الرئيسية - اقتصاد - مجور : انتشار آفة الطماطم يهدد استقرار الأمن الغذائي في اليمن
مجور : انتشار آفة الطماطم يهدد استقرار الأمن الغذائي في اليمن
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الثورة / منصور شايع – محمد راجح –

دشنت الحكومة اليمنية خطة طوارئ عاجلة بتكلفة 843 مليون ريال لمكافحة آفة “توتا ابسلوتا” الحشرة التي تجتاح محصول الطماطم وتهدد بالقضاء علية اذا لم يتم السيطرة على هذه الافه الخطيرة. وتتضمن الخطة الطارئة التي ستشرف على تنفيذها وزارة الزراعة والري بالتعاون مع وكالة التنمية الأمريكية تنفيذ برامج عاجلة لادارة ومراقبة الآفة بتكلفة 77 مليون ريال وبرامج للتوعية وتدريب المزارعين بنحو89 مليون ريال ومايقرب من 670 مليون ريال قيمة مصائد وفرمونات للمراقبة والمكافحة. وخصصت الحكومة 200 مليون ريال لمواجهة اربع افات تهدد المحاصيل الزراعية في اليمن تتمثل في كل من الجراد الصحراوي وحشرة الجيش الافريقية وذبابة ثمار الخوخ والاهم حشرة “توتا ابسلوتا” . وتساهم الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة بمكتب وكالة التنمية ودعم مقدم من وزارة الزراعة الأمريكية بالنصيب الأكبر من حجم الدعم الدولي المقدم للتصدي لهذه الافه بنحو900 الف دولار بالإضافة إلى 20 الف دولار قدمتها “الفاو” . وفي اجتماع موسع عقد أمس بصنعاء بين الحكومة اليمنية والمانحين أكد المهندس فريد مجور وزير الزراعة والري على أهمية دعم المانحين لليمن والوقوف على الوضع الكارثي التي تواجهه جراء انتشار آفة حافرة الطماطم (حشرة التوتا ابسليوتا ) وبما يحقق الاستقرار الغذائي والمعيشي للمزارعين خاصة في ظل الأوضاع الراهنة التي تشهدها البلاد. وقال لدى افتتاحه أعمال الاجتماع أن نتائج المسوح الميدانية التي نفذتها الوزارة خلال فبراير الماضي أكدت تكبد مزارعي الطماطم خسائر اقتصادية كبيرة نتيجة ظهور آفة حافرة الطماطم وانتشارها على مستوى 20 محافظة . وبين الوزير أن شريحة كبيرة من الأسر الريفية من المزارعين ممن يعملون في زراعة الطماطم فقدوا مصادر دخلهم من هذا المحصول الأمر الذي ينعكس سلبا على الأمن الغذائي لهذه الشريحة الأشد فقرا حيث يعتبر الطماطم الطبق الرئيسي في وجباتهم الرئيسية بالإضافة إلى الخبز كما أدى انتشار الآفة الى ارتفاع أسعار الطماطم في السوق وبشكل جنوني خلال هذا العام . مفيدا بأن مكافحة الآفة بالمبيدات أصحبت عملية غير مجدية كونها اكتسبت مناعة على نطاق واسع في الدول التي انتشرت فيها وأن الجميع قد لجأ إلى إدارتها والسيطرة عليها باستخدام المصايد للوصول الى وضع السيطرة التامة ومن ثم تطبيق نظام المكافحة المتكاملة للحفاظ على التوازن البيئي بينها وبين الأعداء الحيوية . مشيرا إلى ان وزارة الزراعة بدأت بتنفيذ الخطوات الأولى لإستراتيجية المكافحة بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية وأنه تم اعتماد 50 مليون ريال منها 25 مليون ريال مقدمة من صندوق تشجيع الإنتاج الزراعي والسمكي و25 مليون من بنك التسليف التعاوني والزراعي لدعم أنشطة مكافحة الآفة .. مشيدا بمبادرة منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) في ادارج اليمن ضمن مشروع اقليمي خاص بإدارة مكافحة هذه الآفة . من جانبه أكد مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية روبرت ويلسون أن الوكالة الأمريكية ستقدم دعمها لليمن في مكافحة الآفة من خلال مساعدة المزارعين وتزويدهم بالمعدات وتدريبهم على طرق السيطرة المجدية للآفة وأن الوكالة ستعمل على التنسيق لإطلاق حملة توعية وطنية تصل تكلفتها إلى 900 الف دولار لمكافحة آفة حافرة الطماطم. مفيدا بأنه سيتم توفير 15 الف مصيدة وحوالي 100 ألف من الكبسولات للسيطرة على هذه الآفة الى جانب تدريب 3 ألاف مزارع .