الرئيسية - عربي ودولي - وفنزويلا تتشح بالسواد
وفنزويلا تتشح بالسواد
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

< عواصم/وكالات - أعلنت فنزويلا الحداد على رحيل زعيمها هوجو شافيز عن 58 سنة الذي توفي أمس بعد معركة طويلة مع مرض السرطان وتقرر تشييع جثمانه غداٍ وتولى نائبه نيكولاس مادورو السلطة بانتظار انتخابات رئاسية جديدة تجرى خلال ثلاثين يوما وكان لنبأ الوفاة ردود فعل دولية واسعة. وأعلن مادورو في خطاب تلفزيوني رحيل شافيز في المستشفى العسكري في كراكاس الذي كان يخضع فيه لعلاج كيميائي وطلب من الناس التحلي بالقوة واحترام الألم الذي يشعر به غالبية الفنزويليين. وقال بنبرة حزينة وكان بصحبته عدد من الوزراء “إنها لحظة حزن عميق”. وأعلنت الحكومة “الحداد الرسمي لمدة سبعة أيام” اعتبارا من أمس وتعليق جميع النشاطات العامة والخاصة من الأربعاء إلى الجمعة. وأعلن نائب الرئيس -الذي تولى رسميا إدارة شؤون البلاد خلفا لشافيز- عن إجراء انتخابات رئاسية جديدة في غضون ثلاثين يوما. ومن المتوقع أن يخوض مادورو الانتخابات في مواجهة زعيم المعارضة هنريك كابريليس. ولطالما اعتبر شافيز مادورو خليفته المفضل. وعقب إذاعة خبر الوفاة مباشرة, انتشرت قوات من الجيش والشرطة في شوارع العاصمة الفنزويلية ومدن أخرى تحسبا لاضطرابات. وأعلنت قيادة الجيش احترامها للدستور, وأقسمت أيضا على الولاء لمادورو نائب الرئيس. وحظيت وفاة الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز بردود فعل دولية واسعة إذ لقي إشادات مختلفة بسيرته إلى درجة اعتبر الغرب -الذي طالما تعرض لنقد الرئيس الراحل- أن غيابه سيترك أثرا عميقا في بلاده. وأعربت الولايات المتحدة التي لم تكن لها علاقات طيبة مع حكومة شافيز عن دعمها للشعب الفنزويلي وأشار بيان للرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى أن واشنطن تجدد استعدادها لإقامة علاقات مستقبلية بناءة مع فنزويلا. وأثنت كل من فرنسا وبريطانيا والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على تاريخ شافيز وقالت: إنه ترك أثرا عميقا في فنزويلا. وقد عبر العديد من دول العالم عن مشاعر “الحزن” وفي مقدمتها دول أمريكا اللاتينية وإيران وروسيا والصين. ووصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الراحل شافيز (58 عاما) بأنه الابن البار لفنزويلا والقائد الفذ والثوري الشجاع لكل أحرار العالم. وقال بيان نشرته وسائل إعلام إيرانية إن شافيز كان “علما بارزا في ساحة النضال ومكافحة الاستكبار” وأضاف أن الراحل سيبقى رمزا وموروثا لكل الشجعان والثوريين والأحرار في العالم حسب البيان. وقد أعلنت إيران الحداد على وفاة شافيز. أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقد وصف الرئيس الراحل بأنه “القائد البارز” و”الصديق الحميم”. وقال في خطاب تعزية لنائب الرئيس الفنزويلي “كان إنسانا غير عادي وقويا ينظر إلى المستقبل ويفرض على نفسه دائما أعلى المعايير”. وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونينغ استعداد بلادها للعمل مع فنزويلا بهدف تعميق الشراكة الإستراتيجية الثنائية المرتكزة على التنمية المشتركة بما يعود بالمنفعة على