الرئيسية - الأخبار - الحوثيون‭ ‬يغيرون‭ ‬كنية ‬الحديدة‭ ‬من‭ ‬‭"‬عروس‭"‬‭ ‬إلى‭ ‬‭"‬حارس‭"‬ ‬وأمريكا‭ ‬تقتفي‭ ‬الأثر 
الحوثيون‭ ‬يغيرون‭ ‬كنية ‬الحديدة‭ ‬من‭ ‬‭"‬عروس‭"‬‭ ‬إلى‭ ‬‭"‬حارس‭"‬ ‬وأمريكا‭ ‬تقتفي‭ ‬الأثر 
الساعة 05:22 مساءً تقرير/ منصور أحمد

لكي‭ ‬تتوافق‭ ‬الخطط‭ ‬في‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬المياه‭ ‬الاقليمية‭ ‬والممرات‭ ‬المائية‭ ‬اليمنية،‭ ‬سارعت‭ ‬مليشيا‭ ‬الحوثي‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬كنية‭ ‬محافظة‭ ‬الحديدة‭ ‬من‭ "‬عروس‭" ‬إلى‭ "‬حارس‭"‬،‭ ‬لتأتي‭ ‬امريكا‭ ‬بعد‭ ‬شهرين‭ ‬لتشكل‭ ‬تحالف‭ ‬بحري‭ ‬لتطلق‭ ‬عليه‭ ‬نفس‭ ‬الاسم‭ ‬المستحدث‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحوثيين‭ ‬لمحافظة‭ ‬الحديدة،‭ ‬لتسميه‭ ‬حارس‭ ‬ازدهار‭ ‬البحر‭ ‬الاحمر‭. ‬
واصلت‭ ‬إيران‭ ‬ومليشياتها‭ ‬الحوثي‭ ‬الارهابية‭ ‬استعداداتها‭ ‬لمعركة‭ ‬وعسكرة‭ ‬البحر‭ ‬الاحمر‭ ‬ومضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬عند‭ ‬ذلك،‭ ‬وانما‭ ‬تجاوز‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬انهم‭ ‬غيروا‭ ‬اسم‭ ‬محافظة‭ ‬الحديدة،‭ ‬ويطلق‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬السابق‭ (‬عروس‭ ‬البحر‭ ‬الاحمر‭)‬،‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬قيادة‭ ‬جماعة‭ ‬الحوثي‭ ‬قبلها‭ ‬بيومين‭ ‬فقط‭- ‬أي‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬28سبتمبر‭/ ‬ايلول‭ ‬الماضي،‭ ‬قد‭ ‬وجهوا‭ ‬بتغيير‭ ‬كنيتها‭ ‬هذه‭ ‬إلى‭ ‬”محافظة‭ ‬الحديدة‭ ‬حارس‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر“،‭ ‬وفقا‭ ‬لما‭ ‬كشفته‭ ‬وثيقة،‭ ‬نشرتها‭ ‬شبكة‭ ‬”الملصي“‭ ‬الإخبارية‭ ‬التابعة‭ ‬للجماعة‭"‬،‭ ‬والمتضمنة‭ ‬توجيهات‭ ‬صادرة‭ ‬عن‭ ‬قيادة‭ ‬جماعة‭ ‬الحوثي‭- ‬المدعو‭ ‬مهدي‭ ‬المشاط‭- ‬وجه‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالسلطة‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬الحديدة‭ ‬بتغيير‭ ‬اسم‭ ‬المحافظة‭ ‬في‭ ‬الإكليشات‭ ‬الرسمية‭ ‬للمذكرات‭ ‬والمراسلات،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إضافة‭ ‬”حارس‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر“،‭ ‬للاسم‭ ‬الرسمي‭ ‬لمحافظة‭ ‬الحديدة‭ ‬المطلة‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الاحمر،‭ ‬والخاضعة‭ ‬لسيطرة‭ ‬الجماعة‭.‬
وأثار‭ ‬تغيير‭ ‬كنية‭ ‬محافظة‭ ‬الحديدة‭ ‬من‭ "‬عروس‭" ‬البحر‭ ‬الاحمر‭ ‬إلى‭ ‬حارس‭ ‬البحر‭ ‬الاحمر،‭ ‬تساؤلات‭ ‬ناشطي‭ ‬الجماعة،‭ ‬عن‭ ‬الاسباب‭ ‬والدوافع،‭ ‬لتغيير‭ ‬مسمى‭ ‬الحديدة‭ ‬من‭ ‬عروس‭ ‬إلى‭ ‬حارس،‭ ‬وهل‭ ‬يدخل‭ ‬ضمن‭ ‬التغييرات‭ ‬الجذرية‭ ‬التي‭ ‬أعلن‭ ‬عنها‭ ‬زعيم‭ ‬الجماعة‭. ‬بينما‭ ‬علق‭ ‬ساخرا‭ ‬الأكاديمي‭ ‬الموالي‭ ‬للجماعة‭ "‬علي‭ ‬ناصر‭ ‬الشريف‭" ‬بالقول‭: ‬“عاد‭ ‬كان‭ ‬معانا‭ ‬عروس‭ ‬نتشوف‭ ‬لها،‭ ‬الآن‭ ‬عسكروا‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬عروس‭ ‬البحر”،‭ ‬داعيا‭ ‬إلى‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬عسكرة‭ ‬الحديدة‭.‬