منوها بأنه إذا لم يتم فعل شيء للقضاء على هذه الحشرة فان خسائر اليمن ستصل جراء ذلك الى اكثر من 380 مليون دولار وتزيد من تدهور الامن الغذائي في اليمن المتدهور اصلا . داعيا القطاع الخاص للمساهمة بفعالية لاحتواء الآفة ومساندة جهود الوزارة وأنشطتها لتنفيذ برامج وقاية استباقية للحد من خطورة آفة حافرة الطماطم . إلى ذلك أشاد الدكتور فؤاد الدومي ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في اليمن باهتمام وزارة الزراعة واستعداداتها لمكافحة الآفة التي انتقلت من عدة دول. مشيرا إلى انه إذا لم يتم مكافحة هذه الآفة والقضاء عليها فإنه سوف يؤثر على محصول الطماطم بشكل كبير والاقتصاد عموما مبينا استعداد المنظمة على تقديم كافة الدعم والمساندة لجهود اليمن في مكافحة آفة صانعة الأنفاق على الطماطم والتي تؤثر على الأمن الغذائي في البلاد . وفي تصريح لـ الثورة “أشار الدكتور محمد الغشم وكيل وزارة الزراعة والري إلى أن حشرة صانعة الأنفاق خطيرة جدا انتقلت من امريكا الوسطى الى الجنوبية والى اسبانيا وايطاليا وفرنسا ثم المغرب العربي والى بقية الدول العربية حتى وصلت الى بلادنا مبينا ان هذه الآفة عبارة عن فراشة ليلية لديها قوة طيران كبيرة في اتجاه الريح وتنتشر بواسطة وسائل المواصلات والنقل عموما والشتلات . مشيرا إلى أنها أحدثت خسائر بنسبة 100 % في المزارع التي تم مسحها كما أنها لا تكافح بالمبيدات لأنها اكتسبت مناعة من المبيدات التي قد رشت عليها في الدول الأخرى لذلك لا يتم القضاء عليها سوى بالمكافحة الحيوية والطبيعية وهي مكلفة جدا وأثبتت فعالية على مستوى العالم لافتا إلى أن هذه الحشرة مستوطنة وليست مثل الجراد تنتهي بسرعة وقد تستمر مكافحتها حوالي خمس سنوات ولهذا سيتم تأسيس مختبر للمكافحة الحيوية وننتج الأعداء الحيوية التي تقضي عليها . وكشفت وكالة التنمية الأمريكية التي أشرفت على عقد الاجتماع الخاص بين وزارة الزراعة والجهات المانحة عن قيام حكومة الولايات المتحدة الأمريكية من خلال وزارة الزراعة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالتعاون مع وزارة الزراعة والري اليمنية وبالشراكة مع مشروع تحسين معيشة المجتمع عن الخطة والبرنامج الجديد للسيطرة على توتا أبسلوتا من خلال توزيع 15 ألف أفخاخ فيرمون في 12 محافظة متضررة في اليمن. وأكدت الوكالة أن برنامج السيطرة على آفة التوتا أبسلوتا سيتضمن أيضا حملات تلفزيونية وإذاعية وكتيبات لنشر الوعي حول الآفات وكذلك تدريب لحوالي 200 من خبراء التدريب و300 من وكلاء الإرشاد الزراعي بالإضافة إلى 3000 مزارع سيقومون بتدريب آخرين حول محاصرة وقتل الآفات. كما تستضيف وزارة الزراعة والري “الأيام الحقلية للمزارعين” لنشر المزيد من الوعي حول كيفية القضاء على توتا أبسلوتا. وتعتبر يرقات التوتا من اخطر الآفات الزراعية حيث يتضاعف عددها بسرعة كبيرة وتتغذى على الطماطم والبطاطا والباذنجان والفلفل وتختبئ في سيقان النباتات وتلتهم البراعم والثمار الناضجة بنهم شديد وفي بعض الحالات فإنها تقضي تماما على المحاصيل التي تتغذى عليها. ولأن توتا أبسلوتا تستطيع بسرعة أن تطور مقاومة للمبيدات فإن هذه الآفة محصنة ضد التقنيات الحديثة للقضاء عليها لكن هناك طريقة جديدة لإزالة هذه العثة أثبتت فعاليتها في بطانة فخ الحشرة مع فرمون أنثوي من توتا أبسلوتا وذلك لجذب الفراشات الذكور بعيدا عن النباتات. في غياب الحشرة الذكورية حيث لا يتم تخصيب البويضات الأنثوية وبالتالي لا يكون هناك يرقات تقوم بأكل النباتات. ويعد الموطن الرئيسي الذي جاءت منه آفة التوتا أبسلوتا ووصلت اليمن عبر إحدى دول الجوار هي أمريكا الجنوبية لكنها انتشرت في السنوات الأخيرة إلى أوروبا والبحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط. وفي مطلع العام الحالي تم اكتشاف إصابة نباتات الطماطم في محافظات صنعاء والحديدة ولحج وأبين والبيضاء بالتوتا أبسلوتا. وفي فبراير قامت وزارة الزراعة والري بتقييم مدى الإصابة بالتوتا أبسلوتا في 304 مزارع ضمن 88 مديرية في اليمن. وكشف تقييم وزارة الزراعة والري أن 70% من محصول الطماطم الذي تم فحصه مصاب بالفعل بهذه الآفة. وبدون برنامج مكافحة فعال فإن الأضرار المحتملة التي يمكن أن تلحق بمحاصيل الخضروات في اليمن يمكن أن تتجاوز الـ300 مليون دولار. تصوير/ عادل حويس