الرئيسية - صحف - كرة القدم توحد اليمنيين رغم الحرب وانتهازية الحوثيين
كرة القدم توحد اليمنيين رغم الحرب وانتهازية الحوثيين
الساعة 11:35 مساءً الثورة نت/ وضاح الجليل

تبرز كرة القدم متنفساً شبه وحيد يجلب لليمنيين شيئاً من السعادة والفرح، إذ تحقق إنجازات المنتخبات الوطنية مشاعر وحدة جماعية وسط الأزمة الإنسانية والانقسام المجتمعي اللذين صنعهما الحرب، ويجري التعويل على استغلالها لتعزيز الوحدة الوطنية، في حين تقف الجماعة الحوثية ضد كل ذلك.

وبينما كانت جموع اليمنيين في مختلف المحافظات المحررة أو المختطفة تحتفل بفوز المنتخب الوطني للناشئين ببطولة غرب آسيا لكرة القدم، كانت الجماعة الحوثية تحرّض على استغلال هذا الفوز للترويج لأجندتها، بالتزامن مع بث خطاب لزعيم الجماعة يهدد فيه بمزيد من التصعيد في البحر الأحمر.

ودعا قادة حوثيون إلى تحويل فوز منتخب الناشئين ببطولة غرب آسيا مناسبة للاحتفال بممارسات الجماعة وادعاءاتها، واستغلال الإنجاز الرياضي للدعاية لمشروع الجماعة بوصفها صاحبة الفضل فيه من جهة، واستخدامه في النكاية بخصوم الجماعة داخليا وخارجيا.

وأعلن محمد علي الحوثي ابن عم زعيم الجماعة أنه سيجري الاحتفال بالمنتخب على السفينة "غالاكسي ليدر" التي اختطفتها الجماعة في الـ19من نوفمبر الماضي، والتضامن خلال الاحتفال مع قطاع غزة، كما أبدى الاستعداد للاحتفال بالمنتخب على الأراضي العمانية حيث أقيمت البطولة.

من جهته، زعم القيادي الحوثي الموجود على الأراضي العمانية كمال الشريف أن المنجز الذي حققه منتخب اليمن للناشئين للمرة الثانية يأتي بعد الجهود والرعاية التي قدمتها الجماعة الحوثية لإعداد ودعم المنتخب ومواجهة الصعوبات والتحديات التي تسببت بها الحرب.

وعلى عكس مزاعم الشريف؛ فإن الحكومة الشرعية، ورغم ظروف الحرب والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها بسبب اعتداء الجماعة الحوثية على موانئ تصدير النفط؛ قدمت دعماً كبيراً لمختلف المنتخبات الوطنية من أجل المشاركات الخارجية.

إشادة رئاسية
أشاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بالدعم الذي قدمته الجهات المعنية لتحقيق هذا الفوز المستحق، بدءا بوزارة الشباب والرياضة، وقيادة الاتحاد اليمني لكرة القدم، والسلطة المحلية في محافظة حضرموت التي استضافت المعسكرات التدريبية للمنتخب.

وهنأ العليمي بعثة المنتخب الوطني للناشئين باسمه وأعضاء المجلس، والحكومة، منتخب الناشئين بالفوز الغالي في البطولة الآسيوية بوصفه إنجازا كرويا جديدا للمنتخبات الوطنية، رغم كل ظروف الحرب القاهرة، موجها بتكريم أبطال غرب آسيا بما يليق بمنجزهم وتقديم الدعم والرعاية لهم ليصبحوا منتخباً واعداً في مختلف المحافل الرياضية.

وعد هذا الفوز سببا في الفرحة الشعبية العارمة، وتوحيدا لليمنيين حول أهمية الإبداع، وإطلاق الحريات للطاقات الشبابية في مختلف المنافسات كسبيل أمثل لتعزيز حضور اليمن الخلاق في محيطيه الإقليمي والدولي، مشيداً بالروح التنافسية العالية التي تحلى بها وصيف البطولة المنتخب السعودي الشقيق.