الشعبين. بدوره نعت وزير الخارجية السويدي كارل بيلت الرئيس الراحل شافيز بأنه “قائد كاريزمي (صاحب شخصية جذابة) وقوي”. وكتب بيلت في بيان “لكن سياساته أدت إلى تهميش بلاده وألحقت بها عواقب اقتصادية وخيمة”. أبرز المواقف وأشدها تعاطفا مع شافيز جاءت من منطقته اللاتينية (الفرنسية) وفي هذا السياق أيضا قالت رئيسة البرازيل ديلما روسيف إن وفاة شافيز خسارة لا تعوض, ووصفته بأنه صديق للشعب البرازيلي وأنه أمريكي لاتيني عظيم. كما عبر الرئيس البوليفي إيفو موراليس عن صدمته لوفاة صديقه, وقال إنه سيتوجه قريبا إلى فنزويلا. بدوره, أبدى رئيس كولومبيا خوان مانويل سانتوس أسفه العميق, مذكرا بالوساطة التي قام بها شافيز بين الحكومة الكولومبية وجبهة “فارك” اليسارية الكولومبية المتمردة. وفي الإكوادور التي يرأسها رافائيل كوريا -وهو يساري حليف لشافيز- أبدت الحكومة حزنها لوفاة الرئيس الفنزويلي, ووصفته بالقائد التاريخي. وقالت نيكاراغوا التي أشرف رئيسها دانيال أورتيغا على حفل لتأبين شافيز إن أمثال الرئيس الفنزويلي الراحل لا يموتون, في حين أشاد رئيس تشيلي سيباستيان بينيرا بجهود شافيز لتوحيد أمريكا اللاتينية. وفي كوبا -وهي أقوى حلفاء شافيز- قطع التلفزيون الرسمي برامجه العادية, وبث صورا لشافيز وردود الأفعال على وفاته وأعلنت الحداد لثلاثة أيام وأعربت الحكومة عن “تعازيها الصادقة” لفنزويلا. وكان شافيز فاز في أكتوبر الماضي برئاسة فنزويلا للمرة الرابعة على التوالي لكنه لم يتمكن من أداء اليمين الدستورية حيث خضع الزعيم الراحل الذي بلغ عمره 58 عاما لاربع عمليات تتعلق بالسرطان في كوبا وكان المرض اكتشف للمرة الأولى في منطقة الحوض في منتصف عام 2011م وأجريت آخر عملية له في 11 ديسمبر ولم يظهر علانية منذ ذلك الحين. وتولى شافيز منصب الرئاسة بفنزويلا أول مرة في العام 1999م وهو يعرف بحكومته ذات التوجهات الديمقراطية الاشتراكية واشتهر بمناداته بتكامل أمريكا اللاتينية السياسي والاقتصادي مع انتقاداته للولايات المتحدة ولأنصار العولمة. وتميز شافيز بحضوره الطاغي ومناهضته للسياسات الأمريكية واتباعه سياسة التمويل اعتمادا على الثروة النفطية التي وفرت الغذاء المدعوم والمستشفيات المجانية لسكان الأحياء الفقيرة التي طالما أهملت لكن منتقديه كانوا يرون في اعتماده على نظام الرجل الواحد وعلى سياسة التأميم والمعاملة القاسية مع خصومه دليلا على أنه دكتاتور تسببت سياسته الاقتصادية في إهدار الكثير من عائدات النفط. وفاز هذا المظلي السابق في كل الانتخابات التي شارك فيها بالرغم من اتهام معارضيه له بـ”التسلط”. وبعد محاولة الانقلاب التي تعرض إليها في 2002م قرر الرئيس أن العالم ينقسم إلى فئتين: أصدقاء وخصوم واصفا معارضيه بأنهم “خونة” و”بلا وطن”. وقد أقام شافيز هيئات للتكامل الإقليمي ونسج تحالفات إستراتيجية مع روسيا والصين وإيران ولا يفوت فرصة لدعم قادة مثيرين للجدل مثل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والرئيس السوري بشار الأسد. ورجح نيكولاس مادورو -نائب الرئيس الفنزويلي- أن يكون مرض السرطان الذي أصيب به شافيز هو نتيجة مؤامرة ضده مشيراٍ إلى أن الحكومة ستشكل لجنة للتحقيق في هذه القضية.