وأردف‭ ‬“الشريف”‭ ‬متهكما‭: ‬الحديدة‭ ‬عروس‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭! ‬نرجوكم‭ ‬حافظوا‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المسمى‭ ‬الذي‭ ‬يحيي‭ ‬نفوسنا‭! ‬أصبحنا‭ ‬نعاني‭ ‬من‭ ‬جفاف‭ ‬عاطفي‭ ‬بسبب‭ ‬عسكرتكم‭ ‬للحياة‭.‬
غير‭ ‬أن‭ ‬وكيل‭ ‬محافظة‭ ‬الحديدة‭ ‬وليد‭ ‬القديمي،‭ ‬أكد‭ ‬في‭ ‬1‭ ‬أكتوبر‭/ ‬تشرين‭ ‬الأول،‭ ‬عن‭ ‬”دور‭ ‬إيراني“‭ ‬وراء‭ ‬تغيير‭ ‬جماعة‭ ‬الحوثي‭ ‬الارهابية،‭ ‬مسمى‭ ‬محافظته‭ ‬من‭ ‬”عروس‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر”‭ ‬إلى‭ ‬حارس‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭".‬
وقال‭ ‬”القديمي“،‭ ‬لموقع‭- ‬”يمن‭ ‬ديلي‭ ‬نيوز“‭ ‬المستقل‭: ‬إن‭ ‬”المشاط‭ ‬أثناء‭ ‬زيارته‭ ‬لمحافظة‭ ‬الحديدة،‭ ‬ذكر‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬أن‭ ‬محافظة‭ ‬الحديدة‭ ‬حارس‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬ووجه‭ ‬باعتماد‭ ‬هذا‭ ‬الاسم“،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المسمى‭ ‬”لم‭ ‬يأت‭ ‬من‭ ‬فراغ“،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬التسمية‭ ‬الحوثية‭ ‬الجديدة‭ ‬”جاءت‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬توجيهات‭ ‬إيرانية،‭ ‬حيث‭ ‬يسعى‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تغيير‭ ‬المسمى،‭ ‬لتنفيذ‭ ‬أجندة‭ ‬الثورة‭ ‬الخمينية‭ ‬عبر‭ ‬ذراعه‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬المتمثل‭ ‬بمليشيا‭ ‬الحوثي“‭.‬
وعن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬تغيير‭ ‬تسمية‭ ‬الحديدة‭ ‬قال‭ ‬”القديمي“‭: ‬إن‭ ‬إيران‭ ‬والحوثيين‭ ‬”يريدون‭ ‬أن‭ ‬يثبتوا‭ ‬أنهم‭ ‬هم‭ ‬يتحكمون‭ ‬بالممر‭ ‬التجاري‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬وخصوصاً‭ ‬بعد‭ ‬استعراضهم‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬السبعين،‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬الزوارق‭ ‬المفخخة‭ ‬المسيرة‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬السفن‭ ‬التجارية‭ ‬والممر‭ ‬التجاري‭ ‬الدولي‭".‬
وقال‭ ‬الوكيل‭ ‬”القديمي”‭: ‬إن‭ ‬الحوثيين‭ ‬مستمرون‭ ‬وبشكل‭ ‬كبير‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬الاعداد‭ ‬والتدريب‭ ‬لاستهداف‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المشروع‭ ‬الإيراني‭ ‬الهادف‭ ‬إلى‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الممر‭ ‬التجاري‭ ‬الدولي‭ ‬العالمي‭ ‬الرابط‭ ‬بين‭ ‬تجارة‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب،‭ ‬والذي‭ ‬يعتبر‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الممرات‭ ‬التجارية‭ ‬المائية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬ويمر‭ ‬فيه‭ ‬70‭ ‬من‭ ‬صادرات‭ ‬النفط‭ ‬إلى‭ ‬العالم“‭.‬
