الرئيسية - محليات - مأرب تحتضن مجلس عزاء مهيب للعلامة الشهيد الشيخ صالح حنتوس رمز مقاومة الكهنوت
مأرب تحتضن مجلس عزاء مهيب للعلامة الشهيد الشيخ صالح حنتوس رمز مقاومة الكهنوت
الساعة 08:25 مساءً

 

مأرب -- عبدالله العطار

احتضنت مدينة مأرب، اليوم، مجلس عزاء مهيب في رحيل العلامة المجاهد الشيخ صالح حنتوس، مدير دار القرآن الكريم بمديرية السلفية بمحافظة ريمة، الذي ارتقى شهيداً هو وحفيده، عقب استهداف منزله ومسجده من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، في جريمة بشعة تضاف إلى سجلها الدموي في استهداف العلماء والدعاة والمصلحين.

وشارك في مجلس العزاء الذي اقامه المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة ريمة بحضور محافظ المحافظة اللواء محمد الحوري،وجمع غفير من العلماء والدعاة واعضاء الأمانة العامة للحزب، وطلبة العلم ومحبي الشهيد من مختلف المحافظات، الذين قدموا لتقديم واجب العزاء في العالم الرباني الذي كرّس حياته لخدمة كتاب الله وسنة نبيه، ومناهضة الفكر الطائفي الكهنوتي، وتربية الأجيال على الاعتدال والوسطية.

وفي كلمة المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح لمحافظة أكد الدكتور يوسف سعد عن الخسارة الفادحة لعلم من الأعلام  والحزن البالغ الحزن لاستشهاد الشيخ صالح حنتوس، مشيداً بدوره الريادي في مقاومة المشروع الحوثي بالفكر والعلم والمنهج الوسطي، وقال:
"الشيخ حنتوس كان مدرسة في التواضع والورع، ورمزاً وطنياً واجه المشروع الحوثي الكهنوتي بإرادة لا تلين، وإن استهدافه بهذا الشكل الجبان يمثل دليلاً واضحاً على خوف المليشيا من صوت الحق والنور".
وأضاف أن رحيله مثل خسارة وطنية كبيرة، لكنه رحل شهيداً وهو ثابت على المبادئ والقيم التي ضحى من أجلها.

كما ألقيت عدد من الكلمات للعلماء والمشايخ والوجهاء أشادت في مجملها بمواقف الشهيد ومكانته العلمية والدعوية، وأكدت أن اغتياله يعد جريمة لا يمكن السكوت عنها، وعبرت الكلمات أن
لعلامة الشيخ صالح حنتوس كان منارة للقرآن وعلماً من أعلام ريمة واليمن، جمع بين التربية والتعليم، والجهاد بالكلمة والموقف، وكان سداً منيعاً في وجه المشروع السلالي الطائفي الذي تحاول المليشيا الحوثية فرضه بقوة السلاح.
وأضافوا أن الشهيد أسهم لعقود في تحصين المجتمع من الأفكار الدخيلة، وأن استهدافه يمثل محاولة فاشلة لإخماد صوت الحق والعلم، مؤكدين أن دماءه الزكية ستكون لعنة تلاحق القتلة، ومشعلاً ينير طريق الأحرار.

وأكد الحاضرون أن الشهيد حنتوس كان من أبرز الرموز العلمية والفكرية التي تصدت لمشروع الإمامة وأكاذيب الولاية، وظل صامداً على مبادئه حتى لحظة استشهاده في منزله الذي تحوّل إلى محراب للشهادة عقب قصفه من قبل المليشيا دون أي وازع من دين أو ضمير.

كما دعا المشاركون في العزاء إلى محاسبة المليشيا على جرائمها المستمرة بحق العلماء والدعاة، واليمن واليمنيبن عامة، مؤكدين أن اليمن سيبقى عصياً على الكهنوت، وأن دماء الشهداء أمثال الشيخ صالح حنتوس سترسم طريق النصر والحرية.

تخلل فعالية العزاء عدد من الفقرات والقصائد الشعرية تناولت مناقب الفقيد ومساره التنويري ، مؤكدة أن صموده في وجه الكهنوت سيظل ذكرى خالدة في ذاكرة الوطن، وأن مشروع النور والعلم الذي حمله سيظل قائماً في مواجهة الظلام والطغيان.