الرئيسية - عربي ودولي - المرزوقي ربح الرئاسة وخسر حزبه
المرزوقي ربح الرئاسة وخسر حزبه
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تونس/ – بات الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي قاب قوسين أو أدنى من أن يصبح بلا حزب قبل انتهاء فترة ولايته الرئاسية المؤقتة. وأعلن نواب في حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي كان يرأسه وهو أحد حزبين علمانيين يشاركان حركة النهضة الإسلامية في الائتلاف الثلاثي الحاكم في تونس¡ مغادرة الحزب فيما يستعد أمينه العام محمد عبو لإعلان استقالته رسميا¡ بحسب وسائل إعلام محلية. ويعيش الحزب الذي كسب زخما إعلاميا وشعبيا عقب الانتخابات السابقة أسوأ أيامه بينما تشهد هياكله وقواعده حالة تآكل مستمرة. وإذا ما استمرت الاستقالات على نفس الوتيرة فإن الحزب الذي افتقد أصلا إلى بوصلة سياسية¡ قد ينتهي به الأمر إلى الاضمحلال والاختفاء نهائيا عن المشهد السياسي في تونس. وحقق المؤتمر الذي أسسه الرئيس المنصف المرزوقي¡ ثاني أفضل نتيجة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي “البرلمان” التي أجريت في 23 “اكتوبر” 2011م “وراء حركة النهضة الإسلامية” وحصل على 29 من إجمالي مقاعد المجلس الـ 217. وبعد الانتخابات¡ شكلت النهضة ائتلافا ثلاثيا حكوميا مع المؤتمر و”التكتل” “يسار وسط”. وبموجب هذا الائتلاف تولى المرزوقي رئاسة الجمهورية ومصطفى بن جعفر “رئيس حزب التكتل” رئاسة المجلس التأسيسي وحمادي الجبالي الأمين العام لحركة النهضة رئاسة الحكومة. وفي 2012م انشق عشرة من نواب المؤتمر وأسسوا حزبا أطلقوا عليه اسم “حركة وفاء”. وفي 2001م أسس المنصف المرزوقي مع معارضين بارزين لنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي¡ مثل نزيهة رجيبة¡ حزب “المؤتمر من اجل الجمهورية” الذي ظل محظورا طوال فترة حكم زين العابدين بن علي. وبعد الإطاحة ببن علي¡ حصل الحزب على ترخيص للعمل القانوني في “مارس” 2011م. وأعلنت نزيهة رجيبة التي استقالت من المؤتمر بعد تحالفه مع حركة النهضة¡ أن الحزب “اخترق” من قبل إسلاميين تابعين في الاصل لحركة النهضة¡ على حد قولها¡ مثل عماد الدايمي الرئيس الحالي لديوان الرئيس التونسي¡ وسليم بن حميدان الوزير الحالي لأملاك الدولة. وفي الحادي عشر من الشهر الجاري أعلن محمد عبو “تجميد” قرار سابق بسحب وزراء المؤتمر من الحكومة وأمهل حركة النهضة اسبوعا للاستجابة لجملة من مطالبه ملوحا بالانسحاب “نهائيا” من الحكومة في صورة عدم تلبية هذه المطالب. ويطالب الحزب بالخصوص بتغيير الإسلاميين نور الدين البحيري وزير العدل والقيادي في حركة النهضة¡ ورفيق عبدالسلام وزير الخارجية وصهر راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة¡ لسوء الأداء. وعارض حزب المؤتمر قرار حمادي الجبالي رئيس الحكومة والأمين العام لحركة النهضة تشكيل حكومة تكنوقراط غير متحزبة كسبيل لإخراج البلاد من الازمة السياسية التي اججها اغتيال المعارض اليساري البارز شكري بلعيد في السادس من الشهر الحالي. ويقول منشقون في حزب المؤتمر أن حزبهم أصبح مجرد “ديكور علماني” لحكم الإسلاميين.