الرئيسية - الأخبار - عرس جمهوري كبير.. هكذا استقبلت مارب المحرريين من سجون مليشيا الحوثي
عرس جمهوري كبير.. هكذا استقبلت مارب المحرريين من سجون مليشيا الحوثي
الساعة 12:30 صباحاً الثورة نت/ خاص

في الساعة الحادية عشر من ظهر الأحد (16 ابريل)، حطت الطائرة الأولى للصليب الأحمر في مطار تداوين بمحافظة مارب، تلتها أخرى، تحملان على متنهما 89 أسيراً ومختطفاً لدى مليشيا الحوثي وفي مقدمتهم الصحفيين الأربعة الذين حكمت عليهم المليشيا بالإعدام في أبريل 2020م، إضافة إلى نجل نائب رئيس الجمهورية السابق علي محسن صالح.
وكان في استقبال الأسرى والمختطفين المحررين في ساحة المطار عدد من القيادات العسكرية والأمنية والمدنية والشخصيات الإجتماعية، إضافة إلى أهالي المحررين وذويهم ومحبيهم الذين احتشدوا منذ ساعات الصباح الأولى.

شموخ النصر
كان مطار تداوين نقطة الوصول الأولى للأسرى والمختطفين المحررين من سجون مليشيا الحوثي، وفيه جرت مراسم الاستقبال الرسمية لهم بحضور شعبي كثيف، كمقدمة لسلسلة احتفالات لاحقة رسمية وشعبية حاشدة في مدينة مارب.
ومنذ اللحظة الأولى لهبوطهم سلم الطائرة، هتف الأسرى والمختطفين "بالروح بالدم نفديك يا يمن" رافعين شعار النصر، وخروا سجداً لله على أرض المطار شاكرينه على نعمة الخلاص من زنازين أحفاد الإمامة.
وجرى استقبال المحررين على السجاد الأحمر وعلى أنغام الموسيقى العسكرية كدليل على ما يمثّلونه من رمزية عالية للحرية وقيمة نضالية وطنية تحدّت سطوة السجان الغاشم لسنوات دون أي تفريط في القيم والثوابت الوطنية.
وفي المطار أيضاً، صافح الأحرار مستقبليهم من المسؤولين الحكوميين والأصدقاء والمحبين، وعانقوا أهاليهم وذويهم على وقع هتافات الجماهير بالشعارات الوطنية وتهاني الحرية والنصر على العدمية الحوثية.

فرحة عارمة وعرس جمهوري
وكيل وزارة الإعلام الأستاذ احمد ربيع، كان في طليعة المستقبلين للمحررين، قال في تدوينة على حسابه بتويتر: فرحة غمرتنا ونحن نستقبل في مطار تداوين بمأرب المحررين من سجون المليشيا وعلى رأسهم الزملاء الصحفيين الأربعة: أكرم الوليدي، توفيق المنصوري، عبدالخالق عمران، حارث حميد.
ووصف ربيع، هذا اليوم بأنه "يومًا جمهوريًا عتيدًا، اختلطت فيه بهجة الفرح مع الدموع". وأضاف معلقاً على مشاهد استقبال العائلات لأبنائها: "بكى قلبي فرحًا، وسكبت عيناي دمعا، وخرجت من بين تلك المشاهد أن ملف الاسر والاحتجاز يجب أن ينتهي الكل مقابل الكل، ويعود كل مغبون إلى أسرته لتنعم به".
ومن جانبه، وصف الصحفي صالح يحيى، مشهد الاستقبال بأنه "مهيبًا ومهمًا"، وقال إن "تلك اللحظات لا يمكن وصفها واختزالها بالكلمات، فابتسامة أمهات وأطفال وأهالي المختطفين والأسرى المختلطة بدموعهم لا يمكن التعبير عنها بالكلمات".
وعن الحضور الجماهيري والتفاعل الرسمي والشعبي، قال صالح، وهو أحد الصحفيين الذين شاركوا في تغطية مراسم الاستقبال، إن ما حدث كان عرساً وطنياً طغت فيه القيم الوطنية والمبادئ الإنسانية وكانت لوحة لم تشهدها البلاد من قبل، معتبراً مارب مصنع الحرية ومنبع الكرامة والقيم الوطنية، وعاش هذه المعاني كل اليمنيين المتواجدين في مارب من أنحاء الجمهورية.
وعن المحررين، قال إنه رغم ما واجهوه من معاناة وانتهاكات خلف القضبان وتحت سياط الجلاد طيلة سنوات، وهو ما ظهر على تجاعيدهم وملامحهم، إلا أن جميعهم ظهروا كأبطال كبار وشامخين يلقون التحايا الوطنية على الجماهير المستقبلة تحية الفاتحين المنتصرين الذين لم تفت في عزيمتهم وهممهم ومعنوياتهم عذابات السجون البدنية والنفسية التي أمعن فيها الجلاد أملاً في كسر إرادتهم الوطنية وقيمهم الإنسانية.

تنظيم وترتيب وخدمات نوعية
وعبر المتابعون عن إعجابهم لمستوى الترتيب والتنظيم الذي وجدوه في مطار تداوين سواء من حيث المساحة الواسعة والمريحة لحركة الطائرات والطواقم الطبية والإسعافية ومركبات النقل وحركة طواقم الأخرى، وتسهيل تنقل العائلات والمستقبلين.
إضافة إلى التجاوب والتعاون اللائق الذي أظهرته الحشود الجماهيرية مع لجان التنظيم والاستقبال، رافعين أعلام الجمهورية في أرجاء المطار.
وكانت السلطة المحلية بمارب قد وفّرت مستشفى ميداني، وعشرات الإسعافات والطواقم الطبية للاستجابة العاجلة لأي طارئ، إضافة إلى توفير المخيمات الميدانية المكيّفة لراحة المحررين والمستقبلين، وكذا باصات النقل المريحة لنقلهم إلى المدين.

لحظات إنسانية عميقة
وكان المشهد المهيب هو لقاء المحررين بعائلاتهم في أرضية المطار، والتي طغت عليها مشاعر الفرح المختلطة بالدموع، معلنة انتهاء معاناة سنوات من الألم والمعاناة للمختطفين ولأسرهم جسدياً ونفسياً ومادياً.
وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، صور ومشاهد توثّق لحظات لقاء العائلات بذويها للمرة الأولى منذ سنوات، مشيدين باللفتة الإنسانية لمحافظة مارب التي سهّلت لقاء العائلات في أجواء إيجابية، ومنددين بجريمة المليشيا الحوثية الإرهابية في إخفاء اليمنيين لسنوات دون أي اعتبار لقوانين حقوق الإنسان وعادات وتقاليد وأخلاق اليمنيين.

احتفالات مستمرة
وبعد انتهاء مراسم الاستقبال في تداوين، جرى نقل المحررين وعائلاتهم إلى مقر إقامتهم بمدينة مارب، واحتشد جموع الجماهير لتحيتهم على جنبات الطريق والشوارع لعشرات الكيلوهات، وساروا بالسيارات وعلى الأقدام يزفون المحررين ويباركون حريتهم، مبتهجين بحريتهم ولم شملهم مع أسرهم، وتقديرًا للتضحيات التي قدموها من أجل الوطن والشعب.
وفي المساء، شهدت مدينة مارب حفلاً خطابياً وفنياً نظمته مؤسسة الأسرى والمحتجزين برعاية مجلس القيادة الرئاسي، احتفاءً بتحرير الأبطال من سجون المليشيا الحوثية وتعبيراً عن الامتنان والشكر لثباتهم الأسطوري أمام الإرهاب الحوثي.