الرئيسية - الأخبار - رئيس الوزراء يوجه بإعادة هيكلة التمويل الصحي وتفعيل الشراكة مع القطاع الخاص
رئيس الوزراء يوجه بإعادة هيكلة التمويل الصحي وتفعيل الشراكة مع القطاع الخاص
الساعة 03:18 مساءً الثورة نت/ الأخبار

وجه رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، وزارة الصحة العامة والسكان بالعمل على إعادة هيكلة التمويل الصحي وتفعيل شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص، وإعادة ترتيب الأولويات الوطنية لضمان توجيه الموارد بشكل أكثر كفاءة، انطلاقا من التزام الحكومة بدعم هذا القطاع.

كما وجه بوضع سياسات تحفيزية للأطباء والكوادر الصحية، وتحسين بيئة العمل، وخلق مسارات مهنية أكثر استقراراً لجذب الكفاءات والاحتفاظ بها، ورفع كفاءة النظام الصحي من خلال استغلال الموارد المتاحة بأفضل صورة، وتبني التقنيات الحديثة لضمان تقديم خدمات صحية عالية الجودة.

جاء ذلك خلال كلمة دولة رئيس الوزراء، اليوم الأربعاء، في افتتاح المؤتمر الأول للنظام الصحي في اليمن، بالعاصمة المؤقتة عدن، والتي نقل في مستهلها لجميع المشاركين تحيات فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، وإخوانه أعضاء المجلس، وتثمينهم لجهودهم والتأكيد على أن تحقيق الاستقرار الصحي يمثل ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار الوطني، وأهمية أن يظل هذا القطاع أولوية قصوى للحكومة، انطلاقًا من إيمانهم بأن صحة المواطن هي أساس التنمية والازدهار.. موجهاً الشكر لوزير الصحة العامة والسكان، الدكتور قاسم بحيبح، وقيادة وكوادر الوزارة وكافة العاملين في المجال الصحي، الذين يبذلون جهودًا استثنائية في هذا القطاع الحيوي رغم كل التحديات، وكذا للمنظمات الدولية الداعمة للقطاع الصحي في اليمن.

واعتبر الدكتور أحمد عوض بن مبارك، تنظيم هذا المؤتمر خطوة جادة نحو بناء قطاع صحي أكثر كفاءة واستدامة.. معربا عن تطلعه الى ان يخرج المؤتمر بخارطة طريق عملية وابداعية، تتجاوز الحلول التقليدية، وتعتمد على الابتكار والشراكة والإدارة الحكيمة للموارد، وبما يحقق الهدف منه في ضمان استدامة وتطوير العمل الصحي في اليمن.. وقال " ورغم التحديات التي نواجهها، فإن إرادتنا في التغيير أكبر، ومسؤوليتنا المشتركة تحتم علينا وضع حلول قابلة للتنفيذ تضمن استمرارية وتحسين الخدمات الصحية".

وأضاف " يسعدني أن أخاطبكم اليوم في هذا المؤتمر الصحي الهام، الذي تحتضنه العاصمة المؤقتة عدن، المدينة التي كانت ولا تزال، رغم كل التحديات، رمزًا للوطنية والصمود والتسامح والمدنية، وها هي اليوم تستضيف مؤتمر وزارة الصحة الأول، الذي نأمل أن يكون محطة وطنية جديدة في مسار تطوير النظام الصحي في اليمن وتعزيز استدامته".

وتطرق رئيس الوزراء الى التحديات التي تواجه القطاع الصحي في اليمن، جراء الحرب والأزمات التي تمر بها واخرها الحرب الاقتصادية المستمرة، وتراجع التمويلات الدولية وما تسببت به من ضغوط على الأطباء والعاملين الصحيين، الذين بقي الكثيرون منهم متمسكين بوطنهم وبرسالتهم الإنسانية، مؤمنين بأن دورهم يتجاوز تقديم الرعاية الصحية ليكونوا ركيزة أساسية في صمود المجتمع.. مترحما على أرواح الأطباء والكوادر الصحية الذين واجهوا جائحة كوفيد-19 بشجاعة وإخلاص، وقدموا أرواحهم فداءً لإنقاذ الآخرين، ليكونوا رمزًا للتضحية والإيثار.

وأكد تفهم وإدراك الحكومة لحجم الصعوبات التي يواجهها القطاع الصحي، من تدني الأجور إلى نقص الموارد، إلى الظروف الاقتصادية الصعبة، والحرص على العمل لضمان استدامة وتطوير هذا القطاع الحيوي.. وقال "نراهن على دوركم الوطني في هذا الظرف الاستثنائي، الذي سنعمل جاهدين على تغييره، ونؤكد أن تحسين أوضاع العاملين الصحيين هو حق أصيل من حقوقهم".

وعرض الدكتور أحمد عوض بن مبارك، عدد من قصص النجاح الكثيرة في القطاع الصحي التي نفتخر بها رغم كل الصعوبات، ومنها المنشآت الصحية الخيرية الناجحة في محافظة حضرموت لعلاج مرضى السرطان بمساهمة القطاع الخاص، والتطور الذي تشهده هيئة مستشفى الثورة العام في مارب، والابداع الذي تشهده مدينة تعز في عمليات القلب المفتوح وزراعة الكلى، إضافة الى الدور الريادي الذي تقوم به المستشفيات والمنشئات الصحية في العاصمة عدن رغم ما يشكل ذلك من عبء خدمة لكل محافظات الجمهورية.

