الرئيسية - تقارير وحوارات - تعليقا على تهديد الحوثيين بالتصعيد سياسيون لـ"الثورة نت": يثبت تبعيتهم الكاملة لطهران واستهتارهم بمصير اليمن والشعب
تعليقا على تهديد الحوثيين بالتصعيد سياسيون لـ"الثورة نت": يثبت تبعيتهم الكاملة لطهران واستهتارهم بمصير اليمن والشعب
الساعة 02:13 صباحاً الثورة-نت/ علي العقبي

 

للأسبوع الثاني على التوالي، تجري المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران في واحدة من أكثر الحروب تعقيدًا وخطورة في المنطقة، من حيث حجم الضربات واتساع أهدافها. 

الهجمات الإسرائيلية، طالت منشآت عسكرية وبنية تحتية استراتيجية في إيران، شملت البنية التحتية للطاقة والوقود، إلى جانب تهديدات مباشرة بقصف مفاعل "فوردو" النووي، وتنفيذ عمليات اغتيال طالت قيادات بارزة في النظام الإيراني.

في المقابل ردت طهران بموجات صاروخية متقطعة استهدفت بعض الأحياء في تل أبيب، في تصعيد اعتبره مراقبون الأعنف منذ بدء المواجهة. ومع تدخل الولايات المتحدة رسمياً في القتال بقصفها ثلاث منشآت نووية إيرانية، بحسب ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، تبرز المخاوف من توسع دائرة الصراع وتداعياته على المنطقة والعالم.

وفي إطار الردود الإيراني على الضربات الموجعة والمتلاحقة التي تتعرّض لها، تته الأنظار نحو ردود فعل الأذرع المسلّحة التابعة لإيران في الدول العربية، ومنها ميليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن التي هددت بالانتقام لإيران، حيث أعلنت استعدادها لاستهداف الناقلات الأمريكية في البحر الأحمر حال تدخلت واشنطن ضد إيران.

"الثورة نت" استطلع آراء عدد من السياسيين اليمنيين حول دلالات تهديد ميليشيا الحوثي الإرهابية وتوقيته وتداعياته على أمن اليمن واستقرار المنطقة.

 

تبعيّة كاملة

الدكتور عمار البخيتي، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة إقليم سبأ، قال إن تهديد الحوثي يكشف بوضوح التبعية الكاملة للجماعة للنظام الإيراني. 

وأضاف البخيتي، لـ"الثورة نت" أن "جميع حروب الحوثيين في اليمن ما هي إلا حرب بالوكالة بين إيران والشعب اليمني"، مشيرًا إلى أن "الجماعة تستغل مثل هذه التهديدات لخلط الأوراق وتضليل الرأي العام بتصوير معركة الشرعية كأنها امتداد لصراع إقليمي تقوده أمريكا وإسرائيل لا حرب تحرير وطنية".

وأشار البخيتي، إلى أن ميليشيا الحوثي ستتخذ من التصعيد ذريعة لقمع كل من يخالفها بتهم "الخيانة" و"العمالة" وستستخدمه كوسيلة جديدة لفرض المزيد من الجبايات، فقد دأبت على استغلال أي ظرف خارجي أو داخلي لتنفيذ السياسات الإيرانية.

وأكد الدكتور البخيتي، أن الجماعة تحاول من خلال هذا الخطاب التهرب من مسؤولياتها تجاه المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بما فيها صرف مرتبات وتقديم خدمات.

 

أجندة طهران

من جانبه، قال أحمد الصباحي، عضو الأمانة العامة لحزب السلم والتنمية، إن "إيران تحاول من خلال الحوثيين إشهار أول أدواتها العسكرية في المنطقة بعد تراجع أدوار حزب الله والحشد الشعبي وفقدان التأثير المباشر في سوريا".

وأضاف الصباحي، في تصريح خاص لـ"الثورة نت"، أن "الموقف الحوثي مرتبط تمامًا بالموقف الإيراني وحتى مواقفهم السابقة من قضية غزة كانت تنفيذاً لأجندة طهران التي لطالما أرادت استخدام أدواتها دون الانخراط المباشر لكن حساباتها لم تكن دقيقة وتعرضت في النهاية للهجوم داخل أراضيها.

ويتفق القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، سالم العولقي، بأن "ما أعلنته ميليشيا الحوثي بشأن تهديد المصالح الأمريكية في البحر الأحمر يندرج ضمن أجندة النظام الإيراني الذي يسعى لتوسيع رقعة الصراع في المنطقة عبر أذرعه الطائفية

وأضاف العولقي، في تصريح خاص لـ"الثورة نت"، أن مليشيا الحوثي مجرد أداة بيد طهران لا علاقة لها بمصلحة اليمن، مشيرًا إلى أنها تريد الزج بالبلاد في أتون صراعات إقليمية لا ناقة لليمن فيها ولا جمل". مؤكدًا أن الحوثي ليس سوى "درج من أدراج إيران يحرك متى شاءت وبما يخدم مصالحها".

