الرئيسية - عربي ودولي - تداعيات التدخلات الخارجية على استقرار اليمن.. وعلاقات بلدين شقيقين
تداعيات التدخلات الخارجية على استقرار اليمن.. وعلاقات بلدين شقيقين
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الثورة/ الراصد السياسي – في الوقت الذي توافقت الإرادة الأممية على أمن اليمن ودعم استقراره ووحدة أراضيه وأجمع العالم على حل القضية اليمنية كما لم يْجمع على قضية أخرى من قبل وفي حين وحدت القوى الكبرى والاقليمية موقفها لأول مرة تجاه الخيار السلمي الأوحد أمام اليمن… وحدها “الشقيقة الإسلامية” تصر على أن تشذ عن الإجماع لتقف بمفردها على نقيض العالم وتغرد خارج السرب.. بل خارج حتى عن حليفين استراتيجيين- نعني الصين وروسيا- يتفقان معها في كل مصلحة تقريبا إلا أمن اليمن الذي يهم العالم بأسره!. موقف غير مفهوم يمكن استنتاجه ببساطة من جملة رسائل عديدة وجهتها هذه “الشقيقة” لليمن تدلل على نوايا غير بريئة تجاه استقراره ووحدته وتضع علاقات البلدين على المحك الأصعب ربما كان آخرها حمولة سفينة مشبوهة كشفتها السلطات مؤخراٍ تناقلت وسائل الإعلام المحلية والدولية صورها باهتمام لافت وتسببت في توتير علاقة – ليست بحاجة إلى مزيد التوتر أصلا- بين البلدين وتصعيد تصريحات غير مسبوق وصل حد الغضب من الاتهامات اليمنية ضدها وسخرية سفيرها من إمكانيات اليمن للتغطية على الجريمة – ذات مؤتمر صحفي. ثمة منطق غريب لا يفهمه اليمنيون حتى اليوم حين تنتفض “الشقيقة الإسلامية” وتصدر عنها ردود أفعال غاضبة وتصريحات “متعالية” كلما انزعج اليمنيون من تدخلها في شئونهم الداخلية ونفي دائم وتنصل مستميت كلما أشاروا إليها بأصابع الاتهام في قضية سلاح أو تجسس أو تهريب من اي نوع في حين لا تولي بالا لحجم الألم الذي تشعر به اليمن ولانسمعها تنطق ببنت شفه ضد “حوزات” في بلدها يعرف ساستها أنها وراء كل مايجري!. لا أحد يعلم ما الذي تنتظره الشقيقة “الإسلامية” من موقف يمني ملائم تجاه قضية غير ملتبسة وجريمة مكتملة الأركان ضْبطت سفينتها متلبسة بها وقادمة من مياهها.. هل كانت تنتظر ردة فعل رومانسية¿. واضح أن ما تم اكتشافه في المياه اليمنية لم يكن شحنة بسكويت أو ألعاب تسلية بل شحنة موت وخراب ديار.. ثمة كارثة لا تحتمل الصمت وطعنة لم يتوقعها اليمن سيما في هذه الظروف الدقيقة من شقيقةُ مسلمة تشاطره الدين والعلاقات التاريخية الطيبة.. فكان لابد أن يخرج اليمن عن صمته وديبلوماسيته المهادنة ليعلنها صرخة مدوية وفضيحة مجلجلة كانت تستلزم اعتذارا لائقا وإجراءات صارمة لوقف التدخل! تعلم هذه الشقيقة “العزيزة” بأن المشكلة ليست في تصعيد لهجة التصريحات اليمنية ضدها بل في قوة عمياء ونظرة متخبطة تخطئ تقديراتها دوما تجاه اليمن ولا تتقن قراءة مشهده الراهن.. فهديتها التي أنعمت بها على اليمن توحي وكأن شعباٍ في طريقه للتقاتل لا للتحاور.. وإلا فأية رسالة يمكن فهمها من حمولة موتُ أخطأت وجهتها وتوقيتها حين ترسو في بلدُ يتأهب “لحوار” لا لدمار.. وشعب يتوثب لولوج حقبة