وفد اليمن في مؤتمر المناخ يبحث مع نائب وزير الصحة الاذربيجاني تعزيز أوجه التعاون المستشار العسكري للمبعوث الأممي يطلع على نشاط مشروع مسام بمأرب اللواء ثوابة: المليشيات الحوثية تهدم أي مبادرات لإنهاء الحرب وإحلال السلام قوات الجيش تفشل هجوم لميليشيا الحوثي على قطاع الكدحة غرب تعز الأغذية العالمي: نحتاج الى 16.9 مليار دولار لمعالجة أزمة الجوع العالمية "موديز" ترفع تصنيف السعودية الائتماني عند "aa3" مع نظرة مستقبلية مستقرة رئيس الامارات يبحث مع الرئيس الاندونيسي العلاقات بين البلدين وشراكتهما الاقتصادية فريق طبي يؤكد استقرار حالة جدري الماء في ميناء نشطون بالمهرة مأرب تحتفي باليوم العالمي للطفولة ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 44,176 شهيدا و104,473 مصابا
لكي تتوافق الخطط في السيطرة على المياه الاقليمية والممرات المائية اليمنية، سارعت مليشيا الحوثي في تغيير كنية محافظة الحديدة من "عروس" إلى "حارس"، لتأتي امريكا بعد شهرين لتشكل تحالف بحري لتطلق عليه نفس الاسم المستحدث من قبل الحوثيين لمحافظة الحديدة، لتسميه حارس ازدهار البحر الاحمر.
واصلت إيران ومليشياتها الحوثي الارهابية استعداداتها لمعركة وعسكرة البحر الاحمر ومضيق باب المندب عند ذلك، وانما تجاوز إلى حد انهم غيروا اسم محافظة الحديدة، ويطلق عليها في السابق (عروس البحر الاحمر)، بل كانت قيادة جماعة الحوثي قبلها بيومين فقط- أي في تاريخ 28سبتمبر/ ايلول الماضي، قد وجهوا بتغيير كنيتها هذه إلى ”محافظة الحديدة حارس البحر الأحمر“، وفقا لما كشفته وثيقة، نشرتها شبكة ”الملصي“ الإخبارية التابعة للجماعة"، والمتضمنة توجيهات صادرة عن قيادة جماعة الحوثي- المدعو مهدي المشاط- وجه ما يسمى بالسلطة المحلية في محافظة الحديدة بتغيير اسم المحافظة في الإكليشات الرسمية للمذكرات والمراسلات، من خلال إضافة ”حارس البحر الأحمر“، للاسم الرسمي لمحافظة الحديدة المطلة على البحر الاحمر، والخاضعة لسيطرة الجماعة.
وأثار تغيير كنية محافظة الحديدة من "عروس" البحر الاحمر إلى حارس البحر الاحمر، تساؤلات ناشطي الجماعة، عن الاسباب والدوافع، لتغيير مسمى الحديدة من عروس إلى حارس، وهل يدخل ضمن التغييرات الجذرية التي أعلن عنها زعيم الجماعة. بينما علق ساخرا الأكاديمي الموالي للجماعة "علي ناصر الشريف" بالقول: “عاد كان معانا عروس نتشوف لها، الآن عسكروا كل شيء بما فيها عروس البحر”، داعيا إلى التوقف عن عسكرة الحديدة.
وأردف “الشريف” متهكما: الحديدة عروس البحر الأحمر! نرجوكم حافظوا على هذا المسمى الذي يحيي نفوسنا! أصبحنا نعاني من جفاف عاطفي بسبب عسكرتكم للحياة.
غير أن وكيل محافظة الحديدة وليد القديمي، أكد في 1 أكتوبر/ تشرين الأول، عن ”دور إيراني“ وراء تغيير جماعة الحوثي الارهابية، مسمى محافظته من ”عروس البحر الأحمر” إلى حارس البحر الأحمر".
وقال ”القديمي“، لموقع- ”يمن ديلي نيوز“ المستقل: إن ”المشاط أثناء زيارته لمحافظة الحديدة، ذكر في حديثه أن محافظة الحديدة حارس البحر الأحمر، ووجه باعتماد هذا الاسم“، مؤكدا أن هذا المسمى ”لم يأت من فراغ“، مؤكدا أن التسمية الحوثية الجديدة ”جاءت بناءً على توجيهات إيرانية، حيث يسعى الحرس الثوري الإيراني من خلال تغيير المسمى، لتنفيذ أجندة الثورة الخمينية عبر ذراعه في اليمن المتمثل بمليشيا الحوثي“.
وعن الهدف من تغيير تسمية الحديدة قال ”القديمي“: إن إيران والحوثيين ”يريدون أن يثبتوا أنهم هم يتحكمون بالممر التجاري الدولي على البحر الأحمر وخصوصاً بعد استعراضهم في ميدان السبعين، بعدد من الزوارق المفخخة المسيرة التي تهدد السفن التجارية والممر التجاري الدولي".