 

حسابات النظام الإيراني

رئيس الدائرة السياسية للحزب الاشتراكي اليمني في تعز، فهمي محمد، قال إن استغلال إيران للحركة الحوثية جاء بعد انقلابها على الشرعية في اليمن، ويأتي ضمن حسابات النظام الإيراني في إطار الصراع مع أمريكا وحلفائها".

وأضاف القيادي الاشتراكي، في تصريح لـ"الثورة نت" أن "إيران دولة ذات طموح نووي، وتدرك تماماً موقف المعاهدات الدولية والدول الكبرى تجاه انتشار السلاح النووي، وخاصة موقف أمريكا وإسرائيل. ولهذا السبب، تتوقع إيران تعرض مشروعها النووي للقصف العسكري مما دفعها لتوظيف الجيوب والمكونات الشيعية في المنطقة واستخدامها كأدوات نفوذ في صراعها السياسي والعسكري بعيداً عن حدودها الجغرافية.

وأوضح أن هذا التوجه كان السبب في تأسيس حزب الله واستغلال الحركة الحوثية ونشوء الجماعات الشيعية المسلحة في العراق. 

وأشار إلى أن تهديد الحوثيين باستهداف سفن الملاحة البحرية هو تهديد جدي يعكس الأجندة الإيرانية التي تسعى لإظهار قدرتها على ضرب المصالح الأمريكية وتعطيل حركة الملاحة، خاصة بعد سقوط نظام الأسد وتراجع نفوذ حزب الله.

وقال إن ميليشيا الحوثي لا يهمها الرد الأمريكي أو الدولي في اليمن، مشيرًا إلى أن تنفيذ التهديدات مرهون بنتائج الضربات الأمريكية السابقة خصوصاً فيما يتعلق بتدمير الصواريخ الباليستية في حوزة الحوثيين. إضافة إلى رغبة صانع القرار في إيران بالتصعيد العسكري، خاصة بعد الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية.

وأكد أنه "في حال رغب النظام الإيراني في التصعيد، فإن الحوثيين سيكونون أداة لتنفيذ تهديداتهم والنتيجة التضحية بما تبقى من بنية تحتية في اليمن خدمة لمصالح النظام السياسي في طهران".

 

أداة صراع

الصحفي والباحث السياسي وليد الجبر، اتفق مع ما ذكره البخيتي والصباحي وغيرهم، بأن التهديدات الحوثية الأخيرة "تأتي في سياق تبعية الجماعة المطلقة لنظام "الولي الفقيه" وارتباطها الوثيق بهذا النظام الحاكم في إيران، والتزامها الكامل بمخططاته وتحقيق أطماعه التوسعية دون أي اعتبار لسيادة اليمن أو مصلحة شعبه".

وقال في حديثه لـ"الثورة نت"، إن هذه التهديدات تثبت أن النظام الإيراني هو من يدير جماعة الحوثي ويملك أمرها، ويتخذ قراراتها، ويحركها متى شاء، كأداة من أدوات صراعاته الخارجية، بعد أن وضعت هذه التهديدات مصير اليمن ومقدراته بيد علي خامنئي، ليستخدمها كورقة تفاوض يلجأ إليها كلما اشتد الضغط على إيران.

واستغرب الجبر، "حجم الاستهتار الذي تتعامل به جماعة الحوثي مع مصير اليمن، وتجاهلها الكامل لمصالحه الوطنية، وهي تغامر بسلامة الوطن بأكمله خدمةً لأجندة طهران، وتزج بالبلاد في صراع دولي لا ناقة لها فيه ولا جمل".

وأضاف أن الميليشيا الحوثية "لا ترى في هذا البلد المنهك سوى منصة لتسجيل مواقف نيابةً عن طهران، حتى وإن كان الثمن هو مضاعفة معاناة اليمنيين، وتعميق مأساتهم الإنسانية التي هي في الأساس من صُنعها.

وبهذه التهديدات والتصرفات، قال الجبر، إن الميليشيا الحوثية تكشف عن "مستوى سذاجتهم وسطحيتهم السياسية، وحجم تهورهم وطيشهم، وهم يضعون اليمن على حافة مواجهة إقليمية، ويقحمونه في صراع لا يمتلكون أدواته ولا يتحكمون بمساره، ويدخلونه في دوامة طويلة من العنف والفقر والجوع والعزلة.

لن تغير شيئًا

ومن ناحية واقعية هذه التهديدات، قال الجبر، إن الجماعة إذا نفّذت تهديداتها فلن تُغيّر شيئاً في المعركة التي تتجاوز قدراتها الفعلية، ولن يكون لمشاركتها فيها أي تأثير في تغيير ميزان القوة بين الولايات المتحدة وإيران.

وفي المجمل، قال: لن تأتي هذه التهديدات الحوثية إلا بالمزيد من الدمار لليمن. وفي حال تراجعت الجماعة عن تنفيذ تهديداتها فهي تضع نفسها في مأزق كبير أمام أتباعها، وفي كلا الحالتين هي في مأزق حقيقي، سواء عبر تبعيتها العمياء لطهران، وتقديم نفسها كأداة طيّعة تنفذ الإملاءات الإيرانية أو وهي تُظهر نفسها كظاهرة صوتية لا تملك قراراتها.