سلام واستقرار ووحدة وطنية خالية من الدماء وروائح البارود حقبة لا تحتمل سوى إسهامات بناءة شحنات خيرية مبادرات حسن نية “حمولات تنموية” وأيادُ بيضاء ترطب العلاقات المضطربة كما يفعل الآخرون في الظروف الطارئة لا أن تفاجئه الشقيقة “المفتولة” بكل هذا الكم غير البريء والكميات الكبيرة من الأسلحة والمتفجرات وأجهزة اتصالات متطورة أكد متخصصون انها معدة لاستخدامها في حروب العصابات وعمليات الاغتيالات وتفجير المنشآت المحصنة جيدا. وتضم صواريخ مضادة للطائرات وصواريخ كاتيوشا ومواد متفجرة. فبحسب صحيفة ” البيان ” الإماراتية ووكالات الانباء العالمية والاستخبارات الدولية بينت التحقيقات أن الشحنة «كانت في طريقها إلى أطراف داخلية معروفة وتحتوي على كميات كبيرة ومتنوعة وخطرة من الأسلحة والمواد المتفجرة والأجهزة والنواظير الليلية المختلفة البعض منها صناعة هذه “الشقيقة” كصواريخ كاتيوشا إم 122 بالإضافة إلى صواريخ أرض جو ستريلا 1 و2 تعمل بالحرارة لتتبع الطائرات الحديثة بمختلف أنواعها على مسافة من اربعة إلى خمسة كيلو مترات». بجانب قاذفات آر بي جي 7 ومناظير ليلية من صناعتها المحلية فضلا عن نواظم المدفعية لتحديد الأهداف البرية والبحرية على مسافة 40 كيلو مترا. واكدت وسائل الإعلام أن السلطات «عثرت في السفينة على كواتم الأسلحة الآلية تستخدم للاغتيالات على مسافات قريبة 150 مترا ومواد متفجرة من نوع (ار.دي.إكس) ومادة (سي فور) شديدة الانفجار التي يمتلكها عدد قليل من الدول في الشرق الأوسط.». وأكد وكيل وزارة الداخلية العميد عبدالرحمن حنش لـ«رويترز» أن هذه «اخطر شحنة أسلحة يتم ضبطها عند تهريبها إلى اليمن لانها تحوي معدات قتالية متطورة ومتنوعة وتتجاوز الشحنات السابقة التي كشف عنها في السابق والتي اقتصرت على المسدسات التي كانت تهرب عبر احد الموانئ التركية”. وقال حنش انه بينما كان يجري التحقيق في الشحنة بات من المؤكد أن الأسلحة كانت متجهة إلى جماعة بعينها.. الأمر الذي أكده مكتب الرئيس هادي بناء على تقارير استخباراتية دقيقة. كما عرض التلفزيون الحكومي الأيام الماضية لقطات لوزير الداخلية عبدالقادر محمد قحطان ورئيس جهاز الامن القومي على الاحمدي وهما يستعرضان الأسلحة التي ضمت صواريخ كاتيوشا من عيار 122 مليمترا وصواريخ ستريلا 1و2 المضادة للطائرات وقذائف ار.بي.جيه ومواد متفجرة وأجهزة رؤية ليلية ايرانية الصنع. ورجحت المصادر حينها أن يؤدي اكتشاف الشحنة إلى مزيد من تدهور العلاقات بين البلدين المتوترة بالفعل بسبب اتهامات يمنية سابقة لهذه الدولة بأنها “تعمل مع الانفصاليين في الجنوب وجماعات في الشمال للمزيد من زعزعة استقرار اليمن الذي يحاول اعادة البناء بعد عامين من الاضطراب السياسي” حسب المصادر. لكل هذا لم يكن مستغرباٍ أن يكون رد فعل اليمن بحجم الطعنة.. فسرعان ما أبلغ المنظمة الأممية بالواقعة ووصل فريق متخصص من لجنة العقوبات في مجلس الأمن الدولي بناء على طلب الحكومة اليمنية للاطلاع على شحنة الأسلحة المضبوطة. وأعد تقريرا مفصلا