الرئيسية - تقارير وحوارات - ٢٦ سبتمبر.. مشعل النور الذي أقصى الظلام الإمامي عن اليمن للأبد
٢٦ سبتمبر.. مشعل النور الذي أقصى الظلام الإمامي عن اليمن للأبد
الساعة 04:00 مساءً الثورة نت/ الأخبار

على مدى قرون، جثم الإماميون على أنفاس اليمنيين، بأدوات حكمهم الكهنوتية الظلامية المتخلِّفة، وفرضت عليه خرافات ما أنزل الله بها من سلطان، واستخدمتها ادوات لإذاقة الشعب صنوف العذاب والجوع والخوف والظلم والجهل والقهر والفقر والمرض والبؤس والبطش، وكبلته بسلاسل ذلها وهوانها الحديدية، حتى لا تقوم له قائمة، لعقود من الزمن، وتبقيه أسير سجونها البشعة.

وكان لأفاعيل الجور، والاستبداد، والفساد، والاستعباد تلك، نهاية، مهما طال أمد تلك الحقبة المظلمة، وكان لا بد من انكسار قيود الطغيان ومشانق الاضطهاد، التي نصبت على أعناق الشهداء الأطهار الذين ضحوا بأرواحهم الثمينة، فداءً وعزة وكرامة للوطن اليمني، ودماءهم المهراقة الزكية روت أراضيه في جباله وسهوله ووديانه، لينبلج فجر ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962 م.

شَبَّ الشعب اليمني بثورة ٢٦ سبتمبر عن الطوق، ودك فيها حصون الإمامة وقصورها، ليقضي عليها، منطلقاً صوب آفاق جديدة، مستنشقاً في زخمها عبق الحرية والعدالة والمساواة، ومتنسماً عبير الحياة الحقة، التي بمشعل نورها أبعدت عنه وعن الوطن اليمني أجمع ظلام الإمامة للأبد، ونقلته إلى مصاف حضارات العلم، والتَّطوُّر، والتَّقدُّم، وبناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة.

يحتفي اليمنيون بالذكرى الـ ٢٦ لثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢ م الخالدة، وأمامها يقف التحدي الانقلابي لمليشيات الحوثي الإرهابية المارقة، المدعومة من النظام الإيراني، التي تحاول عبثاً النيل من ثورته السبتمبرية العظيمة، لكنها وكالعادة بالوعي الكبير للشعب اليمني، وإرادة كفاحه الصلبة، تتواصل عزائمه القوية في التصدي لجحافل النسخة الإمامية المحدَّثة في القرن الميلادي الحادي والعشرين الراهن، بتقديمه لكواكب الشهداء وأنجُم الجرحى من أجل استقلال الوطن عن الكابوس الحوثي الذي يؤرقه، وحتماً سينتصر الإصرار الشعبي الوطني الخالص، امتداداً طبيعياً لتضحيات أفواج الأسلاف من الشهداء الطليعيين الأبرار.

ويؤكد وكيل محافظة لحج، العميد عبد الفتَّاح هيثم الحُجَيلِي، في حديث لوكالة سبأ، بمناسبة العيد الوطني الـ٦٢ لثورة الـ٢٦من سبتمبر، ان ثورة ٢٦ سبتمبر المجيدة، ستبقى خالدة في صفحات التاريخ، وفي ذكراها الـ ٦٢ لإطاحتها بالحكم الامامي وتحريرها للشعب من الظلم، والطغيان، والطبقية، وأصبح اليمن دولة جمهورية فتية، حققت الكثير من النجاحات بالمؤسسات الحكومية العسكرية والسياسية، وبنت جيشاً وأمناً حديثين يواكبان تطورات العالم من حولنا، حتى التوصل إلى اتفاق الوحدة، وإقامة الدولة الحلم (الجمهورية اليمنية)، في العام 1990 م، بالرغم مما حصل لاحقاً من حروب وفتن حاولت النيل من الوحدة، وتحمَّلت دولة الوحدة كل المترتبات السلبية".

ويضيف الحجيلي "أنجزت ثورة ٢٦ سبتمبر للوطن والشعب مكاسب عظيمة، حتى جاء الانقلابيون الحوثيون الحالمون بطمس ثورة ٢٦ سبتمبر، وإعادة الحكم الإمامي الكهنوتي، إلَّا أن الأحرار في كل ربوع اليمن، واجهوا هذه الميليشيا، وخاض الشرفاء أمامها معارك الكرامة والحرية والبطولة، لصد هذه العصابة المتمردة، التي تسعى للعيث فساداً، بحياة الشعب اليمني، ولا يهمها غير تحقيق رغباتها وأحلامها بعودة التاريخ الإمامي".

