الرئيسية - عربي ودولي - بلا حدود الطبخة!!
بلا حدود الطبخة!!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

هاشم عبدالعزيز –

{ لا زالت زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمنطقة الشرق الأوسط التي دامت أربعة أيام¡ ثلاثة منها زيارة لإسرائيل والأخيرة للمملكة الأردنية¡ وبين هذه وتلك كانت زيارته لرام اللø◌ِه لدقائق قليلة لا تزال مفتوحة على قراءات عديدة¡ ولا يبدو أن هذه القراءات ستتوقف في غضون فترة قصيرة¡ والأمر يعود إلى طبيعة هذه الزيارة التي وصفت بغير المسبوقة والاستثنائية لرئيس أمريكي لإسرائيل في النتيجة. كثيرة ومثيرة هي القضايا التي طرحتها الزيارة¡ هي تبدأ بالاستقبال الجماهيري الإسرائيلي الفاتر مقارنة◌ٍ بالحفاوة والحشد الهائل الذي استقبل به أوباما ذاته حين زار الكيان الصهيوني وهو ما زال مرشحا◌ٍ للرئاسة الأمريكية ولم يصل بعد للرئاسة لا في جولة أولى ولا ثانية. أوباما كان في موقف آخر قد بدا أثناء خطاباته ومؤتمراته الصحفية في مشهد مبتذل لا رئيس للدولة الأكبر في عالمنا بغض النظر عن علاقتها المتشابكة مع إسرائيل¡ هو تعهد بدعم وحماية إسرائيل مرات عديدة وأعلن عن برنامج للدعم العسكري الأمريكي لتل أبيب يمتد لعشر سنوات قادمة¡ وردد أكثر من مرة الدولة اليهودية¡ وأعلن عن حق إسرائيل في استخدام قواتها متى ما أرادت في شأن البرنامج النووي الإيراني وحماية أمنها بحسب مزاعمه. وحدها القضية الفلسطينية¡ وهي جوهر الأزمة المتفاقمة المتداعية والمتفجرة في هذه المنطقة التي استفردت الولايات المتحدة بشأنها تحت مظلة التسوية منذ ما يزيد عن عشرين عاما◌ٍ¡ وحدها التي مر عليها أوباما وكأنها ليست أساس أزمة هذه المنطقة وهي تبقى للأمن والاستقرار والسلام الدولي. هل يفهم من هذا التعاطي الأمريكي أن القضية الفلسطينية أو قضية السلام في الشرق الأوسط أمام قضايا الوضع السوري والملف النووي الإيراني والوضع المضطرب في مصر لا تحتل الأولوية¿ إذا أخذنا القضية من قاعدة الحل العادل والسلام الدائم القائم على مبدأ الأرض مقابل السلام والشرعية الدولية¡ فهذا في الأصل غير وارد في السياسة الأمريكية الهادفة إلى تطويع الموقف العربي عامة والفلسطيني خاصة لواقع الاحتلال ولو لم يكن الأمر كذلك لما كانت قاطرة الاستيطان تطوي الأراضي الفلسطينية في الضفة والقدس بالمشاريع الاستيطانية والسياسية التهويدية. ما يمكن أن يقال تجاه ما يوصف بعدم الاهتمام أن ثمة طبخة تجري بشراكة أمريكية صهيونية يجري تسريعها استثمارا◌ٍ للوضع العربي المضطرب والفلسطيني المنقسم لغرض تسوية تحت مظلة الحل على أساس الدولتين لا على قرار التقسيم ولا حدود 1967م¡ وإنما على ما هو قائم تكون عليه الدولة الفلسطينية دون إنهاء الاحتلال وإزالة الاستيطان اسمية. بالطبع ما سيجري سيصطدم بالحقائق الفلسطينية التي فشلت محاولات طمسها ومن ذلك التشريد وحروب الإبادة المفتوحة على كل ما هو فلسطيني¡ تاريخا◌ٍ وبشر وشجرا◌ٍ وحجرا◌ٍ وإرادة تتعاظم¡ المطلوب الآن أن تكون في استراتيجية المقاومة الشعبية ومواجهة الانقسام ورفض المفاوضات دون إزالة الاستيطان والإفراج عن الأسرى في الأولوية.