تدشين بطولة سبتمبر لكرة اليد بمدارس مأرب ضمن فعاليات الاحتفال بأعياد الثورة اليمنية
وزير الخارجية يلتقي القائم بأعمال السفارة الصينية لدى اليمن
الأشول يناقش مع رؤساء الغرف التجارية المستجدات الرقابية وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص
السفير الارياني يناقش مع رئيس مؤسسة فردرش ايبرت الالمانية تطورات الاوضاع في اليمن
الوفد الحكومي يطلع على تجربة المدرسة الحزبية في شنغهاي
وزير الخارجية يلتقي السفير الياباني لدى اليمن
وزير الخارجية يلتقي القائم بأعمال السفارة الصينية لدى اليمن
الرئيس العليمي يوجه بإجراءات عاجلة للقبض على العناصر الاجرامية في محافظة تعز
اغتيال مديرة صندوق النظافة في تعز يثير صدمة.. واللجنة الأمنية تتعهد بملاحقة الجناة
اللجنة الرقابية بالمهرة تنفذ نزولًا ميدانيًا لمصانع مياه التحلية برئاسة وكيل أول المحافظة

متابعات الثورة – خاص
بين المدينة التي تتنفس الدولة، وتلك التي يخنقها الاحتلال، كتب القاضي اليمني عبدالوهاب قطران شهادة نادرة، أطلقها من عدن، بعد إجازة قصيرة قضاها في العاصمة المؤقتة، ليعود إلى صنعاء المحتلة ويكتب بعين الصدمة وقلب المقارنة.
قطران، أحد أشهر القضاة الذين ساندوا ميليشيا الحوثيين الإرهابية عند اجتياحهم صنعاء في سبتمبر 2014، كتب ما يشبه "الاعتراف" المتأخر، حين انطلقت كلماته لتصف عدن المحررة بـ "النسمة في زمن الاختناق"، بينما رسم صنعاء في هيئة “ساحة حرب مفتوحة على النفس، على الذاكرة، على الحلم، وعلى الحياة نفسها".
شهادته المنشورة مؤخرًا على حسابه الشخصي، لم تمر مرور الكرام، إذ سرعان ما تداولها آلاف اليمنيين بوصفها "وثيقة إدانة داخلية" جاءت من أحد رجالات الجماعة السابقين، الذين عرفوا دهاليزها، وعاشوا على قرب من قياداتها، وباركوا اجتياحها للعاصمة.
لكنّ قطران لم يبق في الصف طويلًا. ففي 2 يناير 2024، أقدمت ميليشيا الحوثي على اعتقاله واقتياده إلى أحد سجون "الأمن والمخابرات" في صنعاء المحتلة، بعد اقتحام منزله في حي الزراعة. مكث القاضي المصدوم هناك لأكثر من خمسة أشهر ونصف، أعلن خلالها إضرابًا عن الطعام في أبريل، وواجه تجريدًا رسميًا من حصانته القضائية في فبراير، وسط صمت رهيب من كل الجهات التي طالما دافع عنها.
خرج في 12 يونيو 2024، بعد ضغوط ووساطات مشروطة بتقديم "اعتذار رسمي"، في واحدة من أغرب المحاكمات السياسية المقنّعة.
وبين القضبان، سقطت آخر أوهام القاضي. تحوّلت دعوته إلى "القتال لأجل البقاء" لا إلى "القتال لأجل قضية". وحين زار عدن، تبيّن له الفرق بين دولة وجماعة عنصرية، بين نظام وميليشيا، بين جمهورية تُبنى رغم الصعاب، ومدينة محتلة من الداخل والخارج.
كتب يقول:
"في عدن، الكهرباء تصل أربع ساعات يوميًا بسعر رمزي، الإنترنت سريع ورخيص، الناس يعملون، المال يتحرك، التسول شبه غائب. أما في صنعاء، فالحياة تنهار. الشوارع أسواق للتسول، الاقتصاد مشلول، الناس بلا دخل، والخدمات تنهار الواحدة تلو الأخرى."
وفي جملة تلخّص المشهد كاملاً، كتب: "نعيش كما تُعاش النكبات، نكفّن أرواحنا صباحًا، ونحييها ليلًا، كي نكمل هذه الدوامة الأبدية."
هذه المقارنة التي عقدها قطران لم تأت من خصم سياسي أو منفي معارض، بل من قلب صنعاء، ومن أحد أبرز من هلّلوا لسقوطها قبل عشر سنوات. ولهذا تحديدًا، بدت شهادته أكثر قسوة، وأقرب إلى الحقيقة.
حاول الحوثيون طوال عقدٍ كامل تشويه صورة عدن، ووصفها بالفوضى والانفلات، لكن شهادة القاضي، وقد عرف الطرفين عن كثب، جاءت لتكشف الفارق بين "العاصمة المختطفة" و"العاصمة المؤقتة" وبين من يحاول بناء وطن، ومن يهدم ذاكرة وطن.
قالها عبدالوهاب قطران صراحة، دون زخرفة "في صنعاء، لا نعيش كما يعيش البشر، بل نحيا كما تُحيا الحروب"
وشهد شاهد من أهلها.