عبدالملك السلال – ثمة تساؤلات مشروعة تفرض نفسها على الواقع العربي المر الذي انشغل مؤخرا بقضايا ثورات الربيع العربي وتداعيات الصراع في سوريا وانعكاساته على دول الجوار¡ كلها في الإجمال غطت على القضية الفلسطينية واستحقاقاتها ريثما تتضح الرؤية لما ستؤول إليه الأوضاع في سوريا .. والسؤال إلى أين تسير القضية الفلسطينية التي تشهد تآكلا وانحسارا على كل الصعد حيث تستغل إسرائيل التطورات المتلاحقة الساخنة في المنطقة¡ وتكثف عملية الاستيطان بشكل كبير في الضفة الغربية والقدس المحتلتين .. سعيا منها لإجهاض حل الدولتين من خلال الفعل والممارسة على الأرض. ولا سميا إذا ما تذكرنا تأييد المجتمع الدولي لانضمام فلسطين إلى عضوية الأمم المتحدة بصفة مراقب .. الأمر الذي اغضب إسرائيل التي سارعت بالرد عليه بدفن ما يسمى عملية السلام إلى أجل غير مسمى.. ولعل هذا ما دفع الرئيس الأمريكي باراك اوباما الذي يستعد لزيارة المنطقة قريبا أن يتحاشى في تصريحاته قدر الإمكان الحديث عن مستقبل عملية السلاح.

ومن هذا المنظور تؤكد مراكز بحثية عربية أن هناك ضرورة لإعادة النظر عربيا وفلسطينيا في خيار الدولتين المطروح وليس للسبب الذي ذكر آنفا فحسب أو لتحولات أخرى ديمغرافية وسواها على الأرض¡ بل لأن مؤشرات تشي بحقيقة أن اليمين الإسرائيلي يعمل على تحويل هذا الخيار إلى عكس ما ي◌ْراد به فلسطينيا. فبينما يسعى الفلسطينيون بجدية إلى ترجمته بشكل ما على أرض الواقع والسياسة¡ تجتهد الن◌ْخب اليمينية في إسرائيل إلى لإفراغه من محتواه.. الأمر الذي قد يعقد أية تسوية مع الكيان العبري في المستقبل المنظور! [email protected]