وقال الوكيل ”القديمي”: إن الحوثيين مستمرون وبشكل كبير جدا في الاعداد والتدريب لاستهداف البحر الأحمر في إطار المشروع الإيراني الهادف إلى السيطرة على الممر التجاري الدولي العالمي الرابط بين تجارة الشرق والغرب، والذي يعتبر واحدا من أهم الممرات التجارية المائية في العالم، ويمر فيه 70 من صادرات النفط إلى العالم“.
وهذا ما كان يجهله ناشطو الجماعة وغالبية من اليمنيين، أن هذا التغيير الذي اجرته مليشيا الحوثي يسير وفق مخطط مدروس ومزمن، وبعلم اللاعبين الكبار المتحكمين بالسياسة الدولية ولعبة عصبة الامم والشعوب، وفي مقدمة هؤلاء أمريكا وبريطانيا واللتان كانتا تديران اللعبة بهدوء وعلى نار هادئة، إلى أن جاءت حرب غزة وطوفان الاقصى في السابع من اكتوبر الماضي، لتعطي لإيران ومليشياتها الضوء الاخضر الانطلاق والبدء في القرصنة السفن التجارية في البحر الاحمر، واثارة الزوبعات والفرقعات الإعلامية الصاخبة، وتهديد خطوط الملاحة والتجارة العالمية في البحر، لأجل صرف انظار العالم و الرأي العام الدولي عن جرائم الاحتلال الاسرائيلي في غزة، وفي نفس الوقت اشعار المجتمع الدولي والدول العربية بأن صادراتهم النفطية وتجاراتهم في البحر الاحمر في خطر، لكي يستجيب للنداءات البريطانية الامريكية المطالبة بتشكيل قوات بحرية وتحالف دولي متعدد الجنسيات تقوده الولايات المتحدة الامريكية لتأمين الملاحة في البحر الاحمر وشن عملية عسكرية للرد على هجمات جماعة الحوثيين على السفن في جنوب البحر الاحمر وخليج عدن، أو المتجه إلى اسرائيل او المرتبطة بإسرائيل- حد زعم الجماعة. وظل المسؤولون العسكريون والسياسيون الأمريكيون والبريطانيين، لنحو شهر ونصف منذ ان شن الكيان الصهيوني الحرب على غزة، وهم في رحلة مكوكية ومشاورات إلى دول المنطقة العربية، في محاولة منهم اقناع زعماء وقادة الدول العربية بضرورة المشاركة والانضمام إلى هذا التحالف الذي يجري الترتيب لإعلانه..
حتى جاء يوم 19 ديسمبر 2023 الماضي، وعقب زيارة قام بها وزير الدفاع الامريكي، لويد أوستن، معلنا رسميا من مملكة البحرين، إشهار تحالف اسماه "تحالف حارس الازدهار" في البحر الاحمر، والذي قال: ان الحلف تشكل تحت مظلة القوات البحرية المشتركة وقيادة قوة المهام المشتركة 153 كرد على الهجمات التي تشنها القوات الموالية للحوثيين في اليمن ضد السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر بهدف وقف الحرب الفلسطينية الإسرائيلية في قطاع غزة ودخول احتياجات القطاع من الغذاء والدواء.
هل هذا التوافق بين جماعة الحوثيين الايرانية في اليمن، وبين رعاة هذه الجماعة الارهابية اداة لمشروعها الايراني التوسعي في المنطقة العربية- بريطانيا وامريكا- جاء هكذا صدفة أو اعتباطا، بأن تقدم جماعة الحوثي اواخر شهر سبتمبر الماضي، وبصورة عاجلة وسريعة، في تغيير تسمية او كنية "عروس" البحر الاحمر التي كان يطلق على محافظة الحديدة إلى" حارس" البحر الاحمر، ليتوافق هذا التغيير مع اسم التحالف الذي اشهرته امريكا وبريطانيا بقيادة الاولى، وايضا بنفس الطريقة وبصورة عاجلة، وبنفس الاسم والمصطلح "حارس" الازدهار في البحر الاحمر..
استحالة ان يكون هذا الامر محظ صدفة، وانما المشروع مخطط له، منذ أمد، لكن تسارع الاحداث في المنطقة وتسريع الفصائل الفلسطينية بقيادة حماس وعملية طوفان الأقصى في السابع من اكتوبر، اربكت الحسابات وخلطت اوراق حلفاء المخططات والمشاريع المشبوهة، فسارعوا إلى تجميع اوراقهم والشروع في عملية كل في ما يخصه، لتتابع الاجراءات التنفيذية، فتقاربت المدد الزمنية وكشفت للجميع، بأنها مجرد مسرحية مفضوحة بين محور لعبة الامم- بريطانيا وامريكا- وبين ادواتهم وشرطي حماية مصالحهم في المنطقة- اسرائيل وإيران ومليشياتها!
