مأرب..لقاء للتعريف بمشروع تعزيز مشاركة النساء في عمليات السلام لجنة التحقيق تناقش التنسيق والتعاون مع فريق تقييم الحوادث في اليمن منتخبنا الوطني يواجه العراق في افتتاح كأس الخليج الـ26 بالكويت منتخبنا الوطني يواجه نظيره العراقي في أولى مبارياته بخليجي 26 الزُبيدي يبحث مع سفير جيبوتي تنسيق المواقف المشتركة لتأمين خطوط الملاحة الدولية "خفر السواحل" تختتم مشاركتها في النسخة الرابعة من عملية "زهرة البوصلة" عضو مجلس القيادة طارق صالح يلتقي رئيس مجلس الشورى تقرير حقوقي يكشف ارتكاب مليشيا الحوثي أكثر من 500 ألف حالة قتل خلال 10 سنوات وكيل تعز: العدالة منظومة متكاملة بين مختلف الجهات القضائية والأمنية سقطرى..تدشين مشروع ترميم المنازل بدعم من مركز الملك سلمان للاغاثة
تقترب ذكرى وفاة الرئيس جمال عبد الناصر الذى وافته المنية فى 28/9/1970 ، فجأة ، وترددت أقاويل ولاتزال تتردد عن وفاته مسموماً ، أو مقتولاً بمؤامرة أمريكية / إسرائيلية / عربية ؛ لأن الرجل كان يتمتع بصحة جيدة ، ولم يكن قد تجاوز بعد عامه الثانى والخمسين (يعنى عز الشباب) ، ورغم إشارة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل فى برنامجه الشهير بقناة الجزيرة (مع هيكل : تجربة حياة) إلى وجود مؤامرة لاغتيال عبد الناصر فى نهايات أيامه ، وكان اسمها الرمزى (دكتور عصفور) إلا أن السلطات المصرية وحتى يومنا هذا لم تفتح تحقيقاً فى هذه القضية ؛ رغم خطورتها وأهميتها .
* وبهذه المناسبة دعونا نقدم هذه الوثيقة المهمة التى تكشف عن أبعاد إحدى المؤامرات السعودية المهمة على جمال عبد الناصر ومشاركة المملكة إبان عهد الملك فيصل فى التآمر على مصر وتسببها فى هزيمة 1967 التى كانت المقدمة الحقيقية للموت المعنوى الكبير لجمال عبد الناصر ، الوثيقة عبارة عن رسالة من الملك فيصل بن عبد العزيز إلى الرئيس ليندون جونسون يوم 27 ديسمبر 1966 وقد حملت رقم 342 من أرقام وثائق مجلس الوزراء السعودى وهذا هو نصها الخطير :
" من كل ما تقدم يا فخامة الرئيس ، ومما عرضناه بإيجاز ، يتبين لكم أن مصر هى العدو الأكبر لنا جميعاً ، وأن هذا العدو إن ترك يحرض ويدعم الأعداء عسكرياً وإعلامياً ، فلن يأتى عام 1970 – كما قال الخبير فى إدارتكم السيد كيرميت روزفيلت – وعرشنا ومصالحنا فى الوجود – لذلك فإننى أبارك ما سبق للخبراء الأمريكان فى مملكتنا أن اقترحوه ، لأتقدم بالاقتراحات التالية :
1 – ان تقوم أمريكا بدعم إسرائيل بهجوم خاطف على مصر تستولى به على أهم الأماكن الحيوية فى مصر ، لتضطرها بذلك لا إلى سحب جيشها صاغرة من اليمن فقط ، بل لإشغال مصر بإسرائيل عنا مدة طويلة ، لن يرفع بعدها أى مصرى رأسه خلف القناة ، ليحاول إعادة مطامع محمد على وجمال عبد الناصر فى وحدة عربية ، بذلك نعطى لأنفسنا مهلة طويلة لتصفية أجساد المبادىء الهدامة ، لا فى مملكتنا فحسب ، بل وفى البلاد العربية ، ومن ثم بعدها لا مانع لدينا من إعطاء المعونات لمصر وشبيهاتها من الدول العربية ، اقتداءً بالقول : إرحموا شرير قوم ذل ، وكذلك لإتقاء أصواتهم الكريهة فى الإعلام .
2 – سوريا هى الثانية التى لا يجب ألا تسلم من هذا الهجوم ، مع اقتطاع جزء من أراضيها كيلا تتفرغ هى الأخرى فتندفع لسد الفراغ بعد سقوطه مصر .
