الرئيسية - عربي ودولي - خبراء ومراقبون : 2013م سيكون عاما◌ٍ حاسما◌ٍ للملف النووي الإيراني
خبراء ومراقبون : 2013م سيكون عاما◌ٍ حاسما◌ٍ للملف النووي الإيراني
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

{ عواصم/وكالات –

يقول خبراء في السياسة الخارجية قد يكون على باراك أوباما أن يقرر هذه السنة ما إذا كان سيستعمل القوة العسكرية للإيفاء بتعهده بأن يمنع إيران من التوصل إلى إنتاج أسلحة نووية. لكن الواقع الاقتصادي والعسكري الأمريكي يعارض بشدة مهاجمة الجمهورية الإسلامية ويتماشى مع التعامل مع المشكل ربما بمزيد من العقوبات التي أحدثت جرحا عميقا في الاقتصاد الإيراني. لقد سئم الأمريكيون من الحرب بعد أكثر من عقد من التورط العسكري في العراق وأفغانستان وما زال الاقتصاد الأمريكي ضعيفا بالرغم من تعافيه من الركود الكبير. ويمكن أن يواجه الجيش تخفيضا كبيرا في ميزانيته هذه السنة في الوقت الذي يفكر فيه الكونغرس بالقيام بتخفيضات ضخمة في الإنفاق الحكومي. وبعد هذا كله إيران أقوى بكثير عسكريا من العراق أو أفغانستان ودون شك سترد الفعل بقصف إسرائيل ومهاجمة الجنود الأمريكيين في أفغانستان المجاورة. فضلا عن ذلك وضعت إيران أغلب برنامجها النووي في مكان عميق تحت الأرض مما يجعل من غير المؤكد مدى الضرر الذي يمكن أن تلحقه الضربات الجوية الأمريكية. وإضافة إلى ذلك تعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو أول الداعين إلى مهاجمة إيران لنكسة كبيرة في الانتخابات وهو الآن في موقف ضعيف. وحتى قبل الانتخابات الإسرائيلية رفض أوباما دعوات نتنياهو للقيام بمهاجمة إيران قائلا : إنه ما زال هناك وقت لحل دبلوماسي. لكن هذا الوقت بدأ ينقضي إذ يقول الخبراء إن إيران توصلت إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% وهو مستوى يمكن انطلاقا منه تحويل اليورانيوم إلى درجة الاستعمال العسكري بسرعة نسبيا. وتقول وكالة الطاقة الذرية الدولية التابعة للأمم المتحدة إن الإيرانيين يحضرون لتنصيب أجهزة طرد مركزي أسرع ستمكنهم من تسريع العملية. وتقول سوزان مالوني باحثة كبيرة بمركز “سابان” لسياسة الشرق الأوسط التابع لمعهد بروكنغس: “يعتقد الكثير من الناس أن سنة 2013م هي سنة أخذ القرار حول مسألة اللجوء إلى الحرب أو عقد صفقة حاسمة لإنهاء طموحات إيران النووية”. ويحذر تقرير جديد أعده باحثون بمركز الأبحاث الاستراتيجية والدراسات الدولية من أن “الأزمة المحدودة الحالية يمكن أن تتطور إلى صراع واسع أو شكل جديد من الحرب الباردة”. وخلال فترة أوباما الرئاسية الأولى فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات اقتصادية قاسية على طهران لكن إلى حد الآن لم تبد القيادة السياسية هناك أي استعداد للحوار الجدي حول تغيير برنامج تخصيب اليورانيوم يمكن أن ينتج الوقود لأسلحة نووية. وتنكر إيران أنها تريد صنع قنبلة مؤكدة أنها تقوم بإنتاج الوقود لمفاعلات توليد الكهرباء والبحث العلمي. وتتردد إيران في الدخول في مفاوضات وذلك برفضها تحديد مكان لجولة جديدة من المحادثات كان من المقرر عقدها