الرئيسية - عربي ودولي - استقالة بابا الفاتيكان بين الأمل في التجديد والإقرار بالضعف
استقالة بابا الفاتيكان بين الأمل في التجديد والإقرار بالضعف
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الفاتيكان/ وكالات – الاستقالة التاريخية لبنديكتوس السادس عشر تقسم الكاثوليك والاساقفة انفسهم. فالبعض منهم يرى فيها خطوة تجديدية واعدة¡ والبعض الآخر خروجا غير مسبوق على التقاليد المقدسة تنجم عنه عواقب خطرة وإقرارا بالضعف. وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية¡ قال باولو كولونيتي من حركة فوكولاري: “هذه خطوة لا تنسجم مع الإجراءات المألوفة وتدفع بالكنيسة إلى القيام بفحص ضمير لاستئناف مسيرتها بقوة وعزم. وهي بالتأكيد ليست خطوة تتعارض مع التقاليد المقدسة او التي تنطوي على مخاطر محددة للكنيسة”. ويقول سيرجيو¡ الرئيس العام لارسالية رهبان مريم-الحبل بلا دنس انه “ينتظر المنافع التي ستجنيها الكنيسة من هذا القرار”. واعتبر ان “البعض في الكنيسة يعتقد¡ حيال تفشي الميول العلمانية¡ ان العودة إلى التقاليد هي الحل”¡ لكن الكنيسة تحتاج إلى “الحداثة” التي لا تنحصر في الاصلاحات النوعية. وقد اشاد عدد كبير من الكرادلة بـ”حكمة” او “تواضع” القرار الذي قد يفتح الباب لبابوات آخرين لفترة محددة¡ ويجدد في الوقت نفسه ادارة الكنيسة. وقال كاردينال لوكالة الصحافة الفرنسية “انه يعبر عن الضمير المهني للبابا حيال منصبه. يستقيل من منصبه كبيرا. مهمة البابا كانت محاطة بهالة القداسة”. ورأى هذا الكاردينال الذي طلب التكتم على هويته¡ في القرار ايضا “لحظة نعمة وتأمل حول العالم وحول الله”¡ وقال: إن التفكير الذي تجريه الكنيسة قد تنجم عنه “تأثيرات مسكونية تساهم في حصول تفاهم افضل” مع البروتستانت والارثوذكس. وعبر اللاهوتي الكاثوليكي المتمرد هانس كونغ¡ المقرب من البروتستانت والمتشدد جدا حيال رجل كان صديقه في الجامعة¡ في تصريح لشبكة فونيكس الالمانية¡ عن “احترامه الكبير لاستقالة” “ستغير طريقة النظر إلى البابوية”. اما الصحافة العالمية¡ فغالبا ما رأت فيها خطوة ثورية إلى حد ما¡ واشادت بالبابا بنديكتوس السادس عشر الذي كانت تنتقده. لكن هذه الاستقالة اقلقت اعدادا كبيرة من الكاثوليك المتمسكين بالتقاليد. وقال الكاردينال نفسه “كثير (من الاساقفة والكرادلة) لم يتفهموا ابعاد الاستقالة¡ وشعر بعض منهم بالصدمة وتكون لديهم انطباع بالتراجع. وانتقد آخرون انسحابه بطريقة بعيدة عن الانظار”. ويقول شهود في الفاتيكان ان بعض الحزن او الاستسلام لم تخف معالمه على الوجوه في اليوم الذي تلا الاعلان المفاجىء لبنديكتوس السادس عشر. “انها كارثة¡ امر مرعب”. بهذه الكلمات وصف الاستقالة احد المشاركين في مجمع الكرادلة الذي أعلن خلاله بنديكتوس السادس عشر في 11 فبراير استقالته “بملء حريته” بسبب وهن قواه الجسدية لقيادة الكنيسة في عالم تتسارع تطوراته وتزداد تعقيدا. وبدت ملامح هذا الحزن ايضا في حافلات النقل المشترك في روما¡ وبين جموع الكاثوليك¡ كما قال لوكالة فرانس برس اسقف فرنسي. ويعتقد عدد كبير من المؤمنين العاديين ان البابا الذي يختاره الروح القدس لا يستطيع الاستقالة لأنه يخالف بهذه الخطوة اختيارا الهيا. واعرب هذا الاسقف عن قلقه بالقول: “الم ننتقل من بابوية مقدسة إلى بابوية وظيفية¿”¡ مشيرا إلى تخوفه من العواقب التي ستنجم عاجلا ام آجلا عن اول استقالة لحبر اعظم خلال سبعة قرون. وقال الكاردينال البولندي ستانيسلاو دزيفيتش السكرتير الشخصي السابق ليوحنا بولس الثاني¡ غاضبا: “لا ننزل عن الصليب”¡ ثم خفف من وطأة كلامه بالقول ان كارول فويتيلا بقي حتى الرمق الاخير في منصبه على رغم نزاعه الطويل. وعلى رغم تعرض الكنيسة للانتقادات بسبب الفضائح التي حصلت¡ يتخوف كثيرون من ان تعتبر الاستقالة مؤشر ضعف وبداية سلسلة من الاستقالات وبالتالي “حركة احتجاج” في الكنيسة.