الرئيسية - عربي ودولي - سوريا ونداء المبعوث الأممي
سوريا ونداء المبعوث الأممي
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

اسكندر المريسي –

أظهرت تقديرات اللحظة السياسية الجارية في المشهد السياسي السوري أن الأزمة بكل تداعياتها السلبية بالتأكيد ستنتهي وإن طال أمدها فإن لكل مشكلة حلا◌ٍ لا سيما والنداء الذي أطلقه الموفد الأممي يوم أمس الأخضر الإبراهيمي إلى إجراء محادثات بين المعارضة والنظام السوري لما من شأنه التوصل إلى حل للأزمة وإنهاء الصراع السياسي المستمر منذ 23 شهرا◌ٍ. فالنداء الذي أطلقه المبعوث الدولي يعتبر عين العقل والصواب والذي ينطوي على قدر◌ُ عال من الحكمة أظهرت المساعي الحسنة والنوايا الطيبة لذلك المبعوث¡ حيث سبق له وأن صرح في وقت سابق بأن ليس من مصلحة السوريين أيا◌ٍ كانت انتماءاتهم السياسية سواء قي السلطة أو المعارضة الانخراط في الجهد المبذول لتخريب وطنهم وأن سوريا وطن الجميع. واعتبر الأخضر الإبراهيمي بأن مبادرة أحمد معاذ الخطيب للحوار مع النظام السوري قد فتحت الباب كخطوة أولى للخروج من النفق المظلم الذي دخلته سوريا منذ بداية الأزمة¡ منوها◌ٍ بأن هذه المبادرة لا تزال مطروحة وستبقى مطروحة ويجب على الأطراف المختلفة أولا◌ٍ داخل سوريا وثانيا◌ٍ في المنطقة العربية بشكل خاص وعلى المستوى الدولي وأن تتعامل هذه المبادرة من أجل إنجاحها في إشارة إلى القوى الاقليمية والدولية الداعمة والمساندة لكل من النظام والمعارضة. لاسيما والأحداث الجارية في المشهد السياسي السوري له بعد محدد يتمثل بتفعيل الأزمة داخل الشأن السوري عبر الجهدين الاقليمي والدولي وهذا ما يتنافى مع مهمة المبعوث الدولي في دعواته المتكررة إلى وقف الاقتتال في سوريا والتفاهم عبر الحوار بين فرقاء العملية السياسية داخل ذلك البلد العربي وتحكيم العقل والمنطق من أجل تجنيب سوريا الأزمة والحرب وحالة التشظي السياسي. وهو ما يتوجب على أطراف الصراع داخل سوريا احترام أي خطة سلام لمبادرة بناءة وناجحة تنهي الأحداث الدامية وهو ما يتطلب لترجمة ذلك النداء أن يعلن الأخضر الإبراهيمي مبادرة متكاملة والدخول في حوار شامل وكامل بين النظام والمعارضة¡ ولا نعتقد بأن السلطة والمعارضة ماضيتان في تخريب سوريا لأن ذلك يلحق أضرارا◌ٍ بالغة بدرجة أساسية بالشعب السوري. لا سيما وقد جربوا الاستقواء بالمحاور الاقليمية والدولية وأتضح في نهاية المطاف أن الأزمة في سوريا شأن وطني داخلي ويجب أن تحل في إطار مؤتمر حوار وطني يتم برعاية أممية ويتم من خلال ذلك الحوار حل كافة المشاكل والقضايا العالقة والمطلوب بحثها¡ ولا نعتقد بأن السوريين بالمعارضة لا يريدون إذا كانوا فعلا◌ٍ كذلك أن يقولوا بالتي هي أحسن خاصة خلال هذه المرحلة وما تمر به سوريا بالظرف الراهن من تحديات مختلفة نبذ العنف وتغليب المنطق وإعطاء أولوية للحوار لكي تستطيع الخروج من أزمتها الراهنة لأنه لا بديل لحل الأزمة القائمة في سوريا إلاø◌ِ الحوار.