الرئيسية - الأخبار - ستة ألف بندقية وصاروخ و600 ألف طلقة ضبطت في يناير.. ماذا وراء تكثيف إيران تهريب أسلحتها للحوثيين؟
ستة ألف بندقية وصاروخ و600 ألف طلقة ضبطت في يناير.. ماذا وراء تكثيف إيران تهريب أسلحتها للحوثيين؟
الساعة 06:40 مساءً الثورة نت/ خاص

 

مع مطلع فبراير الجاري أعلنت القيادة المركزية للجيش الأمريكي (سنتكوم)، عن مصادرة شحنة أسلحة إيرانية ضبطتها في خليج عدن خلال يناير، وكانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي.
الإعلان الأمريكي هو الثاني من نوعه خلال أقل من شهر، ففي 10 يناير أعلنت البحرية الأمريكية أنها تمكنت في 6 يناير من اعتراض شحنة أسلحة إيرانية أثناء محاولة تهريبها على الطريق البحري من إيران إلى مليشيا الحوثي الإرهابية.
الشحنات الإيرانية المضبوطة جاءت بالتزامن مع جهود أممية وعربية مكثفة لتحقيق السلام وإنهاء الحرب في اليمن، ومتجاوزة لقرار مجلس الأمن الدولي بحظر تصدير الإسلحة للحوثيين، ولكل الجهود الرامية لتجديد الهدنة وتحقيق السلام.
وأمام هذا التدفق الكبير للأسلحة إلى مليشيا الحوثي الإرهابية، يأتي السؤال عن السبب وراء تكثيف إيران إرسال أسلحتها للحوثيين، وماذا يعني من وجهة نظر عسكرية؟ 
جولة جديدة للحرب
وردا على هذا التساؤل يرى المحلل العسكري العميد محمد الكميم أن التفسير الطبيعي لتدفق هذه الأسلحة إلى الحوثيين أن هناك استعدادات إيرانية حوثية لجولة حرب جديدة تستهدف اليمن ودول الإقليم، باعتبار مليشيا الحوثي الإرهابية مشروع إيراني أوجدتها إيران لاستهدف اليمن والمنطقة والممرات الدولية.
وقال الكميم في حديث مع "الثورة نت" إن تهريب الأسلحة يأتي في ظل هدنة أممية ترعاها الأمم المتحدة تهدف إلى وقف الحرب والدخول في تسوية سياسية لانهاء الأزمة اليمنية.. مضيفا بأن "كل الممارسات والأعمال الحوثية تؤكد أنها تستعد لجولة حرب جديدة في إطار تنفيذ الأجندة الإيرانية التي أوجدت مليشيا الحوثي لأجلها، مثلها مثل تنظيم القاعدة وداعش الإرهابيين الذين اتضح علاقتهما بإيران واستخدمتهما لتنفيذ مشاريعها في المنطقة".
وقال العميد الكميم: "مليشيا الحوثي الإرهابية وجدت تحديداً في اليمن بهدف الإضرار بالمنطقة بشكل عام والمملكة العربية السعودية بشكل خاص، والاعتداء على مواردها النفطية لتحقيق أهداف إيران الرئيسية ، إضافة إلى الرغبة في الاستيلاء على المقدسات الإسلامية".. مضيفا بأن الهدف الاستراتيجي الإيراني هو استخدام مليشيا الحوثي في تهديد الممرات الملاحية وخلق قوة نفوذ في المنطقة، باعتبار الحوثي هو الشرطي للمشروع الإيراني في اليمن.
وأكد الكميم أن الدعم الإيراني لمليشيا الحوثي ليس جديدا، فمنذ عام 2005 ، لم يتوقف الجسر البحري، وهذا واضح للعالم كله، حيث تم القبض على عشرات الشاحنات في البحر والممرات المائية وعشرات شاحنات من الأسلحة عبر المنافذ البرية وفي النقاط العسكرية بين المحافظات وهي في طريقها إلى الحوثيين.
