الرئيسية - عربي ودولي - مستقبل فنزويلا بعد رحيل تشافيز
مستقبل فنزويلا بعد رحيل تشافيز
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تقرير/ إسكندر المريسي – ثمة تساؤلات تفرض نفسها حول مستقبل فنزويلا بعد رحيل الزعيم تشافيز مؤسس فنزويلا الحديثة¡ حيث كان قد وصل إلى نظام الحكم في العام 1999م¡ ومن بين تلك الاستفسارات¡ هل تستطيع الحركة السياسية الاشتراكية ملء الفراغ الذي تركه ذلك الزعيم والمحافظة على التوجهات الديمقراطية الاشتراكية التي خط معالمها الرئيس الفنزويلي الراحل تشافيز لفترة أربعة عشر عاما◌ٍ¡ كان خلالها قد تعرض لمؤامرة إنقلابية بدعم وتمويل من واشنطن¡ لكن الطبقة العاملة والحركة اليسارية الاشتراكية أعادت ذلك الزعيم الفنزويلي إلى نظام الحكم السياسي في فنزويلا¿ فإلى أي مدى يمكن الإبقاء على تجربته السياسية بعد رحيله خاصة والقوى الخارجية المعادية لفنزويلا لها أجندة متعددة منضوية تحت لواء المعارضة مما يجعل التجربة السياسية التي أسسها تشافيز معرضة لأخطار لا سيما وقد دعت الولايات المتحدة الحكومة الفنزويلية بعد رحيل تشافيز إلى إقامة علاقات معها وفقا◌ٍ لشروط وظروف الحركة الانقلابية التي فشلت عام 2002م¡ وهو ما يعني أن فنزويلا بعد رحيل تشافيز تقع بين خيارين أحدهما استمرار النهج السياسي لذلك الزعيم وس◌ْبل وإمكانية ذلك تتوقف بدرجة أساسية على القوى السياسية التي تركها ممثلة بالحركة الاشتراكية ومدى قدرتها على فهم واستيعاب التحولات الاقتصادية خلال مرحلة ذلك الزعيم دونما إغفال حقيقة أن المعركة التي أدارتها أوروبا وأمريكا لم تكن إلا بسبب تجربة الاستقلال السياسي والاقتصادي لفنزويلا خلال عقد ونصف من الزمن. وهو ما يجعل من تلك المعركة مستمرة بعد رحيل الزعيم بصورة أكبر وأوسع وأشمل لأن الهدف لم يكن تشافيز¡ ولكن التجربة السياسية التي أسسها والإصلاحات الاقتصادية عبر حكومة ديمقراطية حرة ومستقلة لا تكون مرتهنة للاقتصاد الإمبريالي ولا تابعة للإدارة الأمريكية¡ لذلك تقع على كاهل القيادة السياسية الجديدة أهمية استمرار التجربة السياسية في فنزويلا والمحافظة على المنجزات التي تحققت خلال فترة حكم ذلك الزعيم. ويظل التساؤل إلى أي مدى أفرزت تلك التجربة قيادات سياسية واقتصادية قادرة ومقتدرة على ملء الفراغ الذي تركه الرئيس الراحل وإدراك الأخطار المحدقة بفنزويلا¡ وليس شرطا◌ٍ أن تكون تلك القيادات بحجم و مكانة زعيم فنزويلا الراحل¡ وإنما تعي وتدرك أهمية ومكانة فنزويلا كدولة مستقلة تكون من خلالها تلك القيادات قادرة على استكمال مسيرة البناء وإدارة الصراع وفقا◌ٍ لما يجنب فنزويلا عواقب التبعية والارتهان. ولعل أكبر التحديات التي تعترض القيادة السياسية الجديدة لجمهورية فنزويلا ليس إجراء الانتخابات فحسب¡ ولكن حفظ القرار السياسي المستقل لفنزويلا كأحد أهم الأسباب التي أدت إلى فرض العقوبات والحصار¡ وكذلك اشتباك فنزويلا مع الامبريالية العالمية¡ لذلك فإن المحك العملي يكمن بدرجة أساسية في استمرار النهج الوطني لفنزويلا على صعيد السياستين الداخلية والخارجية¡ وكذلك استكمال أسس ومرتكزات بناء الاقتصاد الوطني الفنزويلي¡ لا سيما والاقتصاد الطبيعي لفكر الاشتراكية العلمية بالنظر للتجربة السياسية لفنزويلا كان عاملا◌ٍ مهما◌ٍ في تحقيق إصلاحات أوضاع الطبقة العاملة في جمهورية فنزويلا¡ التي كانت خلال الأربعة عشر عاما◌ٍ الماضية إحدى أهم الدول الداعية إلى أهمية الاستقلال الوطني لدول أمريكا اللاتينية وسائر الدول الأعضاء في الأمم المتحدة¡ وما كان لذلك أن يكون إلا نتيجة للقوة السياسية والاقتصادية التي بنتها جمهورية فنزويلا وجعلت منها دولة مؤثرة في السياسة الدولية¡ فهل ستستمر خيارات الدولة الوطنية ودعوات التقارب والتوحيد لدول أمريكا اللاتينية نهجا◌ٍ سياسيا◌ٍ واقتصاديا◌ٍ لتلك الدول¿ أم ستشهد فنزويلا متغيرات أخرى قد تؤثر على تجربتها السياسية والاقتصادية واستقلالها الوطني¡ خاصة◌ٍ وأن القوى الامبريالية تترصد تلك التجربة منذ 14 عاما◌ٍ¿