الرئيسية - اقتصاد - عدم الوفاء بالتعهدات ناتج عن اختلالات مشتركة من اليمن والمانحين
عدم الوفاء بالتعهدات ناتج عن اختلالات مشتركة من اليمن والمانحين
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

احمد الطيار –

قال الباحث المتخصص في إدارة التنمية الدولية بجامعة لايدن- هولندا وجامعة صنعاء موسى علاية : إن عدم الوفاء بالتعهدات من قبل أصدقاء اليمن ومانحيه ليس نابع لخلل واحد ولكن للعديد من الاختلالات والمشاكل سواء كان من قبل المانحين أو من قبل الحكومة اليمنية. وقال: لابد من اتفاق على خارطة طريق ذات ملامح واضحة للكيفية التي يتم بموجبها تقديم وتنفيذ التعهدات بما يضمن حسن استخدامها وتحقيق النتائج والفاعلية المرجوة . مشيرا في حديث اـ(الثورة) عبر الايميل من هولندا إلى أن معظم المشاريع المقترحة من الجانب اليمني والمقدمة للمانحين لا يتم دراستها وتقديمها وفقا لإطار تنموي واضح وإنما عبارة عن مقترحات تقدم من قبل وزارة التخطيط وبعض الأحيان لا تبنى وفقا لمعلومات صحيحة. لقاء /أحمد الطيار *كيف تقيمون مؤتمرات أصدقاء اليمن¿ -مجموعة أصدقاء اليمن تشكلت في 29 مارس 2010 في لندن بهدف زيادة الدعم المالي والاقتصادي لليمن وكذلك الدعم السياسي على الصعيد الدولي. ومن ذلك التاريخ حتى يومنا هذا عقدت سلسلة من المؤتمرات الدولية لمجموعة أصدقاء اليمن بحضور دولي مكثف وقبل كل اجتماع تم عقد العديد من الاجتماعات الفرعية من أجل التحضير والإعداد لهذه المؤتمرات. والمتفحص لمواضيع ومناقشات هذه المؤتمرات يجد العديد من القضايا المرحلة من مؤتمر إلى مؤتمر نظرا لعدم البت في معظم قضايا الدعم متعدد الأوجه لليمن. في كل مؤتمر يتم كتابة بيان ختامي معلن به حجم التعهدات المالية المتفق عليها والتي وصلت في آخر اجتماع في نيويورك عام 2012 إلى 8 مليارات دولار. * ما رؤيتكم لماهية الخلل في عدم الوفاء بالتعهدات السابقة ¿ – عدم الوفاء بالتعهدات ليس نابعاٍ من واحد ولكن من العديد من الاختلالات والمشاكل سواء من قبل المانحين أو الحكومة اليمنية فكثير من الجهات المانحة ترجع عدم إلى الوفاء بالتعهدات إلى عدم وجود رؤية واضحة لآفاق التنمية المستقبلية وعدم وجود مؤشرات واضحة لتلبية احتياجات التنمية لدى الحكومة اليمنية. حتى الأن معظم المشاريع المقترحة لا يتم دراستها وتقديمها وفقا لإطار تنموي واضح وإنما عبارة عن مقترحات تقدم من قبل وزارة التخطيط وبعض الأحيان لا تبنى وفقا لمعلومات صحيحة. لا يوجد هناك تنسيق وتكامل تنظيمي بين الأجهزة التنفيذية والأجهزة التخطيط في اليمن تعمل معظم الأجهزة الحكومية وكأنها جزر منعزلة تماما عن بعضها البعض. كثير من المانحين يرجعون الأمر إلى التخوف من ضياع الأموال وعدم استغلالها الاستغلال الأمثل في ظل البيئة السياسية السيئة في اليمن وخصوصا المانحين( الأجانب هم في الأصل محاسبين أمام دافعي الضرائب في بلدانهم, لا يوجد لديهم حرية في انفاق أموال قد يكون قدرها محسوماٍ مسبقا. وبالرغم من هذا ونتيجة للحالة الاستثنائية في اليمن خصوصا في الجانب الأمني والسياسي , يمكن القول أيضا ان المانحين لا يوجد لديهم الحوافز والقدرات اللازمة لفهم الطبيعة المحلية في اليمن وإداركهم ان المريض الذين يريدون معالجته لا يستطيع ان يعرض بما يعانيه وان تم مثل هذا عادة يتم تقديم عوارض الاختلالات وليس مسببات وجذور الاختلالات سواء كانت اقتصادية أو إدارية وغيرها. لابد من تصميم استراتيجية كاملة لحل مشاكل اليمن وفقا للمعرفة المحلية وليس اتباع أسلوب الهندسة الاجتماعية من قبل المانحين كمنهج تنموي قائم في الوقت الراهن في مختلف الدول المستقبلة للمعونات. *ما الواجب على الجانب اليمني لتجاوز المعوقات ¿ -لاستمالة المانحين في تسريع تنفيذ التعهدات لابد من إبراز تجربة الصندوق الاجتماعي للتنمية كتجربة ناجحة في مجال استخدام المعونات الخارجية لجذبهم ومحاولة تطوير وتوسيع هذه التجربة المحلية لتشمل مختلف جوانب الإصلاح وخصوصا الإصلاح المؤسسي وبرامج التنمية البشرية. نظرا لدور الصندوق المقتصر في السابق في جوانب البنية التحتية وخصوصا في قطاع التعليم. وهذا بدلا من الاقتراحات في محاولة إنشاء أجهزة جديدة تحتاج لوقت للتعرف على البيئية المحلية. في حالة اعتماد بديل الصندوق الاجتماعي للتنمية قد يؤدي إلى تعزيز القدرات اليمنية الذاتية في مجال إدارة العملية التنموية بدلا من الاعتماد على الخبرات الأجنبية الغير مدركه للواقع المحلي. ومع ذلك, على الجانب اليمني أيضا طلب من أصدقاء اليمن من تكوين وحدة استشارية للصندوق الاجتماعي من قبل الخبراء الأجانب الذين سبق وعملوا في اليمن لفترات طويلة, في هذا الجانب قد يتم جمع الخبرات الأجنبية والخبرات المحلية في بوتقة واحدة. *وما رأيكم في النتائج الممكن أن يخرج بها الاجتماع الخامس لأصدقاء اليمن¿ – لابد من أتفاق على خارطة طريق ذات ملامح واضحة للكيفية التي يتم بموجبها تقديم وتنفيذ التعهدات بما يضمن حسن استخدامها وتحقيق النتائج والفاعلية المرجوة. عليهم ادراك أن خطورة الوضع في اليمن لا يساعد الجميع في اتباع إسلوب التسويف والتنصل عن الالتزامات في عبارة أخرى, لا مجال لدى الدول المانحة في إرجاع الأمر لعدم تقديم المساعدات لطبيعة البيئة المحلية للحكم في اليمن. لأنه لو كان هناك بيئة حكم جيدة لما تم عقد مثل هذه المؤتمرات لمساعدة اليمن.