وتابع: "قبل نحو 18 عاماً كانت إيران ولا تزال تدعم وكلائها الحوثيين لتحقيق أهدافها المعروفة، وبالتأكيد فإن أي حديث عن السلام مع تلك الميليشيات أو التفاوض معها لا قيمة له، وهو مضيعة للوقت وتسهيل لمهام الحوثي في إعادة ترتيب أوراقه، لأن مليشيا الحوثي ليس لديها أي نوايا صادقة ، خاصة إذا ما نظرنا إلى طبيعة مليشيا الحوثي التي نشأت من خلال الحرب وستستمر في الحرب، والسلام ليس مدرج في أدبياتها".
وقال إن السلام من وجهة نظر مليشيا الحوثي هو استسلام، وكل الجهود التي جرت بالفعل منذ الحروب الأولى لم تؤد إلى نتيجة، وكل الاتفاقات التي تم توقيعها فشلت، ولم يلتزم الحوثي بأي بند من تلك الاتفاقات التي وقع عليها، فقط يستغل تلك الإتفاقيات لتحقيق مكاسب سياسية واستغلال أي هدنة ومفاوضات لفرض سيطرته على الأرض وأكبر دليل على ذلك هي الهدنة الأخيرة.
وأشار العميد الكميم إلى مفاوضات استوكهولم وما سبقها من مفاوضات الكويت، وغيرهما، فبدلا من الالتزام بمخرجات تلك المفاوضات والإتفاقات التي وقعت عليها، انقلبت على بنود تلك الاتفاقات بل واستخدمتها لإعادة ترتيب أوراقها عسكرياً، وتكريس قبضتها الحديدية على المناطق التي يسيطر عليها وفرض أفكاره الطائفية.
وأكد أن الميليشيات تستغل المفاوضات فقط للمماطلة والتضليل لغرض استغلال الوقت ، وهذا جزء من حربها في التكتيك والخداع ، وهي طريقة إيرانية معروفة لتعقيد المفاوضات حتى تصل إلى هدفها.. معتبرا أن من المستحيل على مليشيات الحوثي الإرهابية الخضوع للسلام.
وتساءل: هل استطاع العالم إقناع القاعدة وداعش بتسليم أسلحتهما عبر المفاوضات أو على إخضاعهما للسلام؟ الحوثي أشد إرهابا بكثير من هذه الجماعات الإرهابية، وإرهابه يسبق إرهابها بمراحل، وكل التجارب أثبتت أن الحوثي لايمكنه المضي في تحقيق السلام".
أكذوبة التصنيع العسكري
فضلا عما سبق يرى العميد الكميم أن هذه الشحنات المكتشفة من الأسلحة الإيرانية المهربة للحوثيين تثبت أكذوبة التصنيع العسكري الحوثية، فلو كانت مليشيا الحوثي هي من تصنع الأسلحة، فما حاجتها لأن تقوم إيران بتهريب كل هذه الأسلحة إليها.
وأكد الكميم أن مليشيا الحوثي الإرهابي تستخدم أكذوبة التصنيع الحربي للتستر على الشحنات الإيرانية من الاسلحة التي تصل إليها ، بالإضافة إلى استخدامها المكثف للمركبات العسكرية والذخيرة في جبهاتها ، وهذا يؤكد أن الحوثي لديه مخزون ضخم من الأسلحة والإمدادات الإيرانية التي تصل إليه.
وتدعي مليشيا الحوثي أنها تمتلك مصنعا للتصنيع الحرب للأسلحة المختلفة بما فيها الصواريخ البالستية، وهو الأمر الذي يكذبه شحنات الأسلحة الإيرانية المستمرة لمليشيا الحوثي بحسب الكميم.
يذكر أن كمية الشحنتين المضبوطة خلال يناير في عرض بلغت 5116 بندقية هجومية و578 طلقة، و23 صاروخا مضاد للدبابات، فضلا عن كميات الأسلحة المهربة التي نجحت في العبور والوصول إلى الحوثيين.