الرئيسية - عربي ودولي - امريكا وإسرائيل تضغطان على أوروبا لفرض حصار على حزب الله
امريكا وإسرائيل تضغطان على أوروبا لفرض حصار على حزب الله
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

باريس/ – يريد الاتحاد الأوروبي¡ الذي طالبته الولايات المتحدة وإسرائيل بمعاقبة حزب الله الشيعي اللبناني الذي اتهمته بلغاريا بالوقوف وراء اعتداء ضد الإسرائيليين على اراضيها¡ اعطاءه وقتا للتفكير إلا أن الانقسامات بين دوله لا توحي بامكانية اتخاذ قرار في هذا الشأن. وقد اسفر هذا الهجوم الانتحاري عن مقتل خمسة إسرائيليين وبلغاري إضافة إلى منفذه. وتحفظت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين اشتون عن التعليق على الاتهام البلغاري واعتبرت انه “يجب التفكير” في “رد مناسب”. وردا على وزير الخارجية الأمريكي الجديد جون كيري الذي يضغط لاتخاذ “تحرك فوري لقمع حزب الله” ويريد ادراج هذا التنظيم في قائمة الاتحاد الأوروبي لـ”المنظمات الارهابية” قالت اشتون انه “واحد من خيارات أخرى” مشيرة إلى امكانية تعزيز مراقبة الشرطة الأوروبية لهذه الحركة الحليفة لسوريا وإيران. ويرى جوزف باحوط الاستاذ في معهد الدراسات السياسية في باريس أن “مسألة الالتزام مع حزب الله والتحدث معه ام لا مسالة حسمها الأوروبيون منذ وقت طويل باختيارهم الابقاء على نوع من الصلة بهذه الحركة القوية النفوذ وهي حزب حكومي” وقال أن “وصم اطراف فاعلة قوية مثل حزب الله هو قطع للعلاقة القائمة معه”. ويتطلب ادراج حزب الله في “القائمة السوداء” اجماع الدول “الـ27” وهو امر يصعب تحقيقه. ويقول دبلوماسي في بروكسل أن فرنسا تبدو الدولة الاكثر ترددا في التنديد بحزب الله¡ وهو ما تعارضه ايضا ايطاليا وقبرص ومالطا. ويرى الخبراء أن تردد باريس وروما يرجع جزئيا إلى مشاركة هذين البلدين في قوة الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفل). واعتبر باحوط أن “حسن إدارة وجود اليونيفل في الجنوب يتوقف كثيرا على العلاقة الجيدة القائمة بين الغربيين وحزب الله وخاصة فرنسا” وتصنيف هذا الحزب كـ”منظمة ارهابية” يعني “وضع النفس في موقف صعب جدا”. من جانبه يرى اندريا ديسي الباحث الايطالي الأمريكي في معهد الشؤون الدولية في روما أن “تردد ايطاليا مرتبط جزئيا بهذا الاشتراك في اليونيفل لكن ايضا لكون دول جنوب أوروبا¡ خلافا لغيرها¡ تنظر ايضا إلى الجانب الاجتماعي لحزب الله وليس الجانب العسكري فقط”. واعتبر دبلوماسي آخر أن باريس ترى ايضا “معجزة” في عدم انزلاق لبنان حتى الآن في “الدوامة السورية” وتعتبر أن ذلك “يرجع إلى الموقف المسؤول لكثير من مكونات الواقع اللبناني وخاصة حزب الله”. وقال باحوط معلقا: “يمكن أن ننظر إلى هذا الرهان على انه رهان ساذج إلا أن الحوار مع حزب الله اتى بالفعل بثماره في الكثير من الاوقات ونجح في نزع فتيل عدد من الازمات والتوترات”. وأمس الأول تحدثت باريس وأيضا برلين عن “تنسيق” مع شركاء أوروبيين فيما قالت روما انها “ستتبع مواقف آشتون”. في المقابل اختارت هولندا وبريطانيا توجيه “رسالة واضحة” إلى حزب الله كما تطالب واشنطن. وقالت الخارجية البريطانية: “نعتقد أن الرد السليم سيكون أن يضع الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري لحزب الله في قائمته للمنظمات الارهابية التي يجب تجميد ارصدتها”. وأضافت: “لا نرى سببا يجعل هذا التصنيف الأوروبي يؤثر على الاستقرار السياسي في لبنان”. وتدعو هولندا منذ 2004م إلى ادراج حزب الله في القائمة السوداء للاتحاد الأوروبي. وترى لاهاي أن “النتائج البلغارية تؤكد الموقف الهولندي”. ولاحظ جوزف باحوط أن “قضية بلغاريا قضية صعبة” موضحا أن “البقاء على صلة بحزب الله لا يعني الموافقة على خياراته. يجب أن تكون هناك شجاعة وان يقال له أن عليه¡ في حال اتهامه¡ تقديم المشتبه بهم إلى العدالة التي يمكن أن تبرئهم بعد ذلك”.