صادرات السعودية غير النفطية ترتفع 22.8 بالمائة في سبتمر 2024 العميد الأكحلي: شرطة تعز ماضية في تثبيت الأمن والاستقرار بالمحافظة اللواء الجبولي: الوحدة 16 طيران مسير تلعب دورًا محوريًا وحاسما في ميدان المعركة قائد لواء الريان بالمنطقة العسكرية الثانية يؤكد أهمية تعزيز الحس الأمني تدشين برنامج الطبيب الزائر الـ41 لجرحى القوات المسلحة في مأرب انطلاق البطولة الثانية لكرة اليد لأندية محافظة مأرب اليمن يترأس الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين الارياني: مليشيات الحوثي تواصل احتجاز المئات على خلفية نيتهم الاحتفال بذكرى ثورة سبتمبر الوزير الزنداني يصل العاصمة الإيطالية للمشاركة في منتدى حوارات روما المتوسطية "صحة مأرب" يوزع 53 ألف ناموسية مشبعة بالمبيد في مديريات الوادي وحريب ورغوان
حمدي علي الشرجبي* – عندما تزور تركيا وتتعرف عليها عن قرب¡ تتولد لديك قناعة قوية بأن ماتم خلال السنوات الأخيرة نهضة حقيقية بكل المقاييس¡ وتدرك جيدا أن التطور الذي تعيشه الآن لم يكن عشوائيا أو عن طريق الصدفة¡فهو نتيجة رؤية وتخطيط سليم وتنفيذ صحيح لتحقيق أهداف التنمية في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية. الخ¡ وقبل ذلك وجود قيادة قادرة على إدارة شئون البلاد تمتلك إرادة وعزيمة وإخلاصا◌ٍ ورغبة صادقة في تحقيق تطور شامل في كافة المجالات. فهل نستفيد في اليمن من النموذج التركي¡ خصوصا وأن تركيا دولة شرق أوسطية وتنتمي إلى تراثنا الإسلامي نفسه¡ وقد كانت حتى وقت قريب تمر بمرحلة تراجع اقتصادي.. غير أنها تمكنت من الصعود ثانية واحتلال مرتبة متقدمة ليس في الإقليم الذي تنتمي إليه فقط وإنما على المستوى الدولي بشكل يعكس فعاليتها وقدرتها. وإذا تأملنا إلى كلمة سر هذا النجاح¡ فلا شك بأنها كلمة الحرية التي حولت تركيا من دولة مفلسة ومنهارة اقتصاديا إلى دولة صناعية وقوة اقتصادية لا يستهان بها¡ واستفاد أردوغان من شعبية حكومته في تنفيذ سياسات اقتصادية ناجحة. لقد كانت تركيا في عام 2001م على وشك الانهيار والإفلاس والناس محبطين نتيجة ارتفاع معدلات البطالة وحالات الفقر وانخفاض متوسطدخل الفرد الذي بلغ حينذاك(3037) دولارا◌ٍ سنويا¡ وارتفع بعد ذلك ليصل في عام 2011م إلى(10524) دولارا◌ٍ سنويا وتخطط تركيا لزيادة دخل الفرد التركي إلى (25) ألف دولار سنويا بحلول عام 2023م¡ وصنفت تركيا كثالث اكبر دولة صناعية في أوروبا¡ واعتبرت شركات المقاولات والإنشاءات التركية ثاني أقوى الشركات أداء على مستوى العالم¡ علما بأنه وخلال السنوات العشر الأخيرة إنشاء طرق جديدة يزيد طولها علي إجمالي الطرق التي أنشئت منذ تأسيس الجمهورية عام 1924م وحتى 2001م . وقفزت الصادرات من (39) مليار دولار عام 2002م إلى (152) مليار دولار عام 2012م وتستهدف الوصول بالصادرات إلى (500) مليار دولار عام 2023م¡واعتمد الأتراك على القطاع الخاص بنسبة كبيرة وتم إنشاء مناطق وتجمعات صناعية متخصصة وتركزت في معظمها على المشروعات الصغيرة. وتم التوسع في صناعة السيارات والصناعاتالغذائية. ولا شك أن الإصلاحات التي تمت لم تكن لتتم لولا الشعبية الواسعة التي يحظى بها رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي الذي يحبه شعبه بشكل كبير¡ حتى أولئك الذي يختلف معهم ايدلوجيا◌ٍ. وحازإعجاب الناس العامة لجرأته وشجاعته في التعامل مع القضايا السياسية التي تمس مباشرة مصالح تركيا . وفاز بتأييد رجال الأعمال لإصراره على الحاق تركيا بالاتحاد الأوروبي وهو ما يفتح مجالا تجاريا جيدا للصناعة التركية.¡واكتسب الرجل مناصرة وحب الليبراليين بتأكيده على ضرورة إطلاق الحريات والاعتراف بالأقليات والسماح بتعددية أوسع. هل نستطيع في اليمن أن نستلهم نجاح التجربة التركية والاستفادة في بعض جوانبها المفيدة وبما تتفق مع ظروف البلد¡اعتقد أننا نستطيع إذا امتلكنا العزيمة والإرادة والقيادة القوية وقبل كل ذلك تكاتف وتلاحم جميع أبناءالوطن و في النظرإلى المستقبل برؤية مختلفة بعيدا عن الصراعات والمصالح الشخصية الضيقة¡ وأن تستشعر الحكومة مسئوليتها وتعمل على وضع رؤى وخطط طموحة وغير نمطية وتقليدية¡ والاستعانة بتجارب الدول الناجحة التي استطاعت أن تتحول من بلدان فقيرة إلى بلدان قوية ورائدة ومؤثرة وملهمة للأخرين. *مديرعام الحسابات القومية بالجهاز المركزي للإحصاء