وفي نفس الموعد والتاريخ- في 19 ديسمبر الماضي، وبالتزامن مع اعلان امريكا من مملكة البحرين. تشكيل تحالف بحري دولي اسمته (حارس الازدهار في البحر الاحمر)، اعلن الحرس الثوري الإيراني عن تشكيل “ميليشيا بحرية” قوامها 55 ألف عنصر، بعد أن شكلت الولايات المتحدة الأمريكية تحالفًا لـ”حماية أمن الملاحة” في البحر الأحمر ضد هجمات الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.
وقال قائد القوات البحرية للحرس الثوري، علي رضا تنغسيري، في كلمة له، خلال فعالية في العاصمة طهران، بحسب وكالة تسنيم الإيرانية- شبه الرسمية، أنهم سيشكلون قوات مليشيا تنشط في البحار، وقال: “أنشأنا الآن قوات تعبئة المحيطات (الباسيج) ولدى قوات الباسيج هذه زوارق كبيرة بما يكفي للوصول إلى تنزانيا، والخطوة التالية هي إنشاء قوات التعبئة البحرية، وستتكون من 55 ألف عنصر، مشددًا أنهم زودوا قوات تلك القوات بصواريخ من عيار 107 ميليمتر”.
بالطبع لا يمكن للمرء أن يتصور أن هذا التزامن قد جاء هكذا عبثا، وبلا ترتيب، ولكن أمر كهذا تتوقف عليه مصالح الدول الكبرى ومصير حياة شعوب دول المنطقة والعالم، فأن احداثه تجري دون شك وفق تنسيق دقيق ومنظم داخل محور الثالوث الاحمر الملتهب- بريطانيا وامريكا واسرائيل- وبين محور إيران ومليشياتها في المنطقة العربية وتمكين الأخير حامل التوجه الشيعي الصفوي الفارسي، من السيطرة على حكم دول المنطقة، بخطوات مدروسة ومرتبة وتنصيبه كشرطي يحرس ويرعى المصالح الإسرائيلية والغربية..
بل إن التآخي بين السلاح الايراني والامريكي والغربي عموما، الذي رسمته المدمرة الأمريكية “يو إس إس مايسون” والمدمرة الايرانية (ألبزر)في البحر الاحمر، إذ كانت الولايات المتحدة الامريكية قد نشرت مطلع شهر نوفمبر الماضي، 3 قطع بحرية في البحر الاحمر وخليج عدن، منها المدمرة “يو إس إس مايسون”، وحاملة الطائرات “أيزنهاور”، وبوجود المدمرة التابعة للبحرية الملكية البريطانية “دايموند”، والفرقاطة الفرنسية متعددة المهام “لانغدوك”.
وجاء ذاك التآخي بعد عبور المدمرة البحرية الإيرانية ”ألبرز“ مضيق باب المندب، الاثنين 1 يناير/ كانون الثاني، لترسو جنبا إلى جنب بجوار المدمرات والسفن الحربية الامريكية والاوروبية في البحر الاحمر، رغم إعلان امريكا في ديسمبر الماضي، تشكيل تحالف دولي لحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر أطلقت عليه “حارس الازدهار”.
وطبقا لوكالة أنباء “تسنيم” التابعة لـ”الحرس الثوري” الإيراني، إن السفن الحربية الإيرانية تعمل في المنطقة “لتأمين الممرات الملاحية منذ عام 2009م.
واعتبر، الباحث في الشؤون العسكرية العميد “عبدالرحمن الربيعي”، تواجد المدمرة الإيرانية جنبا إلى جنب جوار المدمرات الأمريكية والاوروبية بالأمر العادي، وقال “الربيعي”: إن هذا “أمر طبيعي، مثله مثل تواجد مدمرات لتلك الدول إلى جانب بعض في مضيق هرمز والخليج العربي وبحر العرب، فليست هناك أعمال عدائية أو حالة حرب بحرية بين البلدين”.
لكن المدمرة البحرية الايرانية (ألبزر)، غادرت المكان قبل ساعات من تنفيذ امريكا وبريطانيا الضربات الجوية المحدودة على اهداف حوثية في ست محافظات، لتعاود للعمل سويا مع البوارج والسفن الامريكية والبريطانية والاوروبية في البحر الاحمر بعد انتهاء مفعول تلك الضربات التي كانت حقنة تخدير لانصار واتباع مليشيا ايران في اليمن والمنطقة العربية.
* المصدر: صحيفة 26 سبتمبر