ويرى وكيل محافظة لحج عبد الفتَّاح، أن مناسبة الاحتفاء بثورة ٢٦ سبتمبر العظيمة، فرصة لدعوة كل القوى اليمنية السياسية، والعسكرية، إلى رص الصفوف، والمضي قدماً في الدفاع عن ثورة ٢٦ سبتمبر وأهدافها ومبادئها، التي قامت لأجل إنهاء الحكم الإمامي، الذي يحاول العودة من خلال أحفاد الإمامة، الذين يسعون بكل ما أوتوا من قوة، إلى حجب ثورة 26 سبتمبر، وإعادة حكمهم.

ويضيف "على هذا الأساس، يتطلب من كل القوى الوطنية الحية التكاتف، والتآزر، والتعاضد، يداً بيد لتكوين جبهة واحدة في وجه العدو الإمامي، لتحرير اليمن من هذه العصابة، التي أهلكت الشعب اليمني، بويلات الحروب، على مدى الأعوام الماضية".

ويشير وكيل محافظة لحج، الدكتور أحمد إبراهيم الشُبَيقِي، في حديث لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، إلى أن الشعوب تمرض أو تصاب، لكنها ستبقى لها محطات مع تاريخها التليد، وثورة ٢٦ سبتمبر، لحظة فارقة في تاريخ اليمن، وذكرى انتصار الحرية على الكهنوت والسلالية، وستبقى مقضة لمضاجع حكم السلالة والكهنوت، الذي دخل على حين غفلة من أهل البلد، وتخاصم، وافتراق، وثورة ٢٦ سبتمبر، ستظل ملهمة لكل الآمال والتطلعات للتحرر الحقيقي.

ويستذكر الشبيقي التاريخ العريق لثورة ٢٦ سبتمبر، ويستحضر نضالات أبناء جنوب اليمن، وإسهاماتهم الفدائية في دحر الأئمة في شمال اليمن, جنباً إلى جنب، مع نضالهم ضد الاستعمار البريطاني.. مؤكداً أن ثورة ٢٦ سبتمبر مثَّلت لأبناء الجنوب، انطلاقة حقيقية، ودافعاً قوياً لتفجير ثورة الرابع عشر من أكتوبر ١٩٦٣ م، إذ كان الثوار في جبال ردفان والضالع، يستمدون التموين والدعم والمؤن من صنعاء وتعز، والتاريخ لن تنساه الأجيال، مهما حاول المستعمرون الجدد محوه.

وينوه مستشار محافظة لحج رئيس الهيئة الشعبية الجنوبية (الائتلاف الوطني الجنوبي) الدكتور عمر السَّقَّاف، لوكالة سبأ، أن ثورة ٢٦ سبتمبر، قادها نخبة من الوطنيين الشرفاء وشارك فيها الآلاف من اليمنيين (شمالاً وجنوباً) التواقين إلى الحرية واللحاق بركب الشعوب المتقدِّمة، وشارك فيها ودعمها الزعيم العربي المصري الراحل جمال عبد النَّاصر، وفيها سقطت قوافل من الشهداء اليمنيين والمصريين.

وأضاف الدكتور عمر، قائلاً "ليس المهم الإحتفال فقط بذكرى الثورة، ولكن الأهم استغلال هذه الذكريات لإجراء وقفات تقييمية لمنعطفات مراحل ما بعد انتصار الثورة، لتشخيص الأخطاء وتحاشي تكرار الكبوات والاضطرار إلى إصلاح الخطأ بخطأ أكبر، وهذا المبدأ يسري على الوضع في اليمن عامة، في الجنوب والشمال".

ويستدرك "لأنه للأسف الشديد أن ثورتي ٢٦ سبتمبر، و١٤ أكتوبر، تعرضتا لاختراقات ومؤامرات بعد انتصاريهما، وصلت حدود أوهام عودة الحكم العشائري، والقروي، والمناطقي، والأسري، والقبلي، والوراثي، باسم الثورة، وتحت راية الجمهورية، وخير مثال على ذلك انقلاب الميليشيات الحوثية".

وأشار مستشار وزارة الأوقاف والإرشاد محمَّد أمين الرِّفَاعِي، لوكالة سبأ، إلى أن ذكرى ثورة ٢٦ سبتمبر، "أتت في ظروفٍ بالغة الأهمية والخطورة أيضاً، من خلال محاولة ميليشيات الحوثي البائسة، إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، خدمةً لأجندات خارجية تسعى بكل ما أوتيت من قوة إلى القضاء على المكتسبات الوطنية والمتمثِّلة بأهداف ومبادئ وقيم ثورتي ٢٦ سبتمبر و ١٤ أكتوبر".

وأكد الرفاعي، أن من يسعى إلى حرف الإجماع الوطني عن مساره، سيصطدم بجدارٍ عظيمٍ من الفولاذ، تكوَّن من أحرار وحرائر اليمن، رجالاً ونساءً وشباباً، الذين أصبح لديهم مناعة ضد الاستبداد، والاستعمار، والتخلف، والجهل، وذلك أولاً بفضل الله عز وجل، ثم بفضل منجزات ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.

*سبأنت - عيدروس زكي السَّقَّاف