعي أن آلافاً من الناس استجابت للدعوة، وكان مقرراً أن أقدم الحفل أنا.. وبوصولي إلى موقع الاعتصام شاهدتُ سيارات الإطفاء والدفاع المدنيوهم يفرقون الناس بالمياه، وكذلك عسكر من جهازي الأمن العام والشرطة العسكرية يفرقون المتظاهرين بالهراوات.. فانتشلتُ كاميرتي الفيديو وقمتُ بالتصوير وبينما كُنتُ أتنقل من مكانٍ لآخر فوجئت بأحد الجنود يركضُ مسرعاً إليّ مع تنبيه أحد المتظاهرين ومباشرةً قام بضربي والاعتداء علي وأراد أخذ الكاميرا، قُمت برميها وطلبتُ من المتظاهرينَ الذينَ لا أعرفهم أن يأخذوها، فجأني أربعة عسكر بالاعتداء عليّ وسحبي بينما تركت العسكري الذي كُنت أمسكته حتى لا يترك الكاميرا، وأخذوني في طقم عسكري إلى مديرية الأمن..  أثناء ذلك صرخت بأنني صحفي حيثُ كان البعض يحاول ضربي من جديد، وتوقفوا عن ذلك حتى وصلنا إلى إدارة أمن المديرية ودخلنا إليها، وهُناك وجدت مجموعة من الزملاء وآخرين معتقلين لا أعرفهم وقد قام العسكر بالاعتداء على أحد زملائي الموجودين في الاعتصام وهو زميل لي في الكلية يُدعى "عزام فرحان" بضرب شرس جداً، وكذلك تم الاعتداء على مجموعة من "ضاربي المرافع" من شريحة المهمشين بشكل وحشي .  

  بلقيس :بما ان الاعتقال والاعتداء عليك لم يكن قانوني ماذا حدث في مديرية الامن و على اي اساس خرجت من مديرية الامن ؟ 

أحمد :في مديرية أمن منطقة "القاهرة" تم أخذ هواتفنا السيارة والاعتداء على بعض الموجودين من زملائنا  بعدها تم تحويلنا لإدارة أمن المحافظة حيثُ تم التحقيق معنا بتُهمة مقاومة السلطات وافتعال المشاكل والمشاركة في مظاهرة غير مرخصة "رغم أن الحدث كان اعتصام وليس مظاهرة وهو مُجاز قانوناً"، وبعد ساعات جاء نائب مدير أمن المحافظة ووجه بالإفراج عن معظم المعتقلين بعد التوجيه من قبل النائب العام.

 بلقيس :هل ترى أن هذه الاعتصامات جديه ومن الممكن ان تتحول الى حراك يساند حراك الجنوب ام هي مجرد تغطيه وانقاذ للنظام ؟؟

 أحمد :مما حدَث البارحة يبدو لي هذا الاعتصام جاداً، خصوصاً من فروع أحزاب المشترك في المحافظة، حيثُ تعرضت قيادات المشترك في محافظة تعِز لاعتداءات من قبل عناصر الأمن والدفاع المدني، فتم رشّ بعض هذه القيادات بمياه الإطفاء التي أوقعت بعضهم وعرضت بعضهم لارتطامات قوية أصيبوا على إثرها - خصوصاً وان بعضهم في سنّ متقدمة - كما أن قيادات في التنظيم الناصري والمُشترك تعرضت لاعتداءات وضرب بالهِراوات وما شابه، هذا غير أن الناس عُموماً اعتدي عليهم من قبل عناصر الأمن وتمت ملاحقتهم حتى في الأزقة والحارات..من هذا نستخلص أن هناك إرادة جماهيرية فعلاً للنضال السلمي والخروج للشارع، ولا أخفيك فقد شعرتُ بأنني أجبَنُ شخصٍ حضر في هذا الاعتصام، حيثُ أنني سلمتُ نفسي وهرعتُ لإنقاذ نفسي من ذلك الضرب بدعوى أنني "صحفي" وسوف أقاضيهم على انتهاكاتهم مما دفعهم للتوقُّف، بينما أغلب الحاضرين لم تكن لهم أي صفة قد توقف العسكر من الاعتداء عليهم، وقد واجهوا عناصر الأمن بتحدٍ وشجاعة نادرين..إذا توقّفت هذه الاعتصامات ولم تستمر فهي ستكونُ فعلاً مساعَدة للنظام وأداة مبتكرة لتدجين الجماهير عبر تنفيسٍ آنيّ لغضبهم وحسب..! 

بلقيس :هل ترى أن  هذه الاعتصامات ستخفف من حدة مطالب الحراك وتعيدها الى التوازن برايك ؟؟

أحمد :لا يُهم إن كانت ستخفف أو لا.. المُهم أن تخلق تضامناً عاماً في عموم الجمهورية مع مظالم إخواننا في الجنوب، المُهم أن تحمي وحدة الشعور بالمظلمة الوطنية عموماً لدى الشماليين والجنوبيين على حدٍ سواء، المُهم أن تعمِّق وحدويتنا الأصيلة، فسكوتُنا عن ما يتعرض لهُ الوطن اليمني عموماً والجنوبيين على وجهِ الخصوص من اعتداءات وقتل يومي هوَ قمة الانفصال ويجبُ علينا الخروج وسنخرُج إن شاء الله.. سنخرُج..

 بلقيس :ماهي رؤيتك للخروج من الازمه التي يعيشها اليمن اليوم ؟؟

أحمد :لا أعتقد أن رؤيتي هيَ ما سيُخرِج اليمن من أزمته، هناك عشرات الآلاف من الدكاترة والأكاديميين والخبراء والسياسيين ورجال الاقتصاد والمال والثقافة والعِلم من هُم أعلم وأفضل وأذكى وأخبر مني بكيفية إنقاذ البلد، يكفي أن أي سلطة حاكمة "الآن أو مستقبلاً" تعودُ إليهم وتستخدمُ عصارةَ أفكارهم لإنقاذ هذا البلد ولمساعدته، وأنا كمواطِن يحبُّ هذا البلد ساقول رؤيتي في موقعي أياً كان، وإن كان من رؤية "موجَزة" وبديهية للخروج من الأزمة يمكنني قولُها فرؤيتي هيَ التخلص من نظام الحُكم بدون حِوار، بدون سفسطة، الحِوار الذي يمكن أن ينقذ البلد من الأزمة هوَ الحِوار الذي يعلُن الرئيس ونظامه على إثره استقالته من الحُكم، هذا الأجدى والأنفع، وسِوى ذلك مضيعةٌ للوقت..

 بلقيس :كلمة تود قولها؟

أحمد :أتمنى على المشترك أن يمتلك الشجاعة والقرار للاستمرار في هذه الاعتصامات، فهيَ ورقة ضغط أكيدة وناجعة، لا للمقايضة والمصالح الآنية والحوارات المُمَيَّعة بل لإنجاز التغيير الاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي والحضاري الذي يليقُ ببلدٍ عاشَ ويلاتٍ حتى أذنيه وآنَ لهُ أن يتحرر من غباء حاكميه.. أكرر: أطلبُ أن نتحرر من هذا الغباء.. يكفي وربكم.. يكفي. 

البديل

بلقيس خالد الهاشمي /محررة بقسم الأخبار