وأعرب دولة رئيس الوزراء في ختام كلمته عن تمنياته للمؤتمر الأول للنظام الصحي في اليمن النجاح.. مجددا الشكر لكل طبيب، وممرض، وعامل صحي، ولكل يد تعمل بإخلاص في هذا القطاع.

ودشنت وزارة الصحة العامة والسكان، اليوم، بالعاصمة المؤقتة عدن، فعاليات المؤتمر الاول للنظام الصحي في اليمن بحضور نائب رئيس مجلس الشورى وحي أمان وعدد من الوزراء والمحافظين والقيادات الرسمية والمنظمات الدولية والمحلية والأكاديميين .

ويقف المؤتمر على مدى يومين، أمام خمسة محاور رئيسية هي الحوكمة والقيادة والخدمات الطبية والتمويل الصحي والموارد البشرية والسياسة الدوائية.

وستناقش هذه المحاور في حلقات متعددة بهدف تحديد التحديات الرئيسية للنظام الصحي في اليمن والتوصية بعدد من الحلول لتحسين اداء النظام الصحي وتوضيح أساليب التمويل المتاحة للنظام الصحي وديمومتها والخروج بموجهات تطوير القوى العاملة الصحية وتعزيز التعاون بين الجهات المختلفة لتحقيق تكامل افضل في النظام الصحي .

و أشار وزير الصحة العامة والسكان الدكتور قاسم بحيبح، إلى أن النظام الصحي في اليمن واجه كثير من التحديات المعقدة خلال السنوات العشر الماضية صمدت خلالها مؤسسات وزارة الصحة وكوادرها بكل ما اوتيت من إرادة والتزام أخلاقي واجتماعي..موضحا أن الكوادر والمرافق الصحية كانت في الخط الأول لمواجهة جائحة (كوفيد ١٩) التي غيبت الكثير من الأطباء والعاملين الصحيين في هذه المواجهة.

ولفت إلى تاثر النظام الصحي في اليمن بالحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي الإرهابية والتي دمرت ما،يقرب من 50٪،من المرافق الصحية وأصبحت التغييرات المناخية حاضرة في التأثير على الصحة العامة .

وابرز الدكتور بحيبح ابداعات وزارة الصحة ومرونتها في محاكاة المستجدات البيئة والاجتماعية والوبائية وبدعم حكومي ومن الاشقاء في المملكة العربية السعودية والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.. لافتاً إلى تجاوز كثير من المنعطفات الصعبة ووجود الكثير من الأهداف الصحية الموجهة للتنمية المستدامة التي لازلنا نتطلع للمزيد من الوقت والامكانات لتحقيقها.

وتطرق الوزير بحيبح، الى جملة من التحديات ومنها التمويل المستدام والتنمية البشرية ونزيفها المستمر وموائمتها مع الثورة الرقمية والمعلوماتية والاندماج الإقليمي والدولي مع النظم الصحية الحديثة واستيعابها ضمن السياق الوطني وتحديث اللوائح والقوانين..مستعرضا مراحل الإعداد والتحضير للمؤتمر ودعوة الخبرات الوطنية والإقليمية والدولية في صياغة نهج جديد وعقد صحي جديد على مستوى التحديات المنظورة وبرؤية تصنع فكر صحي تسترشد به الأجيال القادمة والذي نظمنا مؤتمرنا هذا لتحقيقه ووضع اللبنات الأساسية للنظام الصحي .

من جانبه استعرض منسق المؤتمر الدكتور عمر زين، المراحل المختلفة للإعداد والتهيئة للمؤتمر .. مشيراً إلى أن انعقاده يهدف لتدارس التحديات التي تواجه النظام الصحي والسير باتجاه تبني توجهات منظمة الصحة العالمية في وحدات البناء الصحي.

بدورها اشادت المدير الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية الدكتورة حنان البلخي، بالمؤتمر واهميته في إعادة بناءً القطاع الصحي والخروج بحلول تخدم تطويره وتسد الفجوات..مؤكدة تعاون منظمة الصحة العالمية والتزامها في دعم هذه التوجهات.

من ناحيته عبر ممثل منظمة اليونيسف لدى بلادنا بيتر هوكنز، عن امله في أن يخرج المؤتمر بخارطة طريق للنهوض بالقطاع الصحي الذي يواجه كثير من التحديات.. مشيراً إلى أن اليونيسيف تؤمن بالشراكة مع وزارة الصحة بمختلف قطاعاتها والقطاع الخاص والمستفيدين من الخدمة .

وعلى هامش التدشين، افتتح وزير الصحة، المعرض المصاحب لفعاليات المؤتمر والذي ضم عدد من المؤسسات الطبية وشركات الأدوية والمستلزمات الطبية والتجهيزات والقطاعات الصحية..حيث طاف باجنحة المعرض المختلفة التي ضمت أكثر من ثلاثين جناحا واستمع إلى شروحات عن نوعية الخدمة المقدمة من كل مؤسسة.