وهذا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يجهله‭ ‬ناشطو‭ ‬الجماعة‭ ‬وغالبية‭ ‬من‭ ‬اليمنيين،‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التغيير‭ ‬الذي‭ ‬اجرته‭ ‬مليشيا‭ ‬الحوثي‭ ‬يسير‭ ‬وفق‭ ‬مخطط‭ ‬مدروس‭ ‬ومزمن،‭ ‬وبعلم‭ ‬اللاعبين‭ ‬الكبار‭ ‬المتحكمين‭ ‬بالسياسة‭ ‬الدولية‭ ‬ولعبة‭ ‬عصبة‭ ‬الامم‭ ‬والشعوب،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمة‭ ‬هؤلاء‭ ‬أمريكا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬واللتان‭ ‬كانتا‭ ‬تديران‭ ‬اللعبة‭ ‬بهدوء‭ ‬وعلى‭ ‬نار‭ ‬هادئة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جاءت‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬وطوفان‭ ‬الاقصى‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬اكتوبر‭ ‬الماضي،‭ ‬لتعطي‭ ‬لإيران‭ ‬ومليشياتها‭ ‬الضوء‭ ‬الاخضر‭ ‬الانطلاق‭ ‬والبدء‭ ‬في‭ ‬القرصنة‭ ‬السفن‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الاحمر،‭ ‬واثارة‭ ‬الزوبعات‭ ‬والفرقعات‭ ‬الإعلامية‭ ‬الصاخبة،‭ ‬وتهديد‭ ‬خطوط‭ ‬الملاحة‭ ‬والتجارة‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬البحر،‭ ‬لأجل‭ ‬صرف‭ ‬انظار‭ ‬العالم‭ ‬و‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الدولي‭ ‬عن‭ ‬جرائم‭ ‬الاحتلال‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬اشعار‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬بأن‭ ‬صادراتهم‭ ‬النفطية‭ ‬وتجاراتهم‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الاحمر‭ ‬في‭ ‬خطر،‭ ‬لكي‭ ‬يستجيب‭ ‬للنداءات‭ ‬البريطانية‭ ‬الامريكية‭ ‬المطالبة‭ ‬بتشكيل‭ ‬قوات‭ ‬بحرية‭ ‬وتحالف‭ ‬دولي‭ ‬متعدد‭ ‬الجنسيات‭ ‬تقوده‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الامريكية‭ ‬لتأمين‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الاحمر‭ ‬وشن‭ ‬عملية‭ ‬عسكرية‭ ‬للرد‭ ‬على‭ ‬هجمات‭ ‬جماعة‭ ‬الحوثيين‭ ‬على‭ ‬السفن‭ ‬في‭ ‬جنوب‭  ‬البحر‭ ‬الاحمر‭ ‬وخليج‭ ‬عدن،‭ ‬أو‭ ‬المتجه‭ ‬إلى‭ ‬اسرائيل‭ ‬او‭ ‬المرتبطة‭ ‬بإسرائيل‭- ‬حد‭ ‬زعم‭ ‬الجماعة‭. ‬وظل‭ ‬المسؤولون‭ ‬العسكريون‭ ‬والسياسيون‭ ‬الأمريكيون‭ ‬والبريطانيين،‭ ‬لنحو‭ ‬شهر‭ ‬ونصف‭ ‬منذ‭ ‬ان‭ ‬شن‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬مكوكية‭ ‬ومشاورات‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬منهم‭ ‬اقناع‭ ‬زعماء‭ ‬وقادة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬بضرورة‭ ‬المشاركة‭ ‬والانضمام‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬التحالف‭ ‬الذي‭ ‬يجري‭ ‬الترتيب‭ ‬لإعلانه‭..‬
