نظم برنامج الأمراض المزمنة بقطاع الطب العلاجي بوزارة الصحة العامة والسكان، اليوم، بالشراكة مع قطاع الرعاية الصحية الأولية، وبدعم من منظمة الصحة العالمية، ورشة عمل نوعية حول مناصرة دمج خدمات الأمراض المزمنة ضمن حزمة الخدمات المقدمة في مراكز الرعاية الصحية الأولية.

وتهدف الورشة التي يشارك فيها 25 مشاركاً يمثلون قيادات مختلفة من قطاعات الوزارة والجهات الصحية ذات العلاقة، إلى تسليط الضوء على واقع رعاية الأمراض غير السارية (المزمنة) في البلاد، واستعراض مستوى الاستجابة الصحية لهذه الفئة من الأمراض خلال سنوات الأزمة.

ويناقش المشاركون في الورشة الفجوات والتحديات الراهنة، واستكشاف الفرص المتاحة لدمج خدمات الأمراض غير السارية ضمن الخدمات الأساسية المقدمة في مراكز الرعاية الصحية الأولية، وتحديد الخطوات العملية لإعداد خارطة طريق وطنية للمناصرة والتأييد في هذا الاتجاه.

وأكد وكيل وزارة الصحة لقطاع الطب العلاجي الدكتور شوقي الشرجبي، على أهمية هذا اللقاء النوعي الذي يمثّل محطة مفصلية في إطار جهود وزارة الصحة لإحداث نقلة خدماتية حقيقية تتجه صوب تعزيز إدارة الأمراض غير السارية، من خلال دمجها بشكل ممنهج ومستدام ضمن برامج الرعاية الصحية الأولية.

وأشار في كلمته بحضور وكيل وزارة الصحة لقطاع السكان الدكتور سالم الشبحي، الى أن الأمراض المزمنة باتت تمثل عبئًا صحياً متزايدًا على النظام الصحي في اليمن، حيث تزداد نسب الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والسكري، وأمراض القلب، والسرطان، وغيرها من الأمراض التي تتطلب تدخلات علاجية وتأهيلية طويلة المدى، وهو ما يفرض واقعاً جديداً على مستوى التخطيط والاستجابة الصحية.

بدوره استعرض مدير البرنامج الوطني للأمراض المزمنة الدكتور سعيد برعية، محاور وأهداف الورشة التي تسعى إلى توجيه بوصلة العمل نحو دمج فعّال ومستدام لخدمات الأمراض غير المعدية في صلب عمل مراكز الرعاية الصحية الأولية، لتقريب الخدمة من المواطن، وتحقيق العدالة الصحية، وتخفيف الضغط عن المستشفيات المرجعية.

وأشار الى أن البرنامج الوطني يعمل حاليًا على مراجعة وتصميم حزمة متكاملة من التدخلات العلاجية والوقائية التي تستجيب لواقع النظام الصحي في ظل شحة الموارد، مع إيلاء أهمية قصوى لبناء قدرات العاملين الصحيين، وتوفير أدوات التشخيص والعلاج المبكر، وتفعيل نظم المعلومات الصحية لتتبع المرضى المزمنين.

من جانبه، أوضح مدير مكتب منظمة الصحة العالمية بعدن الدكتور محمود ظاهر، أن دمج خدمات الأمراض المزمنة في مراكز الرعاية الصحية الأولية يعد من أولويات المنظمة العالمية في اليمن، كونه يمثل أحد المسارات الأكثر كفاءة واستدامة في التعامل مع هذا النوع من الأمراض.. مؤكدًا حرص المنظمة على مواصلة دعم البرامج الوطنية الصحية، من خلال المساهمة في بناء القدرات، وتوفير الدعم الفني، ومرافقة الوزارة في إعداد خارطة طريق واضحة تستجيب للتحديات وتستشرف المستقبل الصحي للبلاد.