3 – لابد أيضاً من الاستيلاء على الضفة الغربية وقطاع غزة ، كيلا يبقى للفلسطينيين أى مجال للتحرك ، وحتى لا تستغلهم أية دولة عربية بحجة تحرير فلسطين ، وحينها ينقطع أمل الخارجين منهم بالعودة ، كما يسهل توطين الباقين فى الدول العربية .
4 – نرى ضرورة تقوية الملا مصطفى البرزانى شمال العراق ، بغرض إقامة حكومة كردية مهمتها إشغال أى حكم فى بغداد يريد أن ينادى بالوحدة العربية شمال مملكتنا فى أرض العراق ، سواء فى الحاضر أو فى المستقبل ، علماً بأننا بدأنا منذ العام الماضى (1965) بإمداد البرزانى بالمال والسلاح من داخل العراق ، أو عن طريق تركيا وإيران .
يا فخامة الرئيس .. إنكم ونحن متضامنين جميعاً ، سنضمن لمصالحنا المشتركة ، ولمصيرنا المعلق بتنفيذ هذه المقترحات أو عدم تنفيذها ، دوام البقاء أو عدمه .
أخيراً ، انتهز هذه الفرصة لأجدد الإعراب عما أرجوه لكم من عزة ، وللولايات المتحدة من نصر وسؤدد ، ولمستقبل علاقتنا ببعض من نمو وارتباط أوثق ، وأزدهار .
المخلص : فيصل بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية " .
وحول هذه الوثيقة جاء تعقيب السيد سامى شرف الرجل الأقرب للرئيس جمال عبد الناصر طيلة الفترة الناصرية 1952 – 1970 وهذا هو نصه :
" كنت فى زيارة لإحدى البلدان العربية الشقيقة سنة 1995 ، وفى مقابلة تمت مع رئيس هذه الدولة تناقشنا فى الأوضاع بالمنطقة ، وكيف أنها لا تسير فى الخط السليم بالنسبة للأمن القومى وحماية مصالح هذه الأمة ، واتفقنا على أنه منذ سارت القيادة السياسية المصرية بدفع من المملكة النفطية الوهابية والولايات المتحدة الأمريكية ، على طريق الاستسلام ، وشطب ثابت المقاومة من أبجديات السياسة فى مجابهة الصراع العربى الصهيونى ، فقد أدى ذلك إلى هذا الحال البائس وعندما وصلنا لهذه النقطة فى النقاش ، قام الرئيس العربى إلى مكتبه وناولنى وثيقة ، وقال لى : يا أبو هشام أريدك أن تطلع على هذه الوثيقة ، وهى أصلية ، وقد حصلنا عليها من مصدرها الأصلى فى قصر الملك فيصل ، ولما طلبت منه صورة ، قال لى: يمكنك أن تنسخها فقط الآن على الأقل ، وقمت بنسخها ، ولعلم الإخوة أعضاء المنتدى (يقصد الأستاذ سامى شرف هنا أعضاء المنتدى القومى على شبكة الانترنت) فهى تطابق نص الوثيقة المنشورة فى هذا المكان ، وقد راجعت النص الموجود لدى بما هو منشور أعلاه ، فوجدتهما متطابقين ، أردت بهذا التعليق أن أؤكد رؤية مفادها أن عدوان 1967 كان مؤامرة مدبرة ، وشارك فيها للأسف بعض القادة العرب ، وقد يكون هناك أمور لاتزال خافية ستكشفها الأيام القادمة " .
رحم الله عبد الناصر العظيم ، كان وسوف يظل البعبع لأعداء العروبة والوحدة ، ولن يصح إلا الصحيح وإن طال الزمن " .
(انتهى تعقيب السيد سامى شرف) ويتبقى السؤال الأكبر والأخطر : ما مدى صحة هذه الوقائع والوثائق ؟ ولماذا لا يفتح حوار عربى حولها على الأقل لمعرفة الحقيقة ؟ ثم دعونا نسأل : هل يجوز شرعاً وعقلاً أن تسلم مصر رقبتها وسياساتها لآل سعود بعد كل هذا التآمر ؟ وهل حكام السعودية بهذه الدرجة من التآمر على مصر وحكامها هل يستحقون أن يكرموا بأن نعترف بهم رعاة للأماكن الحجازية المقدسة ؟ ولماذا لا نطالب باستقلال هذه الأماكن بعيداً عن أيديهم وبعد أن ثبت تورطهم فى العديد من القضايا المهددة لأمننا القومى العربى ؟ وإلى متى تهان مصر ولا تكشف الحقائق أمام الرأى العام خاصة وأن بعض العرب كآل سعود كانوا أقسى وأمر على مصر عبر تاريخها من آل صهيون ؟! أسئلة تحتاج إلى إجابة وقبلها إلى شجاعة فى المواجهة. والله أعلم .