حتى‭ ‬جاء‭ ‬يوم‭ ‬19‭ ‬ديسمبر‭ ‬2023‭ ‬الماضي،‭ ‬وعقب‭ ‬زيارة‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الامريكي،‭ ‬لويد‭ ‬أوستن،‭ ‬معلنا‭ ‬رسميا‭ ‬من‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬إشهار‭ ‬تحالف‭ ‬اسماه‭ "‬تحالف‭ ‬حارس‭ ‬الازدهار‭" ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الاحمر،‭ ‬والذي‭ ‬قال‭: ‬ان‭ ‬الحلف‭ ‬تشكل‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬المشتركة‭ ‬وقيادة‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬153‭ ‬كرد‭ ‬على‭ ‬الهجمات‭ ‬التي‭ ‬تشنها‭ ‬القوات‭ ‬الموالية‭ ‬للحوثيين‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬ضد‭ ‬السفن‭ ‬المرتبطة‭ ‬بإسرائيل‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬بهدف‭ ‬وقف‭ ‬الحرب‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬ودخول‭ ‬احتياجات‭ ‬القطاع‭ ‬من‭ ‬الغذاء‭ ‬والدواء‭.‬
هل‭ ‬هذا‭ ‬التوافق‭ ‬بين‭ ‬جماعة‭ ‬الحوثيين‭ ‬الايرانية‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬وبين‭ ‬رعاة‭ ‬هذه‭ ‬الجماعة‭ ‬الارهابية‭ ‬اداة‭ ‬لمشروعها‭ ‬الايراني‭ ‬التوسعي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭- ‬بريطانيا‭ ‬وامريكا‭- ‬جاء‭ ‬هكذا‭ ‬صدفة‭ ‬أو‭ ‬اعتباطا،‭ ‬بأن‭ ‬تقدم‭ ‬جماعة‭ ‬الحوثي‭ ‬اواخر‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬وبصورة‭ ‬عاجلة‭ ‬وسريعة،‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬تسمية‭ ‬او‭ ‬كنية‭ "‬عروس‭" ‬البحر‭ ‬الاحمر‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يطلق‭ ‬على‭ ‬محافظة‭ ‬الحديدة‭ ‬إلى‭" ‬حارس‭" ‬البحر‭ ‬الاحمر،‭ ‬ليتوافق‭ ‬هذا‭ ‬التغيير‭ ‬مع‭ ‬اسم‭ ‬التحالف‭ ‬الذي‭ ‬اشهرته‭ ‬امريكا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬بقيادة‭ ‬الاولى،‭ ‬وايضا‭ ‬بنفس‭ ‬الطريقة‭ ‬وبصورة‭ ‬عاجلة،‭ ‬وبنفس‭ ‬الاسم‭ ‬والمصطلح‭ "‬حارس‭" ‬الازدهار‭  ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الاحمر‭.. ‬
استحالة‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬الامر‭ ‬محظ‭ ‬صدفة،‭ ‬وانما‭ ‬المشروع‭ ‬مخطط‭ ‬له،‭ ‬منذ‭ ‬أمد،‭ ‬لكن‭ ‬تسارع‭ ‬الاحداث‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وتسريع‭ ‬الفصائل‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بقيادة‭ ‬حماس‭ ‬وعملية‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬اكتوبر،‭ ‬اربكت‭ ‬الحسابات‭ ‬وخلطت‭ ‬اوراق‭ ‬حلفاء‭  ‬المخططات‭ ‬والمشاريع‭ ‬المشبوهة،‭ ‬فسارعوا‭ ‬إلى‭ ‬تجميع‭ ‬اوراقهم‭ ‬والشروع‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬كل‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يخصه،‭ ‬لتتابع‭ ‬الاجراءات‭ ‬التنفيذية،‭ ‬فتقاربت‭ ‬المدد‭ ‬الزمنية‭ ‬وكشفت‭  ‬للجميع،‭ ‬بأنها‭ ‬مجرد‭ ‬مسرحية‭ ‬مفضوحة‭ ‬بين‭ ‬محور‭ ‬لعبة‭ ‬الامم‭- ‬بريطانيا‭ ‬وامريكا‭- ‬وبين‭ ‬ادواتهم‭  ‬وشرطي‭ ‬حماية‭ ‬مصالحهم‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭- ‬اسرائيل‭ ‬وإيران‭ ‬ومليشياتها‭! ‬