عنها لمناقشته في مجلس الأمن الدولي. سيما بعد أن خرجت اتهامات سابقة لهذه الدولة من أعلى مستوى في اليمن. وذكرت صحيفة يمنية أن الرئيس هادي طلب صراحة من نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد وقف دعم الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض وإرسال الأسلحة إلى اليمن. ونقلت وسائل إعلام عن مصدر في لجنة الحوار قوله أن رئيس هادي كشف خلال حديثه لرئيس وأعضاء اللجنة الفنية للحوار الوطني الأربعاء “انه بعث رسالة إلى الرئيس الإيراني أحمدي نجاد وطلب منه ايقاف دعم بلاده للحراك الانفصالي وإيقاف تصدير الأسلحة”. وقال هادي في حديثه لرئيس وأعضاء لجنة الحوار انه تم ضبط السفينة بعد مراقبة اتصالات بين طاقمها المكون من 8 يمنيين وبين جهات لم يسمها موضحا أن السفينة كانت تتجه نحو الغيضه في محافظة المهرة على الحدود العمانية. وتحدث الرئيس حسب المصدر عما وصفه بمشكلة تحول البحرين العربي و الأحمر إلى منطقة مفتوحة لتجارة الأسلحة مشيرا إلى أن كثيرا من شحنات الأسلحة التي كانت تدخل اليمن حتى وقت قريب يجلبها تجار من أوكرانيا والمجر ومناطق أخرى باسم وزارة الدفاع اليمنية مقابل نسب مالية باهظة ودون علم الوزارة نفسها. وكان لافتا خروج رئيس جهاز الأمن القومي الدكتور علي حسن الأحمدي لأول مرة في مؤتمر صحفي عقده الأيام الماضية أكد خلاله أن “هذه الشقيقة تقدم دعما ماديا للانفصاليين بجنوب اليمن” واتهم طهران بالسعي”لإفشال المبادرة الخليجية”. مؤكدا أن دعما رسميا وآخر من قبل الحوزات العلمية -ماديا ومعنويا- قدم وما زال لجماعة بعينها في صعدة وتدخلت من الناحية المذهبية هناك رغم أن الصراع ليس مذهبيا بل سياسيا. كما كشفت صحيفة الـ«غارديان» البريطانية نقلاٍ عن ناشط يمني في ما يسمى «بالحراك الجنوبي» وصفته بالبارز أن التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لليمن تزايد بعد الربيع العربي. مشيرة إلى أن الناشط الذي طلب عدم الكشف عن هويته أكد أن هذه الشقيقة “تبحث عن موطئ قدم بشبه الجزيرة العربية للضغط على دول الجوار وليكونوا قريبين من مضيق باب المندب بحال نشوب حرب مع الأمريكيين». ونسبت الصحيفة إلى الناشط قوله إن «الكثير من شباب الحراك الجنوبي يغادرون اليمن بهدوء للتدرب في هذه الدولة ضمن أعداد صغيرة وأظن أنهم يجندون هؤلاء الشبان ليكونوا عملاء لوكالاتهم الاستخبارية في اليمن». وذكرت الـ«غارديان» أن وحدات صغيرة من الرجال المسلحين تْعرف باسم «طيور السماء» تملأ مدينة عدن كل ليلة ولا أحد يعرف من هم وما إذا كانوا جهاديين أو انفصاليين أو الاثنين معاٍ”. كما تحدثت تقارير أميركية نقلا عن مسؤولين في وزارة الدفاع (البنتاغون) ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) عن قيام طهران بنقل ثقلها من سوريا إلى اليمن وسعيها إلى السيطرة على مضيق باب المندب في البحر الأحمر وهو ما يشكل تهديدا للأمن بالمنطقة وخطوط الملاحة النفطية العالمية. ويرى مراقبون أن إستراتيجية هذه الدولة قائمة على السيطرة