في يناير إلى أن صرحت بأنها ستجتمع بالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا في 25 من فبراير في كازاخستان. وتعرف هذه المجموعة باسم ‘د’-5 +1 وهو اختصار للأعضاء الدائمين في مجلس الأمن زائد ألمانيا. وتحاول هذه المجموعة إقناع إيران بالتخلي عن نشاطاتها النووية. وترى إسرائيل التي تعهدت طهران بمسحها من الخارطة أن إيران مسلحة نوويا تمثل تهديدا لوجودها وهددت بالقيام بضربة أولية تستهدف المرافق النووية الإيرانية. ومن المؤكد تقريبا أن يجر مثل هذا الهجوم الولايات المتحدة إلى صراع عسكري جديد في المنطقة غير أن أوباما وغالبية الأمريكيين لم يظهروا أي رغبة في حرب جديدة وهي حقيقة يبينها تردد الرئيس في القيام بعمل عسكري في الوقت الحاضر ورفضه توريط القوات الأمريكية في الحرب الأهلية السورية. لكن نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي هو الآخر أصابه الإرباك على إثر انتخابات الكنيست الأخيرة التي شهدت تعويض سياسيين معتدلين ليمينيين في البرلمان. ويعلق المحلل السياسي كريس دولان قائلا: “أعتقد أن نتنياهو ضعف بما يكفي لكي لا يتمكن من إقناع الولايات المتحدة بالحصول على الضوء الأخضر للقيام بهجوم”. ويرى كريم ساجادبور وهو مختص بمؤسسة كارينغي للسلم العالمية أن الضغوط الإسرائيلية لم تعد -هذا إن كانت أصلا- توجه صنع القرار لدى أوباما. ويقول: “سياستنا تجاه البرنامج النووي الإيراني تحددها الخطوط الحمر التي حددها أوباما وليس نتنياهو وهو ما يعني أنه ليس من المحتمل أن تستخدم الولايات المتحدة ما لم وإلى أن يصبح من الواضح أن إيران تتخذ خطوات نشطة لتسليح برنامجها”. وهو يشير في كلامه إلى خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة في شهر سبتمبر الذي قال فيه : إن إيران تجاوزت الخط الأحمر الذي يستدعي العمل العسكري. كما أن أوباما يدرك أن إيران سيكون لها رئيس جديد بعد الانتخابات في يونيو وهو سبب قد يكون وراء تثاقل خطوات إيران. وسيقوم الرئيس الجديد بتعويض محمود أحمدي نجاد. بيد أن السلطة الفعلية في إيران هي بيد المرشد الأكبر آيات الله علي خامينئي ويعتقد طلبة إيرانيون أن خامينئي غير مستقر الرأي حول استخدام وقود البلد النووي لصنع سلاح نووي فقد قال : إن مثل هذا السلاح يتعارض مع أسس إيران الإسلامية. إن أي محادثات في المستقبل ستتوقف على مطلب إيران بالحصول على ضمانات تتعلق بتخفيف العقوبات مقابل التراجع عن برنامجها النووي. ويقول ساجدابور إن الخطوط الكبرى للصفقة واضحة للطرفين إذ أن الموقف الأمريكي غير المصرح به هو: “يمكنك امتلاك برنامج نووي يتضمن تخصيب اليورانيوم ولكن ليس السلاح. وإذا لم تتجه نحو القنبلة فلن نقصفك بالقنابل”. لكنه أضاف أن العقوبات لن تخفف دون حصول تنازلات مهمة. وعقب بالقول إنه يبقى هناك فرق كبير بين تعريف كل طرف لكلمة ‘مهمة’. ويقول مالوني من جهته إنه من الخطورة بمكان حصول صفقة تسير بطريقة سيئة. ويرى أنه إذا حصل ذلك سيكون أوباما مجبرا على القيام بضربة عسكرية للإيفاء بتعهده بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.