وفي‭ ‬نفس‭ ‬الموعد‭ ‬والتاريخ‭- ‬في‭ ‬19‭ ‬ديسمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬وبالتزامن‭ ‬مع‭ ‬اعلان‭ ‬امريكا‭ ‬من‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭. ‬تشكيل‭ ‬تحالف‭ ‬بحري‭ ‬دولي‭ ‬اسمته‭ (‬حارس‭ ‬الازدهار‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الاحمر‭)‬،‭ ‬اعلن‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬عن‭ ‬تشكيل‭ ‬“ميليشيا‭ ‬بحرية”‭ ‬قوامها‭ ‬55‭ ‬ألف‭ ‬عنصر،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬شكلت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تحالفًا‭ ‬لـ”حماية‭ ‬أمن‭ ‬الملاحة”‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬ضد‭ ‬هجمات‭ ‬الحوثيين‭ ‬المدعومين‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬اليمن‭.‬
وقال‭ ‬قائد‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬للحرس‭ ‬الثوري،‭ ‬علي‭ ‬رضا‭ ‬تنغسيري،‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬له،‭ ‬خلال‭ ‬فعالية‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬طهران،‭ ‬بحسب‭ ‬وكالة‭ ‬تسنيم‭ ‬الإيرانية‭- ‬شبه‭ ‬الرسمية،‭ ‬أنهم‭ ‬سيشكلون‭ ‬قوات‭ ‬مليشيا‭ ‬تنشط‭ ‬في‭ ‬البحار،‭ ‬وقال‭: ‬“أنشأنا‭ ‬الآن‭ ‬قوات‭ ‬تعبئة‭ ‬المحيطات‭ (‬الباسيج‭) ‬ولدى‭ ‬قوات‭ ‬الباسيج‭ ‬هذه‭ ‬زوارق‭ ‬كبيرة‭ ‬بما‭ ‬يكفي‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬تنزانيا،‭ ‬والخطوة‭ ‬التالية‭ ‬هي‭ ‬إنشاء‭ ‬قوات‭ ‬التعبئة‭ ‬البحرية،‭ ‬وستتكون‭ ‬من‭ ‬55‭ ‬ألف‭ ‬عنصر،‭ ‬مشددًا‭ ‬أنهم‭ ‬زودوا‭ ‬قوات‭ ‬تلك‭ ‬القوات‭ ‬بصواريخ‭ ‬من‭ ‬عيار‭ ‬107‭ ‬ميليمتر”‭.‬
بالطبع‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬للمرء‭ ‬أن‭ ‬يتصور‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التزامن‭ ‬قد‭ ‬جاء‭ ‬هكذا‭ ‬عبثا،‭ ‬وبلا‭ ‬ترتيب،‭ ‬ولكن‭ ‬أمر‭ ‬كهذا‭ ‬تتوقف‭ ‬عليه‭ ‬مصالح‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬ومصير‭ ‬حياة‭ ‬شعوب‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬فأن‭ ‬احداثه‭ ‬تجري‭ ‬دون‭ ‬شك‭ ‬وفق‭ ‬تنسيق‭ ‬دقيق‭ ‬ومنظم‭ ‬داخل‭ ‬محور‭ ‬الثالوث‭ ‬الاحمر‭ ‬الملتهب‭- ‬بريطانيا‭ ‬وامريكا‭ ‬واسرائيل‭- ‬وبين‭ ‬محور‭ ‬إيران‭ ‬ومليشياتها‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬وتمكين‭ ‬الأخير‭ ‬حامل‭ ‬التوجه‭ ‬الشيعي‭ ‬الصفوي‭ ‬الفارسي،‭ ‬من‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬حكم‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬بخطوات‭ ‬مدروسة‭ ‬ومرتبة‭ ‬وتنصيبه‭ ‬كشرطي‭ ‬يحرس‭ ‬ويرعى‭ ‬المصالح‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬والغربية‭..
بل‭ ‬إن‭ ‬التآخي‭ ‬بين‭ ‬السلاح‭ ‬الايراني‭ ‬والامريكي‭ ‬والغربي‭ ‬عموما،‭ ‬الذي‭ ‬رسمته‭ ‬المدمرة‭ ‬الأمريكية‭ ‬“يو‭ ‬إس‭ ‬إس‭ ‬مايسون”‭ ‬والمدمرة‭  ‬الايرانية‭ (‬ألبزر‭)‬في‭ ‬البحر‭ ‬الاحمر،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الامريكية‭ ‬قد‭ ‬نشرت‭ ‬مطلع‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬3‭ ‬قطع‭ ‬بحرية‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الاحمر‭ ‬وخليج‭ ‬عدن،‭ ‬منها‭ ‬المدمرة‭ ‬“يو‭ ‬إس‭ ‬إس‭ ‬مايسون”،‭ ‬وحاملة‭ ‬الطائرات‭ ‬“أيزنهاور”،‭ ‬وبوجود‭ ‬المدمرة‭ ‬التابعة‭ ‬للبحرية‭ ‬الملكية‭ ‬البريطانية‭ ‬“دايموند”،‭ ‬والفرقاطة‭ ‬الفرنسية‭ ‬متعددة‭ ‬المهام‭ ‬“لانغدوك”‭.‬
وجاء‭ ‬ذاك‭ ‬التآخي‭ ‬بعد‭ ‬عبور‭ ‬المدمرة‭ ‬البحرية‭ ‬الإيرانية‭ ‬”ألبرز“‭ ‬مضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب،‭ ‬الاثنين‭ ‬1‭ ‬يناير‭/ ‬كانون‭ ‬الثاني،‭ ‬لترسو‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬بجوار‭ ‬المدمرات‭ ‬والسفن‭ ‬الحربية‭ ‬الامريكية‭ ‬والاوروبية‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الاحمر،‭ ‬رغم‭ ‬إعلان‭ ‬امريكا‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬تشكيل‭ ‬تحالف‭ ‬دولي‭ ‬لحماية‭ ‬الملاحة‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬أطلقت‭ ‬عليه‭ ‬“حارس‭ ‬الازدهار”‭.‬
وطبقا‭ ‬لوكالة‭ ‬أنباء‭ ‬“تسنيم”‭ ‬التابعة‭ ‬لـ”الحرس‭ ‬الثوري”‭ ‬الإيراني،‭ ‬إن‭ ‬السفن‭ ‬الحربية‭ ‬الإيرانية‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬“لتأمين‭ ‬الممرات‭ ‬الملاحية‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2009م‭.‬
واعتبر،‭ ‬الباحث‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬العسكرية‭ ‬العميد‭ ‬“عبدالرحمن‭ ‬الربيعي”،‭ ‬تواجد‭ ‬المدمرة‭ ‬الإيرانية‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬جوار‭ ‬المدمرات‭ ‬الأمريكية‭ ‬والاوروبية‭ ‬بالأمر‭ ‬العادي،‭ ‬وقال‭ ‬“الربيعي”‭: ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬“أمر‭ ‬طبيعي،‭ ‬مثله‭ ‬مثل‭ ‬تواجد‭ ‬مدمرات‭ ‬لتلك‭ ‬الدول‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬بعض‭ ‬في‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬والخليج‭ ‬العربي‭ ‬وبحر‭ ‬العرب،‭ ‬فليست‭ ‬هناك‭ ‬أعمال‭ ‬عدائية‭ ‬أو‭ ‬حالة‭ ‬حرب‭ ‬بحرية‭ ‬بين‭ ‬البلدين”‭.‬
لكن‭ ‬المدمرة‭ ‬البحرية‭ ‬الايرانية‭ (‬ألبزر‭)‬،‭ ‬غادرت‭ ‬المكان‭ ‬قبل‭ ‬ساعات‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬امريكا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬الضربات‭ ‬الجوية‭ ‬المحدودة‭ ‬على‭ ‬اهداف‭ ‬حوثية‭ ‬في‭ ‬ست‭ ‬محافظات،‭ ‬لتعاود‭ ‬للعمل‭ ‬سويا‭ ‬مع‭ ‬البوارج‭ ‬والسفن‭ ‬الامريكية‭ ‬والبريطانية‭ ‬والاوروبية‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الاحمر‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬مفعول‭ ‬تلك‭ ‬الضربات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬حقنة‭ ‬تخدير‭ ‬لانصار‭ ‬واتباع‭ ‬مليشيا‭ ‬ايران‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬والمنطقة‭ ‬العربية‭.‬

* المصدر: صحيفة 26 سبتمبر