على الممرات المائية بالمنطقة وبينها ممرات اليمن. وفيما تكشفت بوضوح سافر أوراق الدعم غير المفهوم لقوى التمزيق الداخلي خرج سفير هذه الدولة في مؤتمر صحفي بصنعاء ساخراٍ من الاتهامات حول “ضلوع بلاده في نشاط استخباراتي في اليمن” وتحدث بلغة متعالية لا تليق بديبلوماسي مهمته تحسين علاقة بلده ولا تدلل على نية تهدئة لعلاقة متوترة بقدر ما استفزت البلد المضيف ورفعت نبرة التصريحات المتبادلة وزاد على ذلك بقوله: أن اتهامات اليمن الرسمية لبلاده بدعم فصائل في الحراك الجنوبي كانت نتيجة “تقارير غربية مضللة” حد قوله. نافياٍ علاقة بلاده بالسفينة التي تم ضبطها مؤخرا في السواحل اليمنية”.. وبشأن نفي سفيرها لتدخل بلاده وسخريته من إمكانيات اليمن حين قال” هل اليمن تمتلك قنبلة نووية تى نتجسس عليه بلاده قال محللون إن “الحديث الساخر للسفير يثبت تدخل بلاده أكثر مما ينفيه إذ لا صلة بين التدخل وامتلاك اليمن أو عدم امتلاكها قنبلة نووية فالهدف هو القرب من الممرات المائية في البحر الأحمر إضافة إلى أن اليمن تعد الحديقة الخلفية للسعودية”. وبحسب دبلوماسي يمني فإن تصريحات هذا السفير عكست بوادر أزمة جديدة بين البلدين اللذين تربطهما علاقة متوترة منذ عقد كامل ما كان لها أن تصل إلى هذا المستوى لولا استمرار تدفق شحنات الموت. تجدر الإشارة إلى أن علاقات البلدين تشهد فتورا منذ يونيو الماضي اثر اتهام الرئيس هادي لهذه الشقيقة بالتورط في إنشاء شبكات تجسس لصالحها في اليمن وهو ما نفاه حينها سفيرها في صنعاء وطالب اليمن بتقديم الأدلة على ذلك. وجاء تصاعد التوتر السياسي بين البلدين في أعقاب زيارة قام بها في نهاية سبتمبر/أيلول 2012 إلى الأمم المتحدة عكست حجم الاهتمام الأممي بالملف اليمني اتهم فيها هذه الدولة الشقيقة بالتدخل في شؤون بلاده وكشف عن القبض على “خلايا تجسس إيرانية” في صنعاء. ونقلت وكالة انباء سبأ في يوليو الماضي أنباء تفيد بإلقاء القبض على شبكة تجسس يقودها قائد سابق في الحرس الثوري لهذه الدولة. وقال مبعوث أمريكي لصنعاء في تصريحات نشرتها صحيفة الحياة العام الماضي أن واشنطن تعتقد أيضا أن تلك الشقيقة تعمل مع المتمرديين اليمنيين لتوسيع نفوذها على حساب جيران اليمن في الخليج. بحسب محللين فأن التوتر المتصاعد بين البلدين حاليا يرتبط بتطورات المشهد الثوري في سوريا وبدء انهيار الحليف الإستراتيجي لها في المنطقة في وقت تسعى فيه هذه الشقيقة- عبر جماعات مسلحة تدعمها هنا- إلى إيجاد موطئ قدم لها في اليمن. توصيف أكده أيضا الرئيس عبد ربه منصور هادي في تصريحاته العام الفائت حين قال بأن هذه الشقيقة “ربما فرضت نفسها كقوة إقليمية في المنطقة وهي تسعى إلى تعويض خسارتها الإستراتيجية مع تزايد مؤشرات انهيار النظام في سورية ومحاولتها تعويض تلك الخسارة في اليمن”. ووجه الرئيس أثناء محاضرة ألقاها في مبنى الأمم المتحدة الاتهام لهذه “الشقيقة” بالتدخل في شؤون اليمن وقال أنها “تحاول نشر الفوضى والعنف” وأعلن “الكشف عن 6 شبكات تجسسية تعمل في اليمن