الرئيسية - عربي ودولي - مظاهرة مليونية تضع الجزائر على درب الربيع العربي
مظاهرة مليونية تضع الجزائر على درب الربيع العربي
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الجزائر/وكالات –

تحبس السلطات الرسمية في الجزائر أنفاسها على حملة التعبئة التي يشنها ناشطون وحقوقيون من أجل مسيرة “مليونية” مقررة للخميس في عاصمة النفط الجزائري محافظة ورقلة التي تبعد حوالي 800 كلم جنوب شرقي العاصمة. وتقررت “المليونية” ردøا من هؤلاء الناشطين على ما أسموه الوصف السلبي الذي أطلقه رئيس الحكومة عبدالملك سلال على مسيرة العاطلين عن العمل التي قاموا بها في 24 من الشهر الماضي بمناسبة ذكرى تأميم المحروقات والتي كانوا يعتزمون خلالها السير من ورقلة إلى حاسي مسعود على مسافة 200 كلم. وقال عبدالملك سلال : إن الأمر يتعلق بـ”شرذمة”¡ الأمر الذي أثار حفيظة هؤلاء الناشطين وقرروا الرد عليه بمسيرة مليونية ورفعوا سقف مطالبهم إلى الدعوة لرحيله من الوزارة الأولى. ولأن حملة التعبئة قطعت أشواطا متقدمة على مواقع التواصل الاجتماعي¡ وظهر تضامن كبير مع هؤلاء الناشطين¡ فإن الحكومة تحاول احتواء الموقف عبر عدة قرارات استباقية درءا لأي انزلاق¡ سيما في ظل إدراكها أن مقومات الانفجار قد تغذت بقوة مؤخرا بعد الكشف عن فضائح الرشوة في عملاق النفط الجزائري وعلى مستويات عليا من السلطة¡ مقابل تفشي البطالة وتدهور الخدمات خاصة في مناطق الجنوب¡ كما أن انتقال العدوى إلى المدن الأخرى ليس مستبعدا في حال أي انزلاق. السلطات الجزائرية التي استطاعت إجهاض كل المسيرات منذ اندلاع أحداث السكر والزيت في يناير 2011م¡ تحت ذريعة القانون الذي يحظر التظاهر في العاصمة تفاديا لأي استغلال من طرف الإرهابيين¡ تجد نفسها هذه المرة أمام نوع جديد من الناشطين لا يمتون بصلة إلى الأحزاب المعارضة التي دعت في العام 2011م إلى تغيير النظام. وأبرز مميزات ناشطي مليونية الخميس القادم أنهم من الجيل الجديد الذي يحمل مطالب مشتركة لجميع الجزائريين¡ ولم يسبق للرأي العام أن عرفهم في مواطن الفشل السياسي الذي يطبع الطبقة السياسية والسلطة معا¡ ولعل اختيارهم لعاصمة النفط يحمل أكثر من رسالة ودلالة. وسارع وزير الداخلية¡ دحو ولد قابلية¡ إلى نفي وجود مطالب سياسية وراء الاحتجاجات التي تشهدها بعض مناطق جنوب البلاد بالصحراء خوفا من التوظيف الإعلامي الخارجي. وقال ولد قابلية : “إن بعض المشاكل التي يشهدها سكان الجنوب هي اجتماعية واقتصادية¡ من أهمها فرص العمل¡ وليست سياسية “. وكان منسق اللجنة الوطنية للدفاع عن العاطلين عن العمل التي تحضر لتنظيم المليونية¡ الطاهر بلعباس¡ ” قررنا تنظيم أضخم مسيرة يمكننا حشدها يوم 14 مارس من أجل الرد على ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من تصريحات منسوبة للوزير الأول الذي وصف مجموعتنا بأنها شرذمة¡ وسنقرر قريبا إن كانت المسيرة السلمية التي ستحتضنها ولاية ورقلة سيتبعها اعتصام في ساحة التحرير بمدينة ورقلة “. وقال أحد ممثلي الحركة الاحتجاجية الجديدة ”ج. م” من غرداية : إن المسيرة القادمة ستكون مقياسا حقيقيا لمدى شعبية حركتنا. وأكد المتحدث : “قرر ممثلون عن عدة ولايات في آخر اجتماع عقدته اللجنة الدعوة إلى المسيرة السلمية وتجنيد كل الإمكانات لإنجاحها”. يشار إلى أن الجزائر نجحت في تحييد الشارع الجزائري عن الاستجابة السريعة التي لاقتها دعوات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا عبر التخويف من تكرار تجربة العشرية السوداء التي عاشت الجزائر على وقعها وخلفت قرابة 200 ألف قتيل ومفقود. لكن مراقبين يقولون إن السلطات الجزائرية بحاجة إلى خطوات سريعة في المجال الاجتماعي لقطع الطريق أمام دعوات “الربيع” هذه المرة¡ وهي دعوات نابعة من الداخل الجزائري¡ وليست وافدة.