الرئيسية - عربي ودولي - الأسد يبدي استعداده للتفاوض مع المعارضة
الأسد يبدي استعداده للتفاوض مع المعارضة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

لندن/وكالات –

أكد الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مع صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية نشرت أمس استعداده للتفاوض مع المعارضين “الذين يسلمون سلاحهم” حول انهاء الازمة في بلاده¡ مؤكدا أن تنحيه عن السلطة لا يحل الازمة. كما اتهم الاسد الحكومة البريطانية بالسعي إلى “تسليح الإرهابيين” في بلاده¡ في المقابلة التي بثت الصحيفة شريط فيديو لها على موقعها على الانترنت. وقال الاسد : “نحن مستعدون للتفاوض مع أي كان¡ بما في ذلك المقاتلون الذين يسلمون سلاحهم”¡ مضيفا “يمكننا بدء حوار مع المعارضة¡ لكن لا يمكننا اقامة حوار مع الإرهابيين”. وردا على سؤال حول الدعوات الموجهة اليه من الغرب للتنحي عن السلطة¡ أكد أن تنحيه عن السلطة لا يحل الازمة. وقال : “لو كان هذا صحيحا¡ من شأن رحيلي أن يضع حدا للقتال. ومن الواضح أن هذا تفكير سخيف¡ بدليل السوابق في ليبيا واليمن ومصر”. وأضاف : “لا يمكن لاي إنسان وطني أن يفكر بالعيش خارج وطنه. انا كسائر المواطنين السوريين”. وتابع : “إن السوريين وحدهم هم من يمكن لهم أن يقولوا للرئيس ابق أو ارحل¡ تعال أو اذهب¡ ولا احد غيرهم”¡ مضيفا “اقول هذا بوضوح كي لا يضيع الاخرون وقتهم ولكي يعرفوا على ماذا يركزون”. وعن دور بريطانيا¡ قال الاسد للصحيفة الاسبوعية : “كيف يمكن أن نتوقع منهم تخفيف حدة العنف في حين انهم يريدون ارسال معدات عسكرية إلى الإرهابيين ولا يحاولون تسهيل الحوار بين السوريين”. وأضاف في المقابلة التي اجريت معه قبل ايام : “بصراحة لقد اشتهرت بريطانيا بلعب دور غير بناء في منطقتنا في عدد من القضايا منذ عقود والبعض يقول منذ قرون : أنا اتحدث عن الانطباع السائد في منطقتنا”. وأكد الرئيس السوري أن “المشكلة مع هذه الحكومة¡ هي أن خطابها السطحي وغير الناضج يبرز فقط هذا الارث من الهيمنة العدوانية”¡ متهما الحكومة البريطانية بانها “تتصرف بطريقة ساذجة ومشوشة وغير واقعية”. وأضاف : “اذا ارادوا أن يلعبوا دورا فعليهم تغيير هذا والتصرف بطريقة اكثر عقلانية ومسؤولية والى أن يحصل ذلك فنحن لا نتوقع من مشعل حرائق أن يكون رجل اطفاء”. وكانت حكومة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ابدت تأييدها زيادة المساعدات إلى المقاتلين المعارضين للرئيس الاسد¡ كما ايدت رفع الحظر الأوروبي المفروض على ارسال اسلحة إلى سوريا بهدف التمكن من ارسال معدات عسكرية إلى المعارضة. وقرر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في منتصف فبراير تمديد العقوبات المفروضة على سوريا والسماح بتقديم مزيد من الدعم للمعارضة ولكنهم رفضوا رفع الحظر على الاسلحة. وأكد الاسد أن الاتصالات مقطوعة بين دمشق ولندن منذ وقت طويل¡ متهما بريطانيا بالافتقار إلى الصدقية ما لا يؤهلها للقيام باي دور في حل الازمة السورية. وقال : “إذا اردت التحدث عن دور¡ لا يمكن فصل الدور عن الصدقية ولا يمكن فصل الصدقية عن تاريخ هذا البلد”. كذلك طالب الاسد كل من يريد وقف العنف في سوريا أن يضغط على تركيا وقطر والسعودية “للتوقف عن تزويد الإرهابيين بالمال والسلاح”¡ مؤكدا أن هذا هو مفتاح وقف العنف في سوريا. وقال الرئيس السوري : “اذا كان احد يريد بصدق واشدد على كلمة بصدق¡ أن يساند سوريا وان يساعد في وقف العنف في بلدنا يمكنه القيام بامر واحد هو الذهاب إلى تركيا والجلوس مع (رئيس وزرائها رجب طيب) اردوغان وان يقول له : توقف عن تهريب الإرهابيين إلى سوريا¡ توقف على ارسال الاسلحة وتأمين الدعم اللوجستي لاولئك الإرهابيين”. وأضاف : إن من يريد وقف العنف في سوريا يمكنه ايضا “ان يذهب إلى قطر والسعودية ويقول لهما توقفا عن تمويل الإرهابيين في سوريا”. وإضافة إلى قطر وتركيا والسعودية اتهم الاسد فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بانها “تدعم الارهاب في سوريا بشكل مباشر أو غير مباشر¡ عسكريا أو سياسيا”¡ بحسب مقتطفات من المقابلة نشرت ترجمتها بالعربية وكالة الانباء السورية سانا. وجدد الرئيس السوري تحذيره من تداعيات “اللعب بخط التماس” السوري على “سائر أنحاء الشرق الأوسط”. وقال : “لقد قلت مرارا أن سوريا هي بمثابة خط تماس جغرافيا وسياسيا¡ واجتماعيا¡ وأيديولوجيا¡ ولذلك فإن اللعب بهذا الخط سيكون له تداعيات خطيرة في سائر أنحاء الشرق الاوسط”¡ مشددا على أن “القاعدة وأيديولوجيتها تشكل تهديدا وخطرا ليس فقط على سوريا بل على المنطقة بأسرها”.