ويؤكد فرحان ثابت المنتصر، مدير عام الإدارة العامة للاتحادات والأندية في وزارة الشباب والرياضة على ما جاء في تهنئة الرئيس العليمي، فإنجازات المنتخب الوطني للناشئين تأكيد على وجود المواهب والإبداعات التي تحتاج إلى وجود دولة راعية وفي ظروف استقرار تسمح بتوفير كامل الدعم والتأهيل عبر المؤسسات وضمن فرص متساوية.

وقال المنتصر لـ"الشرق الأوسط" إن الحكومة اليمنية، وعبر وزارة الشباب والرياضة، حافظت على وحدة الفعل الرياضي من خلال قرار التمديد للهيئات والمؤسسات الرياضية حتى تقام انتخابات الاتحادات في ظل استقرار وجو آمن لاستمرار الأنشطة الرياضية، ما ساهم في استمرار هذه الأنشطة ومشاركة المنتخبات الوطنية خارجيا.

ونوه إلى أن الحكومة لا تقف وحدها خلف إنجازات ونجاحات المنتخبات الوطنية للفئات العمرية، بل إن هناك جهات مجتمعية كثيرة لديها إسهامات في هذه النجاحات.

وانتقد المنتصر استغلال الجماعة الحوثية لنجاحات المنتخبات الوطنية سياسيا ودعائيا، والسعي لتلميع صورتها، مشيراً إلى أنها لا تقدم للمنتخبات الوطنية أي دعم، ولا تظهر إلا عند تحقيق الإنجازات لاستثمارها لصالح مشروعها.

نهب الموارد وتصعيد عسكري
نبه المسؤول اليمني إلى أن الجماعة الحوثية تستحوذ على جميع الموارد المالية الخاصة بوزارة الشباب والرياضة من خلال سيطرتها على مؤسسات الدولة منذ عام 2015، ولا تقدم للمنتخبات الوطنية أي دعم مالي من خلال هذه المؤسسات.

ووفقاً للمسؤول الرياضي؛ فإن موارد صندوق النشء والشباب تجاوزت 9 مليارات ريال يمني (الدولار يساوي 530 ريالا في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، و1530 ريالا في المناطق المحررة)، ولا يعلم مصير هذه الإيرادات التي لا تحصل المنتخبات الوطنية على أي دعم منها، في حين لا تحصل وزارة الشباب والرياضة في الحكومة الشرعية سوى على أقل من مليار ريال يمني، وتسعى إلى تقديم الدعم الممكن للمنتخبات.

واستغلت الجماعة الحوثية الاحتفالات بتتويج المنتخب الوطني للناشئين ببطولة غرب آسيا للتصعيد العسكري وتحقيق اختراقات في عدد من الجبهات.

وتحدث المركز الإعلامي لمحور تعز عن اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش وميليشيات الحوثي، شمال غربي مدينة تعز، حيث أفشلت قوات الجيش محاولة تسلل للميليشيا في جبهة الدفاع الجوي.

ويرى الصحافي وسام السامعي أن الجماعة الحوثية عادة ما تحتفل بمثل هذه المنجزات على طريقتها، فهي تسعى لتحقيق مكاسب سواء عسكرية أو سياسية على حساب فرحة المجتمع المسروقة من رحم المعاناة على حد وصفه، مدللاً على ذلك بمحاولة التسلل إلى مواقع "الدفاع الجوي" في تعز، رغم ما يجري من جهود دولية وإقليمية للتسوية السياسية واستمرار الهدنة برعاية مختلف الأطراف الفاعلة.

ويضيف السامعي لـ"الشرق الأوسط" أن سياسة الجماعة مبنية على استثمار الفرص، ولا يعنيها فرح أو حزن، ولا تهمها غزة أو تعز، بل على العكس من كل ذلك؛ يغيظها توحد الناس وإن كان هذا التوحد حول كرة القدم، ولذلك تُسارع دائما إلى إعادة رسم الحدود بكل الطرق.


*الشرق الأوسط