الرئيسية - الأخبار - الشهيد السناوي.. نهاية بطولية لمسيرة نضالية مبكرة في مناهضة مليشيا الحوثي
الشهيد السناوي.. نهاية بطولية لمسيرة نضالية مبكرة في مناهضة مليشيا الحوثي
الساعة 04:40 مساءً الثورة نت/ خاص

في 28 مايو الماضي، وجه رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، بتكريم رسمي، وشعبي كبير يليق بالشهيد البطل "محمد صادق السناوي"، الذي قاد ملحمة أسطورية ضد عناصر مليشيا الحوثي الارهابية في مديرية ماوية بمحافظة تعز.

ويأتي التكريم الرئاسي تقديراً لشجاعة هؤلاء الأبطال، وتضحياتهم الجسيمة في معركة الشعب اليمني ضد مليشيا الحوثي الإرهابية على طريق استكمال استعادة مؤسسات الدولة، وإسقاط الانقلاب المدعوم من النظام الايراني.

وأمس الأول، أقامت السلطة المحلية بتعز، مراسم عزاء الشهيد السناوي، ورفاقه، بحضور رسمي وشعبي كبير وفي مقدمتهم أهالي الشهيد، ووكلاء المحافظة والقيادات العسكرية والأمنية ومدراء المكاتب التنفيذية والمديريات.

وأكد وكيل المحافظة للشؤون الدفاع والامن اللواء عبد الكريم الصبري، أن مراسم العزاء أقيمت تكريماً لشجاعة الشهيد وبسالته في مواجهة مليشيا إرهابية وكسر شوكتها ليكون رمزًا وقدوة لكل أبناء اليمن في المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيا الحوثية التي ينالها كل صنوف الظلم والبطش والانتهاكات ونهب اموالهم وممتلكاتهم.

وكان الشاب "محمد صادق السناوي" قد خاض آخر معاركه ضد مليشيا الحوثي الكهنوتية، قبل أن يرتقي شهيدًا مجيدًا على طريقة الأبطال العظماء، تاركاً خلفه مسيرة خالدة في الكفاح من أجل الحريّة والكرامة والمواطنة المتساوية.

ففي حين توجهت المليشيا الحوثية نحو منزله بمنطقة شرمان التابعة لمديرية ماوية بمحافظة تعز، في ١٠ مايو الجاري، بهدف اختطافه والتنكيل به وإذلاله أمام أسرته وأهالي منطقته، اختار "السناوي" طريق الحرية والكرامة على القيود والظلم والقوّة الغاشمة.

لم يستسلم البطل "السناوي" لحشود الغزاة المعتدين، ولم ترهبه أرتالهم العسكرية المدججة بأنواع الأسلحة، بل قاومها ببسالة، مع اثنين من رفاقه، حتى استشهدوا بعد أن أوقعوا منهم نحو 20 قتيلًا وجريحًا.

وهكذا كانت آخر ٤٨ ساعة من حياة "السناوي": ملحمة أسطورية اهتزّت لها جبال الشرمان الشاهقة، وترددت أصداءها في كل أرجاء اليمن، وخلّدها التاريخ في سجلات البطولة والفداء. 

وجّه "السناوي"، من على تخوم منطقته، رسالة أخيرة لليمنيين، ممهورة بدمائه الزكيّة، مفادها: أن الحرية والكرامة دونها الموت، وأن الدفاع عن الأرض والعرض لا يكون بلين الحوار وإنما بقوّة السلاح أوّلاً، وقوَة الإرادة ثانياً وثالثًا. وقبلهما سلامة الموقف، وقوّة الحق، وعدالة القضية.

لم تكن بطولة "السناوي" وليدة اللحظة، بل كان من أوائل شباب اليمن الذين قاوموا الجائحة الحوثية الإرهابية منذ انقلابها. وسطّر بطولات خالدة في مختلف جبهات القتال؛ بدءً من مديريته "ماوية"، مرورًا بجبهات الضالع المجاورة، وصولاً إلى جبهات مدينة تعز، التي وصلها عام 2020، بعد أن أفلت من الأسر لدى مليشيا الحوثي.

وهكذا عاش "السناوي": بطلاً ثائراً ضد الظلم والطغيان والكهانة، ومات بطلًا شامخًا شموخ جبال اليمن الشماء. وبهذا خلّد اسمه كواحد من أبرز شباب اليمن الأحرار الذين واجهوا المليشيا الحوثية بشجاعة وإقدام حتى آخر لحظات حياتهم، ووجّهوا لها ضربات قاسية من "المسافة صفر". وآخر هؤلاء: البطل الخالد "عبدالله الزيلعي" الذي حطّم كيان المليشيا الحوثية بمحافظة البيضاء، والمناضل الرمز حمدي عبدالرزاق "المكحّل" الذي أذلّها وهشّم صورتها في محافظة إب.

ما سطّره "السناوي" ومن سبقه من أحرار اليمن الذين قضوا في المعركة الوطنية المقدّسة، يؤكّد أن المقاومة المسلّحة هي طريق الحرية والسلام، واللغة التي يفهمها الكهنة الطغاة، وهي خيار اليمنيين الحتمي لاقتلاع المشروع السلالي الذي امتصّ دماءهم وحصد أرواحهم؛ قتلاً وتجويعاً.

كان "السناوي" يدرك جيّدًا حقيقة المليشيا الحوثية، وخطورة مشروعها، وطريقة تفكيرها وتفاعلها مع اليمنيين. ولهذا قاتلها منذ البداية، واختار موقع معركته الأخيرة معها، وكانت النتيجة كما أراد: النصر لصاحب الحق والأرض. 

وعي "السناوي" وموقفه البطولي، جعله رمزًا وطنيًا خالدًا في وجدان اليمنيين، وستظل مسيرته الوطنية ملهمة لأحرار اليمن لمواصلة النضال حتى إنهاء المشروع الحوثي العنصري، وتحقيق النصر الناجز لليمن، وفق ردود الفعل الشعبية والرسمية.