الرئيسية - عربي ودولي - خلافات كبيرة تعصف بالحكومة التونسية
خلافات كبيرة تعصف بالحكومة التونسية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تونس/وكالات/ – يبدو أن التوقعات بحدوث إنشقاق داخل حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في تونس باتت واقعا مع خروج الخلافات إلى العلن بين رئيس الحركة وأمينها العام¡ لا سيما حول تشكيلة الحكومة المرتقبة. وأعلن نائب رئيس الحركة عبدالحميد الجلاصي أمس رفض مقترح رئيس الوزراء والأمين العام للنهضة حمادي الجبالي حول تشكيل حكومة كفاءات وطنية مصغرة¡ معتبرا أن تونس بحاجة إلى حكومة سياسية. وخلال الأشهر الماضية واجه حمادي الجبالي معارضة قوية من قبل رئيس النهضة راشد الغنوشي بشأن التعديل الحكومي¡ لا سيما بخصوص إقالة بعض وزراء النهضة وفي مقدمتهم وزير الخارجية رفيق عبدالسلام من جهة¡ وإسناد حقائب وزارية لشخصيات سياسية ليبرالية من خارج الائتلاف الحاكم من جهة أخرى. ويتمسك الغنوشي بألا تنفتح التركيبة الجديدة للحكومة إلا على “الأحزاب القريبة من النهضة” وهي أحزاب لا تحظى بثقل سياسي يذكر فيما يحاول الجبالي الانفتاح على المعارضة واشراكها في إدارة المرحلة الانتقالية من خلال تعيين شخصيات سياسية علمانية في مسعى لانتشال حكومته من عزلتها وتخفيف الضغط السياسي عليها. وقال الجلاصي: رئيس الوزراء لم يأخذ رأي النهضة.. نحن غير موافقين على حكومة كفاءات مصغرة”. وأضاف: نحن نعتقد أن تونس بحاجة إلى حكومة سياسية الآن¡ سنواصل المناقشات مع أحزاب حول مستقبل الحكومة المقبلة. وأعلن الجبالي مساء أمس الأول أنه سيشكل حكومة “كفاءات وطنية لا تنتمي إلى اي حزب” وذلك إثر اغتيال شكري بلعيد المعارض اليساري البارز¡ بالرصاص أمام منزله صباحا. ولفت إلى أن مهمة الحكومة التي ستكون “محدودة” في الزمن¡ تتمثل في “تسيير شؤون الدولة والبلاد إلى حين إجراء انتخابات (عامة) سريعة”. وأوضح أن الحكومة ستكون “مصغرة” وستتشكل من “أبرز ما لدينا من كفاءات¡ وفي كل الوزارات السيادية وغيرها¡ تعمل على الخروج من هذه الوضعية”. ويكشف هذه الخلاف الحاد عن عدم قدرة النهضة على المحافظة على وحدتها مع وجود تيارين ينفصلان تدريجيا مع تولي الحركة الإسلامية مقاليد الحكم في تونس بعد الاطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي قبل سنتين تقريبا. وتسود تجاذبات حادة بين تيار القيادات التي عاشت في الخارج طيلة أكثر من عشرين سنة وتفتقد لمعرفة ميدانية دقيقة للواقع التونسي الذي تنظر إليه من زاوية التقارير الدولية وبين تيار قيادات الداخل التي واكبت تحولات المجتمع التونسي وتتبنى رؤية براغماتية منفتحة ترى أنها ضرورية لتأمين نجاح الحركة في عملية إدارة المرحلة الانتقالية. وينتصر التيار الأول للمرجعية الدينية والروحية للحركة ويقوده راشد الغنوشي فيما ينتصر التيار الثاني للبراغماتية السياسية والانفتاح على القوى الوطنية والديمقراطية ويقوده حمادي الجبالي. ويحاول تيار الجبالي “تونسة” النهضة فيما يسعى تيار الغنوشي إلى “خلجنتها”. ويعيب الجبالي على الغنوشي أنه يضغط عليه باتجاه إدارة الشأن العام ومؤسسات الدولة بـ”عقلية الأحزاب السرية” وهو ما يتنافى مع طبيعة العملية الديمقراطية التي تستوجب مشاركة الجميع في إدارة المرحلة الانتقالية. وعلى الرغم من أن الخلافات داخل حركة النهضة تحولت خلال الأسابيع الماضية إلى “حديث الساحة السياسية” إلا أن راشد الغنوشي أكد في أكثر من تصريح أن ما يحدث داخل الحركة هو “حراك ديمقراطي يعكس وجود تلوينات فكرية وسياسية” نافيا وجود “خلافات عميقة” لا عقائدية ولا سياسية.