لصالح تلك الدولة” خمس منها تم إحالتها للقضاء. وقال إنها تقدم “الدعم السياسي العسكري والسياسي والإعلامي والمالي لقوى الحراك المسلح في جنوب الوطن” في محاولة منها “لإفشال التسوية السياسية في اليمن” التي تمت وفق المبادرة الخليجية المدعومة امميا ومحليا. كما نقلت صحيفة “القبس” الكويتية عن مصادر مطلعة أن الجمهورية اليمنية أعدت ملفا متكاملا سيرفع إلى مجلس الامن يتضمن تفاصيل ومعلومات عن شبكات التجسس السبع وأنشطتها وما تضمنته اعترافات عناصر هذه الشبكات إضافة إلى معلومات تفصيلية دقيقة عن شحنات الأسلحة التي تم ضبطها خلال الأشهر الماضية وكذا ما تمارسه هذه “الشقيقة” من أنشطة سياسية عبر دعم أطراف محلية بهدف تفجير الوضع الداخلي وافشال المبادرة الخليجية. فيما كان السفير اليمني السابق في دمشق عبدالوهاب طواف قد أكد في أحاديث سابقة: إن هذه الشقيقة “تسعى لفرض نفوذها في المنطقة العربية ولها من الوسائل والأدوات الكثير إلا أن كل تلك الأدوات والوسائل تتسم بطابع عنف وتدمير وزرع ألغام وإشعال حرائق في أي أرض تستهدفها. وحالياٍ خسرت أرضاٍ خصبة هي سوريا ولذا تسعى لاستبدال تلك الأرض في اليمن وخصوصاٍ في جنوبه بعد أن أشعلت الحرائق في شمال الوطن وتحديداٍ في صعدة عبر جماعة تدعمها مالياٍ وسياسياٍ وعسكرياٍ”. وتابع السفير طواف في حديثه لـ”العربية نت” أن استراتيجية هذه الدولة “تتمثل في كسب ود أنصار لها في اليمن وإمدادههم بالمال والسلاح لإيجاد حالة من عدم الاستقرار حتى تفرض أجندتها المتمثلة بتشكيل بؤر سرطانية في خاصرة الخليج عامة والآن تسعى إلى إشعال الحرائق في جنوب اليمن بالقرب من مضيق باب المندب وكذا بالقرب من السواحل اليمنية المطلة على البحر العربي وهي بذلك تهدف إلى زرع الفوضى في مضيق هرمز وباب المندب ومنع مرور النفط الخليجي. كما تدفع بعملائها في اليمن لاستهداف القيادات العسكرية المهمة لخلق حالة فوضى وعدم ثقة بين الأجهزة الأمنية”. يأتي هذا في الوقت الذي تنفي فيه هذه الشقيقة “العزيزة” كل مايجري وتؤكد مرارا على أنها “تدعم أمن واستقرار ووحدة اليمن” وأن قوة اليمن ضمن مصالح إيران الاستراتيجية” فيما شواهد الحال تؤكد عكس ذلك تماما. وتدرك الحكومة اليمنية جيداٍ مدى خطورة تنامي نشاط هذه “الشقيقة” الذي تزايدت وتيرته خلال العامين الماضيين على استقرار الوضع الداخلي في البلاد خاصة مع اعلان قيادات جنوبية في التيار الانفصالي انها ستلجأ لاستخدام السلاح لتحقيق الانفصال بالقوة. وبات الأمر بحاجة لأن تدرك حجم المغامرة التي تقوم بها في بلد كاليمن لا ينقصه السلاح والاضطرابات وانعكاساتها الكارثية على شعب لا تنقصه المتاعب ومنطقة برمتها لا تنقصها الشقاقات السياسية والكراهية الطائفية التي عمقت الهوة بين الأمة الإسلامية وأهدرت ثرواتها وإمكانياتها الطائلة وطاقاتها الجبارة في مغامرات هدامة سيلعنها التاريخ والأجيال القادمة عليها بدلا من أن تتحول إلى طاقات ايجابية تساعد الشعوب المغلوبة على أمرها وتبني ماعجزت المذهبية الضيقة عن بنائه.